اجتاح الوباء كورونا العالم, مهددا حياة الملايين ونمط حياتهم بشكل كبير. هذا المرض الذي ولد وتطور بسرعة في المدينة الصينية وهان، ليغزو ويشل العالم دون سابق انذار بعدما عصف بالعملاق الصيني وأوقف الحياة لمدة شهر تقريبا.

أخر تطورات تقول ان فرنسا سوف تبلغ الحد الأقصى للمرض في الشهر السادس من هذه السنة وسوف يزول الوباء بشكل نهائي في شهر غشت على مستوى العالم وهذا يتطلب جهد عالي ويكلف الاقتصاد العالمي غاليا.

اثنا كتابة هذا المقال سجلت 84 حالة في المغرب، لكن أكثر ما أصاب مخاوف المغاربة ليس تطوره المحلي خصوصا ان كل الحالات المسجلة حديثة الوصول لأرض الوطن، لكن هي قدرة المصالح العمومية على مواجهة هذا المرض الذي ركع بلدان كإيطاليا واسبانيا وشل الحياة اليومية لساكنيها.

في تقديري وكما يثير مخاوف المراقبين ا توقف حركة التجارة العالمية جراء الوباء، اليوم العالم يدخل فيما يسمى بالحجر الصحي وتوقف جميع الأنشطة. وشركاءنا الأوروبيين والأمريكيين عانو جراء انتشار الوباء ,أفريقيا القارة التي كانت ملاذ لساكنيها بدأت تدخل في النفق هذا المرض مع تخوف منظمة الصحة العالمية.

التداعيات الاقتصادية على اقتصادنا كبيرة خصوصا ان اغلب شركائنا الدوليين يعانون من تابعات هذا المرض.

أعلنت الحكومة بداية العام المالي ان النمو الاقتصادي المقرر 3,2% الى انها اعادت النظر الى 2,3% في أحسن تقدير الى انني أرى أنها سنة صعبة. لدينا القطاع الفلاحي الذي حرم من 40% من الامطار مما يمهد لتراجع كبير في المحصول او ارتفاع تكلفة الزراعة. ويأزم وضع الفلاحين وأصحاب الماشية مما قد يدفع بارتفاع الأسعار في الربع الثالث والرابع للفاتورة الغذائية للمنازل.

في ظل اقفال المنافذ البرية والجوية القطاع السياحي تلقى ضربة موجعة للفترة الممتدة من شهر مارس حتى يوليوز وان سارت الامور بنفس الوتيرة سوف نرى ارباب الفنادق والخدمات السياحية في وضعية حرجة.

في تقديري الاستثمارات في القطاع السياحي سوف تؤجل للربع الأخير من العام او لسنة القادمة كردة فعل سلبية، مما سوف يؤثر على قطاع البناء.

انخفاض عدد السياح سوف يحرم المغرب من العملة الصعبة المتوقعة مما سوف يجعل المغرب يراجع سياسته النقدية ويحرمنا المرونة اللازمة لتفادي نزول سعر الصرف الوطني.

التحدي الأكبر اليوم هو تحلي كل مواطنة ومواطن بحس المسؤولية والتقيد بالتعليمات السلامة التي اقرتها وزارة الصحة، وتفادي انتشار الوباء على مستوى التراب الوطني، اليوم الاهتمام بالصحة العامة للمغاربة أولوية وطنية، كما هو تعافي دول العالم وخصوصا المرتبطين بنا تجاريا.

الدرس المستفاد من هذه الازمة علينا ان نستثمر في العلم يشكل عام ليتحول هذا القطاع رافدا أساسيا لاقتصادنا الوطني ونصبح مصدرين للمعرفة ونجذب السياحة العلمية، وان يكون العلم ذو مردود على الاقتصاد والناتج المحلي.

الطريق طويلة لكن ليست مستحيلة.



محمد فوزي