يعرف العالم  بأن موريتانيا  تعترف  بجمهورية  البوليساريو  الوهمية  منذ  1984 ، لكن موريتانيا  لم  تتجاوز هذا  الحد  إلى  درجة  فتح  سفارة  لدويلة  الوهم   بنواكشوط  وهو ما  يجعل  البوليساريو  دائم  الحذر من  العسكر  الحاكم  في  موريتانيا ،  فالكل  يعلم  أن  استقبالات  بعض  أعضاء  البوليساريو  من  طرف  الرئيس  السابق  محمد  ولد  عبد العزيز لم  ترقى  إلى  مستوى  تثبيت  الاعتراف  بجمهورية  الوهم  طالما  لم  تفتتح  سفارة  في  نواكشوط  وقنصليات  في  عموم   موريتانيا ، وكلنا  كان  يعرف  أن  الأمر  وقف  عند  حد   العمل  على  تفادي  شر  البوليساريو  أمام   الضعف  الموريتاني  العام   والعسكري  خاصة  ،  وأمام  الجبن  السياسي  المذلول  لموريتانيا  منذ  1984  عندما  اعترفت ضعفا   وقهرا  وجبنا  وخوفا  من  هجمات  البوليساريو  على  المدن  الموريتانية   المفتوحة  على  مصراعيها  لهمجية  البوليساريو  كما  فعلت  البوليساريو  بها  فيما  يسمى  في  أدبيات  البوليساريو  (  بغزوة  نواكشوط )   في  9  يونيو  1976  وهي  الغزوة التي  اغتيل  فيها  مؤسس  البوليساريو الولي  مصطفى  السيد  وخربت  البوليساريو العاصمة  نواكشوط   وغيرها  من  المدن  والقرى  الموريتانية  ، ومنذ  ذلك  الحين  والرعب  يركب ( الجيش ) والشعب  والحكومة  الموريتانية  من  البوليساريو  وهمجيته  ومن  ورائها   كل  عساكر  الجزائر أمام   الضعف  المزمن  لدويلة  موريتانيا  حتى  أصبحت   كالريشة  في  مهب  عواصف  المغرب  والجزائر  ومرتزقة  البوليساريو .     

أولا :  كرونولوجيا  الأحداث  بين  موريتانيا  والمغرب بعد  انتخاب  الرئيس  الصَّبِيّ  ولد الغزواني :

لا شك  أن  الكثير من الملاحظين  المهتمين  بالعلاقة  بين  موريتانيا  والمغرب  قد  انتظروا  طويلا  ليعرفوا  مدى  تطور  العلاقة ( سلبا  أو  إيجابا  )  بين  موريتانيا  والمغرب  بعد  ذهاب  محمد  ولد  عبد  العزيز  الطِّفْل  الذي  حفر  حفرة  الخلاف  الشديد  بين  موريتانيا  والمغرب  وحرص  على  توسيع   هُـوَّتِهَا  وبرهن  بذلك  على  أنه     سقط   نهائيا   بين  مخالب  مافيا  جنرالات  الجزائر  الذين  أصبحوا   يتلاعبون  به  كيفما  يشاؤون  ،  ويكفي  أن  نستشهد  لذلك  بقول  الرئيس الموريتاني الأسبق  المرحوم اعل ولد محمد فال  حيث  قال رحمه  الله  : "  إن الجيش الموريتاني مُخْتَرَقٌ من طرف الجيش الجزائري وميلشيات البوليساريو "...

