أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات نينوى العراقية اليوم الجمعة بانسحاب مفاجئ للقوات الاميركية من قاعدة القيارة جنوب الموصل400/كم شمال بغداد.
وقال العميد محمد الجبوري الناطق باسم عمليات نينوى إن "غالبيه القوات الأميركية انسحبت من القاعدة الجوية في القياره60/كم جنوب الموصل/ وأبقت فقط على كتيبه المدفعية والقوات الخاصة".
وأضاف الجبوري أن التحالف أنزل المنطاد المخصص للمراقبة في القاعدة فيما أقدم على فسخ عقود العراقيين العاملين معهم داخل القاعدة".
واعرب الجيش الأميركي عن ارتياحه الجمعة إزاء "نجاح" الغارات الليلية التي نفذتها قواته على ميليشيا موالية لإيران في العراق، وأعلن في الوقت نفسه إبقاء حاملتي طائرات في المنطقة للرد على التهديد الذي مصدره إيران والذي لا يزال مصنّفاً "مرتفع للغاية".
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية التي تغطي منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، "نعتبر أنه نجاح على كل الصعد وإننا راضون جداً عن حجم الاضرار التي خلفتها" الغارات.
واستهدف الجيش الأميركي خمسة مواقع قرب بغداد تابعة لكتائب حزب الله العراقية، وهي فصيل مسلح موال لإيران وبعض عناصره مندمجة بالجيش العراقي، وذلك في سياق الرد على مقتل عسكريين أميركيين اثنين في هجوم بالصواريخ استهدف قاعدة للتحالف الدولي في العراق.
واستهدفت الغارات الجوية بوجه خاص مخازن أسلحة ومعدّات، ونفذتها مقاتلات لا مسيّرات مجهزة بقنابل اختير عيارها "بدقة" من أجل إلحاق الحد الأدنى من الأضرار الجانبية، وفق الجنرال كينيث ماكنزي خلال إحاطة إعلامية قدّمها في البنتاغون.
وأضاف "لا أرقام لدي حتى الآن (...) ولكننا نعتقد أنّ الأضرار الجانبية ستكون محدودة جداً".
وأعلن الجيش العراقي، في بيان صدر عن قيادة العمليات المشتركة، أنّ ثلاثة عسكريين وشرطيين اثنيين قتلوا في محافظة بابل، إضافة إلى مقتل مدني يعمل في مطار كربلاء قيد الإنشاء.
تحميل المسؤولية لإيران

وتحمّل الولايات المتحدة إيران المسؤولية عن أعمال الفصائل التي تسلحها، وفق ما قال الجنرال ماكينزي. وأعلن "نعتبر أنّه خلف كتائب حزب الله تقف الدولة الإيرانية والدولة الإيرانية مدركة تماماً لواقع أننا نحمّلهم مسؤولية ما تقوم به كتائب حزب الله".
وتابع "أكرر أنّ هذه الضربات الدفاعية هدفت إلى تدمير أسلحة تقليدية متطورة قدمتها إيران، والولايات المتحدة تصرفت من باب الدفاع عن النفس رداً على هجوم مباشر ومتعمد على قاعدة عراقية تضم قوات التحالف".
وأكد أنّ "تهديد" النظام الايراني "يبقى كبيراً جداً"، وقال "لا أعتقد أنّ التوتر خفّ" منذ مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني بداية كانون الثاني/يناير بضربة أميركية قرب مطار بغداد.
ولفت قائد القيادة المركزية الأميركية إلى أنّه طلب إذن وزير الدفاع مارك اسبر من أجل ابقاء حاملتي طائرات في المنطقة للمرة الاولى منذ 2012، موضحاً أنّه حصل على ذلك.
ورأى أنّه بوجود حاملتي الطائرات "يو إس إس دوايت ايزنهاور" و"يو إس إس هاري ترومان"، "فإننا نتمتع بالمرونة والقدرة والإرادة على التصدي لأي تهديد".
وأشار إلى أنّه في ظل ابقائهما في المنطقة تنتفي الحاجة إلى "اللجوء لقواعد" كما مشاكل "التحليق" في مجالات جوية سيادية. وقال إنّ الحاملة "قطعة عائمة تخضع للسيادة الأميركية".
يفتقدون" سليماني
وازداد عديد القوات الأميركية في المنطقة بأكثر من 10 آلاف عسكري منذ مقتل الجنرال الإيراني سليماني.
واعتبر ماكينزي أنّ مقتل هذه الشخصية العسكرية النافذة التي كانت مسؤولة عن عمليات إيران الخارجية، وكانت بحكم الأمر الواقع تدير مجموعات شبه عسكرية في عموم المنطقة، "أثّر على النظام الإيراني ولكن من دون تغيير إستراتيجيته".
وقال إنّ "تطلعات إيران لطرد الولايات المتحدة من المنطقة (...) لم تتلاش"، مضيفاً أنّ "ما هو مختلف الآن، أنّ سليماني لم يعد هنا وأنّهم يفتقدونه".
واعتبر أنّ "قدرتهم على ممارسة قيادة فعلية (على هذه المجموعات الموالية لإيران) تأثرت"، ولكنّ "نواياهم لا تزال ماثلة، فلم يعودوا جيدين بالقدر الذي كانوا عليه حين كان حياً".

ما هو مختلف الآن، أنّ سليماني لم يعد هنا وأنّهم يفتقدونه

وأدان العراق الجمعة الضربات الجوية الأميركية التي نُفذت في أراضيه خلال الليل وقال إنها أسفرت عن مقتل ستة أشخاص محذرا من عواقب وخيمة لما قال إنه انتهاك للسيادة واعتداء على المؤسسة العسكرية العراقية.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن تكرار مثل هذه الانتهاكات يمكن أن يصل بالعراق إلى دولة فاشلة وأن يعود تنظيم الدولة الإسلامية من جديد.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية اعتزامها الشكوى إلى الأمم المتحدة.
وقال الجيش العراقي إن الهجوم الجوي الأميركي الجديد خالف "أي شراكة" في إطار التحالف.
وأضاف "ستكون له عواقب ترتد على الجميع بأشد المخاطر إن لم يتم السيطرة عليها".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم إن المسؤولية عن الهجمات تتحملها القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق بسبب "وجودها وسلوكها".
ونفذت جماعات مسلحة مدعومة من إيران هجمات بصواريخ وقصف بشكل منتظم للقواعد التي تستضيف القوات الأمريكية والمنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد.
ومن جانبها، شنت الولايات المتحدة التي تعتقد إن إيران تريد طردها من المنطقة عدة غارات جوية داخل العراق، مما أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني ومؤسس كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس على الأراضي العراقية في يناير كانون الثاني.
ويقول كثير من العراقيين إنهم المتضررون من التوترات الأميركية الإيرانية ودعا البعض ومن بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي إلى انسحاب القوات الأميركية.
وعانى العراق من عقود من الحرب والعقوبات والصراع الطائفي، بما في ذلك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
ويواجه العراق احتجاجات مناوئة للحكومة قُتل فيها قرابة 500 شخص منذ الأول من أكتوبر تشرين الأول. ويواجه أيضا فراغا سياسيا غير مسبوق بعد تخلي عبد المهدي عن معظم مهامه وانسحاب من اختير لخلافته.