كشف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر اليوم الأربعاء عن أسر 7 عناصر من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقتال مع حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس ومصادرة عدد من الأسلحة التي كانوا يستخدمونها، محذرا من نشر المقاتلين السوريين المتواجدين في قاعدة معتيقة لفيروس كورونا المستجد في ليبيا.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات الجيش الوطني الليبي في بيان عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "تتجدّد المحاولات البائسة لانتهاك الهُدنة الإنسانية من قبل مجموعات الحشد المليشاوي، حيث قامت هذه المجموعات صباح اليوم الأربعاء، بهجومٍ غادرٍ على قاعدة الوطية العسكرية، أفشلته مقاتلات السلاح الجوي بالقوات المُسلحة، بعد أن قامت بالتصدي له من خلال استهداف قوات العدو التي حاولت الهجوم؛ ما كلّف العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".

وأضافت شعبة الإعلام الحربي أنها صادرت الآليات العسكرية المُحمّلةِ بالأسلحة والذخائر، خلال محاولة المرتزقة ومقاتلي الميليشيات الهجوم على قاعدة الوطية الجوية.

ونشرت فيديو على صفحتها من داخل قاعدة الوطية لتأكيد مواصلة سيطرتها عليها.

ويأتي ذلك لدحض ما نقله المكتب الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق في وقت سابق عن آمر غرفة العمليات المشاركة، أسامة جويلي الذي قال إن قوات الوفاق سيطرت على قاعدة الوطية، ضمن عملية عسكرية أطلق عليها "عاصفة السلام".

وادعت الغرفة القبض على عدد من عناصر قوات الجيش الوطني الليبي الذي نفى ذلك.

وتقع قاعدة الوطية الجوية إلى الغرب من العاصمة طرابلس، بالقرب من الحدود التونسية، وهي الأقرب إلى طرابلس ضمن القواعد العسكرية التي سيطر عليها الجيش الليبي بقيادة حفتر. وكانت مسرحا لقتال عنيف في مراحل سابقة من الصراع.

من جهته كشف المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري عن وجود حالات مصابة بفيروس كورونا ضمن المقاتلين السوريين الآتيين من تركيا في قاعدة معتيقة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق قرب طرابلس.

وقال عبر صفحته الرسمية على فيسبوك " تؤكد مصادرنا الموثوقة داخل قاعدة معيتيقة الجوية احتجاز عدد 16 الى 20 عنصر من المرتزقة السورين للاشتباه انهم مصابين بوباء كورونا وتم نقلهم لمعسكر الرحبة في تاجوراء".

وأضاف أن "القيادة العامة وهي تتابع في هؤلاء تؤكد أن صحة وسلامة الليبيين أولوية قصوى لها ولن تنتظر إذناً من أحد لحماية شعبها من الإرهاب والاوبئة والعابثين بأمن وسلامة الوطن".

وحث المسماري الشعب الليبي إلى التقيد التام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار وباء كورونا القاتل.

ولفت المسماري إلى أن المليشيات الموالية لتركيا وحكومة السراج تنتهك وقف إطلاق النار يوميًا وذلك علي الرغم من موافقة الجيش الليبي على الهدنة الإنسانية جراء فيروس كورونا.

 

والإثنين الماضي، قررت ليبيا فرض حظر تجوال تام لمدة 10 أيام خشية انتشار فيروس كورونا، وأعلن رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي الفريق عبدالرازق الناظوري، فرض حظر تجوال طوال ساعات اليوم الـ24 من اليوم الأربعاء وحتى يوم الجمعة بعد المقبل. 

ومساء أمس الثلاثاء، سجلت ليبيا أول إصابة بفيروس كوفيد-19، بحسب ما أفاد وزير الصحة بحكومة الوفاق.

وقال الوزير أحميد عمر في شريط مصوّر "تمّ تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في ليبيا".

وأضاف "تمّ التأكّد من الإصابة بعد إجراء الفحوصات في مختبر الصحة العامة بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض".

واتّخذت السلطات في غرب ليبيا وتلك المنافسة لها في الشرق، إجراءات مشدّدة للتصدّي لخطر فيروس كورونا المستجدّ، من أهمّها إغلاق المنافذ البرية والبحرية ثلاثة أسابيع، وتعطيل الدراسة حتى نهاية الشهر الجاري، لكن تقارير في الأيام الأخيرة تحدثت عن وجود إصابات بالفيروس ضمن المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم تركيا لدعم حكومة الوفاق في طرابلس.

يذكر أن الجيش الليبي أعلن الاثنين أن قواته تحتفظ بجثث 4 عسكريين أتراك وتحتجز قيادي في الميليشيات السورية التي أرسلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقتال في ليبيا.

ونقلت صحيفة المرصد الليبية عن اللواء المبروك الغزوي، آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية في الجيش الوطني الليبي، مساء الأحد قوله إن "الجيش الليبي يتحفظ على جثث أربعة جنود أتراك وقيادي سوري في ميليشيا بعد حصار استمر طيلة يوم 18 مارس".

وأضاف الغزوي في تصريح مصور عبر الفيديو "نجحت قواتنا في انتشال جثث القتلى والأسير السوري من خط النار"، بجنوب العاصمة طرابلس .

وأوضح أن "سحب الجثث جرى بعد اشتباكات دامية خلال الأيام الثلاث الماضية استمات العدو خلالها لاستعادة الجثث والأسير، فيما فقد الجيش أحد أفراده".

وأفاد الغزوي بأن القيادي السوري أقر عند التحقيق معه بوجود 10 عسكريين أتراك بصحبة 8 سوريين لاذوا بالفرار بعد استهداف مدرعة تركية حديثة من طرز "ACV- 15"، قتل فيها 4 جنود أتراك.

وعبر الجيش الليبي عن استعداده "لتسليم الجثث إلى ذويهم في تركيا عبر الهلال الأحمر الليبي أو فرع الصليب الأحمر الدولي في ليبيا".

وزاد التدخل التركي في تصعيد التوتر في طرابلس إذ عمدت أنقرة إلى تقديم الدعم العسكري للميليشيات المساندة لحكومة الوفاق من خلال توفير الأسلحة والمقاتلين المرسلين من سوريا من أجل تجنب خسارة المعركة أمام قوات الجيش الليبي التي تحاصر هذه الميليشيات منذ أشهر.