ظهر في الآونة الأخيرة في المغرب أناس يدعون العلاج بالطاقة للعديد من للأمراض المستعصية عن طريق اللمس ومنهم من يعالج عن بعد، وانقسم المغاربة الى مصدق وآخر مكذب يعتبرها دربا من دروب الشعوذة والتعامل مع الجن. ومنهم محايد ينتظر تجربة الطاقة على نفسه كي يصنف نفسه مع أحد الطرفين.

وبصفتي دارسا لعلم الطاقة بكندا أو ما يسمى بـ médecine énergétique ومعالجا بمونتريال وتعرفت على هذا المجال أكثر من عشرين سنة وأريد أن أوضح للقارئ وخصوصا المنكر لهذا المجال وله الحق في الإنكار لقلة معلوماته أو لمعلومات مغلوطة ترسخت غي ذهنه.

تختلف مسمياتها حسب بلد المنشأ، فلما ظهرت الطاقة في اليابان سميت بالريكي وفي الصين كي كون (Qigong) وفي الفلبين بالبرانا (Prana) ويوكا برانا (yoga prana) في الهند، وتختلف نسبيا طريقة العلاج لكل مدرسة لكن تبقى الطاقة الصادرة عن الجسم واحدة.

من أين تأتي الطاقة؟

كل مخلوقات الله تشترك في شيء واحد أنها تملك ذرات كأصغر عنصر في تكوينها، فنحن والهاتف والموز مخلوقون من ذرات، هذه الذرات تحتوي على نواة وبروتونات التي تولد في النهاية حقل كهرومغناطيسي، الذي هو أساس التواصل بين الخلايا والأعصاب حسب علوم الأعصاب أو neurosciences فكل التبادلات الحيوية التي يعرفها الجسم تتم عبر هذا الحقل.

فالقلب أو الكبد أو البنكرياس على سبيل المثال يتكون من خلايا cellules التي تتكون كذلك من جزيئات molécules التي تتكون في النهاية من ذرات atomes تشكل حولها حقل كهرومغناطيسي، فالقلب يشكل حول نفسه حقل كهرومغناطيسي وكذلك الكبد أو البنكرياس.

فيمكن القول إن كل عضو في الجسم يكون حوله نسخة مماثلة طاقية أو كهرومغناطيسية، وبالتالي هناك نسخة كاملة لجسدنا من الطاقة تكون جهاز طاقي دوره إدارة الطاقة في الجسم عن طريق ما يسمى(Chakras) شكرات، وهو اسم هندي ويعني العجلة أو مصادر الطاقة، وهي سبعة وتتمركز حول غدد رئيسة في الجسم: كالغدة الصنوبرية والغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة الصعترية والبنكرياس وغيرها....... هذه الطاقة يحتاجها الجسم لتشافي بسرعة وإدارة سيرورة الحياة على مستوى الخلايا والحمض النووي.

كذلك تلعب الطاقة دورا في تحديد التغيرات النفسية، فانخفاض الطاقة يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وارتفاعها إلى نشاط الجسم وسروره.

كما أن الطاقة وسيلة تواصل مع الآخرين ومن خلال القلب الذي يعتبر أقوى عضو في الجسم فهو أقوى 60 مرة كهرومغناطيسيا من الحقل الذي يولده المخ، حسب معهد دراسات القلب بكاليفورنيا Math heart institute وهو معهد متخصص في دراسة القلب وخصائصه.

كيف يتم التشفي عن بعد؟

في أوغست 1986 قامت القوات الجوية الأمريكية بتجربة أثبتت من خلالها وجود ما يسمى بحقل (Le champ) يربط كل الخلائق بحيث من خلاله تتم عدة اتصالات على مستوى الأفكار أو الطاقة والبحث منشور في مجلة ‏ the Nature المشهورة.

وعن طريق هذا الحقل مر معظمنا من تجارب لم نجد لها تفسير قبل كأن نفكر في شخص لم نره منذ مدة ونلتقي به في مكان لم يخطر على بال أو نتلقى منه اتصال على الهاتف قبيل التفكير فيه في ثوان.

وعن طريق هذا الحقل تحس الأم بتوعك ابنها الذي يبعد عنها آلاف الكيلومترات وينقبض قلبها ولا ترتاح حتى تطمئن على أخباره.

وعن طريق هذا الحقل تتواصل بعض القبائل البدائية في إفريقيا عن بعد.

هل يمكن أن أصبح معالجا؟

العلاج بالطاقة ليس حكرا على أحد، فمن يدعي أنه يملك قدرات خارقة أو هبة ربانية، لم يع مفهوم الطاقة. فهي قد تعلم وتطور حتى يستطيع ممارسها أن يتفوق على من يدعون أنهم ولدوا بها. فالطاقة قدرة عقلية وطاقية كالذاكرة أو التركيز. وخير دليل على ذلك أن المغربي لحسن أولحاج بطل روسيا للعقل الخارق كان يعاني من ضعف الذاكرة مما دفعه إلى تمرين عقله ليصبح بطلا أذهل العالم بقدراته.

خالد بنهمو