لاريب أن خير قائد للعالمين على مدى التاريخ هو نبينا وسيدنا محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم وهو الأسوة الحسنة والقدوة المثلى في فن

 القيادة. ويكفينا فخرا ما دونه فلاسفة الغرب حول تربعه صلى الله عليه سلم  على عرش لائحة عظماء الكون.يقول (مايكل هارت) في كتابه – مائة رجل في التاريخ-أو الخالدون المائة:إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي.فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.وشهد له صلى الله عليه وسلم المهاتما غاندي زعيم الهند وصاحب نظرية مقاومة العنف باللاعنف بالشهادة التالية:أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود،وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة

المناسبة إذن هي استئناف مدرسة القادة في دورتها الرابعة برنامجها  التأهيلي من جديد،الأربعاء المنصرم، بمؤسسة الرسالة التربوية بحي اشماعو بسلا لفائدة تلامذتها بالصف الإعدادي على يد مختصين بالميدان و تحت إشراف مديرالمؤسسة وأستاذ مادتي التواصل واللغة الفرنسية محمد الإدريسي السغروشني وأستاذة مادة الاجتماعيات أمينة أمزيلي والحارس العام للمؤسسة الأستاذ نبيل بنشارف

ويخاطب هذا البرنامج الواعد المكنونات النفسية للتلميذة وللتلميذ المستهدفين بالقول حسب ما جاء في ورقته التعريفية 

لـــديـــــــك الـــــــرغـــبــــــة فــــي 

اكــتـــشـــاف ذاتــــك وإيــقــاظ قــــواك الــخـــفـــيـــــة  

اكـــتـــســــاب الـــثـــقــــة فــــي الـــنـــفـــــس 

 اســـتـــثـــمــــــار قـــــدراتــــــك و نـــســــج عــــلاقـــــات جــيــــدة مـــع الأشـــخــــاص الـــمــحــيـــطـــيـــن بــــــك

 الـــتــــواصـــــل مــــــع الآخــــــريــــــن 

تـــحــــديــــــد الأهــــــداف والأولــــــويــــــات 

اكــــتــــســــــاب الـــعــــــادات الـــفـــعـــــالـــــة لـــلأشـــخــــــاص الــــنـــــــاجــــحــــيـــــــن

الانـــفـــتـــاح عــلـــى مـــحـــيـــطــــــك والــــتـــــفــــــاعـــــــل مـــــعـــــــه

بــنــاء مــشــروعــك الــشـخـصـي

بــــرنـــامـــج مـــــدرســـة الــــقـــادة ســـيــــرافــــقــــك فــي مــــســــيـــرتــــك نـــحـــو الـــتــمـــيـــز والــــقـــــيـــادة ، مـــــن خـــــلال دورات تـــكـــويـــنـــيــــة وتــــدريـــبـــيـــة ، ورشــــات عــــمـــلـــيـــة خــــــرجــــات وزيـــــارات مـيـدانــيـة

كـــــــن أنـــــــت الــــتــــغــــيــــيــــر الـــــذي تـــــريـــــد أن تـــــــراه فـــــي الــعـــــــالـــــــم 

ويمكن للزائر الكريم أن يطلع عبر قناة مؤسسة الرسالة التربوية على موقع اليوتيوب على مقطعين من فيديو حول البرنامج تحت عنوان :مدرسة القادة 2016 الحصة الأولى أومدرسة القادة 1 L’école des leaders

https://www.youtube.com/channel/UCQzFBqDvjjoxJweQwF8NyQw

وهكذا فقد أعطيت إشارة الانطلاق لمدرسة القادة تحت شعار "من جودة المؤسسة إلى مؤسسة الجودة " ليتم فيها اختيار نخبة من تلاميذ المستوى الإعدادي قصد إعدادهم نفسيا و فكريا لفهم وتحمل مشروع المسؤولية القيادية في الرأي والمشورة والتوجيه والاعتماد على الذات وطرح الأفكار والمبادرات الخلاقة واستثمار المجهود العقلي والحركي في حسن تدبير الرأسمال المادي والمعنوي للفرد و للجماعة

ومن شأن هذا المشروع الجاد و المتميز أن يخلق لنا من طينة هؤلاء اليافعين قادة يغمرهم النجاح والتفوق والنزاهة والشفافية في تدبير مشاريع الأمة في المستقبل وهو مرادنا جميعا نحو إقلاع اقتصادي مغربي مكتف ذاتيا ومستثمر لإمكانياته وطاقاته الوطنية وفق سيرورة سوسيو-اقتصادية عادلة ومتوازنة تراعي حق كل الفئات الاجتماعية في العيش الكريم وتكافؤ الفرص

