المفترض أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد لفت إنتباه كثيرين عندما وصف الجرثوم الـ"كوروني" بأنه الـ "فيروس الصيني" وحقيقةً أنّه كان هناك منذ بدايات ظهور هذه الآفة الكونية إتهامات متبادلة بين الأميركيّين والصينيّين وإلى حد ظهور معسكرين إعلاميين على الصعيد العالمي؛ معسكر بكين ومعسكر واشنطن وهذا بات واضحاً من تبادل الإتهامات وعلى نحو معلن بين الطرفين!!.

ويذهب كثيرون إلى حدّ القول أنّ الحرب النووية بين المعسكرات الكونية المتناحرة لم تعد قائمة ولا واردة وإنّ "الحرب الجرثومية" قد حلّت محلها ويذهب البعض إلى أنّ الأميركيين هم من وضعوا القنابل الـ "كورونية" في مدينة "ووهان" وإن الصين بتفوقهم في ضبط الأمور كحزب حاكم واحد وكرئيس أوْحد هو شي جين بينغ قد تمكنوا من ضبط الأمور بسرعة لا بل ووضعوا هذه الآفة المرعبة في حضن الولايات المتحدة بعدما كانت قد تغلغلت في شرايين العديد من الدول الأوروبية .

وحقيقةً ورغم "ترويج" الأميركيين المستمر حول أن إنتصار الصين على هذه الآفة هو مجرد مسرحية دعائية للحزب الواحد والرئيس الأوحد فإنّ هناك يقيناً لدى معظم المتابعين لهذه المسألة أنّ بكين قد إنتصرت على "كورونا" والبعض يقول لا بل أنها قد قامت بتصديرها إلى الولايات المتحدة وبحيث أنها باتت تنتشر في العديد من الولايات الأميركية بعدما أصبحت نيويورك بؤرةً لهذا البلاء الكوني ومثلها مثل العديد من المدن والعواصم الأوروبية.

ولعلّ ما يعزز القناعة لدى بعض المتابعين بهذه المسألة عن قرب وبإهتمام زائد أن الصين لم تكتف بإجتثاث هذه الآفة من كل المناطق والمدن التي كانت قد ظهرت فيها وفي مقدمتها مدينة "ووهان" الآنفة الذكر بل إنها بعد تدخلها العاجل لمساعدة إيران في القضاء على هذه الآفة قد بادرت إلى إرسال "عون" عاجل إلى إيطاليا وإسبانيا وأيضاً فرنسا وذلك في حين أن الرئيس دونالد ترمب قد بدا عاجزاً ومربكاً فيما كان من قبيل الإستفزاز والنكاية يعرض على الصينيين مساعداته العاجلة.

وهكذا ومع أنّ هناك من لا يوافق على أن الحرب الجرثومية بالنسبة لصراع المعسكرات قد بدأت من ساحة "ووهان" في الصين وأنّ وصف الرئيس الأميركي لـ "كوفيد19" بالـ "فيروس الصيني" هو مجرد مزْحة ثقيلة الظل وإنّ هذه الآفة المهلكة إن لم يتم التصدي لها وبسرعة وعلى الصعيد العالمي وتحديداً من قبل الدول الكبرى ومن بينها لا بل في مقدمتها الدولتان الكبيرتان الولايات المتحدة والإمبراطورية الصينية فإنّ الطامة الكبرى ستحلُّ بالعالم بأسره .. وحقيقةً أنّ هذا مستبعد رغم كل هذا التراخي المثير للتساؤلات والذي جعل مجلس الأمن الدولي يظهر كل هذا التردّد ولم يعقد إجتماعاً عاجلاً مقترحاً حتى بعد مرور كل هذه الفترة الطويلة بعدما بدأت "كورونا" تجتاح العالم كله والكرة الأرضية بأسرها!