لما تأخذك اللحظات العابرة لمعانقة الطبيعة و جمالها الخلاب وسط مناطق خضراء قاومت غول الإسمنت كي يطول عمرها ويمتد رغم أنفه وسطوته..!

هاهنا بهذا الفضاء الأخضر الممتد من ملعب الفوسفاط للمدينة المنجمية خريبكة حتى مشارف الشارع الرئيسي الذي يأخذك للكلية المتعددة التخصصات..عادة ما تصادف عينيك من يبحث عن عناق الطبيعة الهاديء و يرخي سمعه لأصوات عصافير تنوعت تغاريدها كي تزيد من جاذبية الفضاء لكل باحث عن راحة مفقودة لم يأنسها بين ضجيج وصخب وقلق الحياة..! و قد يمتد بك الجلوس لساعات طوال وتنسيك اللحظات في لقائك الحميمي مع العشب الأخضر وألوان شتى من الزهور التي كست هذا الفضاء وأعطته صورة للوحة فنية طبيعية تثير لدى كل عاشق للحياة الأخرى المعتادة خلف سجون الجدران وصمتها وكآبة منظر الحيطان وسكونها ولا أقول موتها...!

هي بالفعل لحظات عبور جارفة قد تصادفنا في زحمة الحياة، ونلتقي بها بأرواحنا كي نسمو نحو أفق لا حد له..كي نعيد لأنفسنا توازنها الطبيعي المفقود ونحارب القلق والضغط والروتين والصخب والضجيج..!

كثيرون هم أمثالي، قد لا يشعرون بالسعادة إلا في وسط الألوان

الخضراء التي تصنعها الطبيعة وتمدها بالجمال العذري

كثيرون هم أمثالي، من يهربون بأجسادهم لعالم مثالي آخر كي يضبطون ميزان ضغطهم في زمان اللحظات الباردة حيث تتشابك الخيوط و يطفوا دخان واحتراق الذات ..!

كثيرون هم أمثالي، من يقصدون مناطق خضراء بعينها كي يمتد بصرهم للأفق ،هناك في أعالي السماء حيث تحلق أسراب من الطيور كي تعيش حياة أخرى لا توجد على بساط التراب القاحل وفوضى ما صنعه البشر

كثيرون هم أمثالي ، من يطلقون عنانهم للكلمات الصعبة الميراس وأشعار الأفئدة كي تحدث بتناعم أصوات الطيور والعصافير ، ويكون لها شجى يبكي كل عاشق ولهان بحب فلسفة الحياة

كثيرون هم من يملكون شجاعة الكلمات وينطقونها كي تصرخ غاضبة في وجه كل من يطلق بدون رحمة الرصاصات ويدمي كل الأجسام التي تحب الطبيعة الخضراء ورومنسية الحياة

كثيرون هم

كثيرون هم

كثيرون هم من لا تفارقهم أقلامهم المفعمة بالحياة .. تحية إجلال وإكبار لهم ما داموا سعداء بما يفعلون وما ترسمه أقلامهم وتخطه عن كل فضاء ترتاح فيه النفس وتجد لذتها في معانقة الجمال حيثما كان ووجد..!



عبد الرحيم هريوى