وقد دأبت هذه المؤسسة التعليمية الرائدة منذ إحداثها على طرح العديد من المبادرات الخلاقة الموازية للمسألة التعليمية ومتابعة ما يجري على الساحة الوطنية أوالعربية أوالدولية من قضايا تهم الطفولة والمجتمع تطعم بها المنهاج الدراسي وفق معايير الشفافية المطلوبة والمناصفة الدقيقة بين الذكور والإناث وقضايا السلامة الطرقية والحفاظ على البيئة والأيام العالمية للسرطان وللعدالة الجتماعية ولحقوق الإنسان ولحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وللمدرس وللمرأة ونحو ذلك  وتنظيم زيارات لمختلف المرافق والفضاءات الحيوية التي يمكن أن تعزز من ثقافة وانفتاح الطفل على محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بجهة الرباط -سلا

هذا غيض من فيض مما يدرج كل سنة ببرنامج الأنشطة التربوية الشهرية الموزعة على مختلف المستويات الدراسية ، يتم ذلك كله بتنسيق مع مدير المؤسسة الأستاذ محمد الإدريسي السغروشني وبالتعاون والتأطير من قبل هيئة التدريس والطاقم الإداري للمؤسسة 

ومن موقع أول أكاديمية عربية للإعداد الشامل للشباب على أخلاقيات و مهارات القيادة ،يمكن أن نعيد التذكير هنا ببعض ما جاء في ديباجتها من أفكار ذات أهمية قصوى في بناء قادة المستقبل

زرع القيم الإسلامية و السلوك القويم في المجال القيادي

تطوير و تبني الطاقات القيادية الشابة

تطوير قدرات و كفاءات الشباب القيادية

إعداد فئة شبابية تتسم بالاعتدال الفكري و الوسطية و الانفتاح المنضبط

تخريج أفواج شبابية قادرة على قيادة نفسها و الآخرين

إمداد الأمة بقوافل شبابية متزنة و مؤثرة في مسيرة الحضارة و النهضة

تزويد الشباب بقناعات و بمهارات و معلومات حديثة و فعالة في المجال القيادي

زرع قيم الطموح و الهمة و الجدية

زيادة الوعي الواقعي و فهم الحياة

مهارات شخصية

 رتب حياتك

كيف تستثمر الأكاديمية

فن الإلقاء

مهارات إدارية

كيف تكتب خطة عمل لمشروع

كيف تعد ميزانيات مالية لمشروع

قياس المؤسسية في منظمتك

منهجية تغيير المنظمات

حوار فكري قيادي

تسويق الأفكار

الجوانب التربوية والاجتماعية

صناعة المستقبل الاجتماعي

فن حل المشكلات الاجتماعية أوفن تدبير الخلاف وتدبير الأزمة

وخلاصة القول هنا أن القيادة فن و موهبة و فكر،كما تقول

دايان تريسي : بعض الناس يولدون قادة , و بعضهم الآخر يتعلمون القيادة ,وهناك فئة من الناس لا يمكن أن يملكوا زمامها , , وهناك أناس لا يستطيعون حتى مجرد التفكير في أن يصبحوا يوما ما قادة

حكم وأقول مختارة عن فن القيادة

لا نحكم شعبا إلا بأن نريه المستقبل ،القائد هو تاجر الأمل

لقد أعطتني الرياضة القيادة والانضباط. كما علمتني أن أبقى متواضعة

لا تنتظر أن توهب لك القيادة ، بل تدرب و تعلم كيف تتحمل المسؤولية

إذا لم تستطع جعلهم يرون الضوء فلتجعلهم يشعرون بحرارته

أفضل مزايا القادة، برودة الاعصاب

الجنرال الذي يرى بأعين الآخرين ليس قادرا على قيادة دولة

التجديد هو ما يميز القائد عمن يتبعه

القيادة هي فن التفكير السريع و فن اتخاذ القرار

إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك

إذا لم تستطع قيادة نفسك فلا تحاول قيادة الآخرين

القيادة يمكن تعلمها ..و يجب تعلمها

القيادة لا تذهب الا لمن طرق أبوابا لم يطرقها غيره

من أطاع عصاك فقد عصاك

لا رأي لمن لا يطاع.



عبدالفتاح المنطري