قبل عقد ونصف من الزمن (غشت 2004) أخبرت سلسلة عالم المعرفة في كتاب يحمل عنوان "الفيض"من ترجمة مصطفى إبراهيم، بوجود خطر لا مرئي يهدد البشرية يحمل اسم "كورونا" أندر مؤلفه العالم ببشاعة سلاحه.

وقبل إصدار هذا الكتاب بشهور قليلة نشرت مجلة "سيدتي" الخليجية تحقيقا بعددها 1681/ سنة2013 تحقيقا عن هذا الفيروس، وأعطت على لسان الدكتور عبد اللطيف جميل (طبيب مختص بالعربية السعودية) كل التفاصيل عنه، وعن إصاباته المؤلمة بقطر والسعودية والإمارات وفرنسا وبريطانيا.

وليس بعيدا عن هذا التاريخ، تنبأت رواية "عيون الظلام" لمؤلف أمريكي (سنة 1981) بفيروس كورونا ومصائبه ضد الحياة البشرية.

كل هذه المنشورات نبهت العالم إلى خطورة "كورونا" التي لا ترحم، وأكدت أن على الإنسان في عالم اليوم أن يتوخى الحذر من جائحتها الخبيثة، وعليه أن يوفر لقاحا لها مبكرا قبل اكتساحها ووضع الإنسان في وضع حرج قد لا يستطيع الفكاك منه.

وبظهور هذا الفيروس بداية هذه السنة (2020) تبين بالواضح أن الأمر كان مفاجئا للدول جميعها، وان لا أحد منها كان مهيأ لمواجهته. وأن لا أحد منها أعطاه ما يستحقه من عناية واهتمام.

السؤال: لماذا تعامت الدول العظمى والدول الصناعية عن هذا الأمر...؟

لماذا لم تهيئ نفسها له؟

وقبل هذا السؤال، هناك أسئلة سابقة له: هل انطلق هذا الوباء الذي اكتسح الأرض من كل حدودها، وعلى كل قاراتها من ذات نفسه، أم انطلق بمؤامرة سياسية غير محسوبة النتائج بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.. ؟

هل "كورونا" الزمن الراهن من صنع الطبيعة أم من صنع الصراع بين القوى العظمي...؟

اليوم في ظل هذه الجائحة التي فاجأت العالم والتهبت آلاف الأرواح من قاراته الخمس بسرعة فائقة، تبقى الأسئلة عارية لا جواب عنها، لا أحد يدري لماذا فاجأت كورونا العالم وهو عار، لا حول له ولا قوة، لا علم له بما سيواجهه من شرورها، لا سلاح له لمواجهتها.

هذه الحالة تطرح على العالم عشرات الأسئلة: ألم يكن للدول العظمى علم بهذا الفيروس...؟

ألم يكن لأكاديميات البحت العلمي علم بوجوده...؟ ألم تكن للمخابرات العسكرية للدول العظمى دراية بخطورته؟

الآن وبعد أن هزم هذا الفيروس أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأطاح بنظامهما الاقتصادي والسياسي، وأظهر أنهما متساويتان في الضعف والغباء، أصبح واضحا أن الذين تجاهلوا أهمية وقوة وخطرة كورونا، هم الذين أصابتهم سهامها. وهو ما يعني في نهاية المطاف هزيمة النظام الدولي الحالي، وأن كورونا ستغيره بنظام جديد، لا وجود فيه لأمريكا ولا لأوروبا.

إن درس كورونا في الوضع العالمي الجديد، يؤكد للشعوب الحية بكل اللغات، عليها أن تبني مستقبلها بنفسها، وعليها أن تستفيد من حالة الهلع التي جاء بها هذا الفيروس اللامرئي إلى الحياة البشرية.

أفلا تنظرون....؟

 

محمد أديب السلاوي