وقد  طال  انتظار  الملاحظين  وهم  يتتبعون  الحركة  الدبلوماسية  بين  موريتانيا  والمغرب  في  عهد   الصبي الجديد  ولد الغزواني   وقد  ميز  هذه  الحركة  الدبلوماسية  كثير  من  التفاؤل  بدون  حذر  خاصة  وأن  الرئيس  الجديد  في  موريتانيا  قد  انفتح  على المعارضة  في  بلده  مما  جعل  الملاحظين  يميلون  نحو  عودة  العلاقة  إلى  ما كانت  على  طبيعتها   بين  موريتانيا  والمغرب  قبل  الانقلاب  الذي  قاده  الميكانيكي  عام  2008  المدعو  الجنرال  محمد  ولد  عبد  العزيز  على  أول  سلطة  منتخبة  في  موريتانيا  .

 وسنحاول  تتبع  كرونولوجيا  الحركة  الدبلوماسية  بين  موريتانيا  والمغرب  بعد  انتخاب  الصبي  ولد الغزواني

1) حَلَّ  يوم الجمعة 20 ديسمبر 2019 بالعاصمة المغربية الرباط إسماعيل ولد الشيخ أحمد وزير الخارجية الموريتاني مرفوقاً بالشيخ ولد خطاري مسؤول التشريفات بوزارة الخارجية الموريتانية ..هذه الزيارة استغرقت  يومين من 20 إلى 22 ديسمبر و مثل ولد الشيخ أحمد بلده في الدورة الثامنة للمؤتمر الإفريقي للطلاب و الشباب المنعقد في الرباط  (  ولو لم   تكن  مناسبة  وجود  وزير  خارجية  موريتانيا   لها  علاقة  بالمؤتمر  الإفريقي  المذكور  لاعتبر  الملاحظون  أن  الذي  بادر  بالزياة  الأولى  هي  موريتانيا  لكن  مع الأسف  لم  يكن  القصد  منها  هو  ذلك  بل  استغلت  موريتانيا  هذا  المؤتمر  الإفريقي  ومررت  على  ظهره تلك  الزيارة )....وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي عُـقِدَ عقب لقاء ثنائي جمعهما قال الوزير الموريتاني إن العلاقات قوية بين موريتانيا و المغرب ..و أشار إلى أن موريتانيا تعترف  وبالكثير من الإمتنان للمغرب على منحها مقاعد جامعية  لطلبتها  منذ 40 سنة خَرَّجَتْ الكثير من النخب الموريتانية . (  ومعلومٌ أنه  يستفيد  أكثر  من  1400  طالب  كل  سنة  من  المِنَحِ  الدراسية المغربية ، ولم  تنقطع  تلك  المِنَح  عن  الطلبة الموريتانيين  حتى  في  عِـزِّ  عداوة  الصبي  ولد  عبد   العزيز  للمغرب  والمغاربة   )  و أفصح  إسماعيل  ولد الشيخ  أحمد  أنه يحمل رسالة إلى الملك محمد السادس من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني...

2) قرأنا  جميعا   الخبر الذي  تناقلته  كثير  من  وكالات  الأنباء  ونشرته  عنها  كثير  من   المجلات الالكترونية  ومنها  جريدتنا  الغراء (  الجزائر تايمز )  في  ركن أخبار  موريتانيا  وذلك  بتاريخ  19  فبراير 2020   أي  بعد  شهرين  تقريبا  من  زيارة  إسماعيل  ولد  الشيخ  أحمد  للرباط  ، كان  عنوان  الخبر  كالتالي : " استقبال وزير خارجيَّة المغرب بحفاوة فى انواكشوط  يبدد الشكوك بوجود تَوتٌّر بين البلدين ":   يقول  الخبر : " وصل مساء الثلاثاء إلى مطار انواكشوط الدولي “أم التونسي” وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة....الوزير المغربي استقبل بحفاوة من الجانب الموريتاني يتقدمه وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يرافقه مدير إدارة المغرب العربي، عبد الرحمن ولد سيدي محمد، وحضر الإستقبال السفير المغربي المعتمد لدى موريتانيا، حميد شبار....زيارة بوريطة ، التي تستمر يومين ، تأتي لتبديد الشكوك بوجود توتر دبلوماسي ببن المغرب وموريتانيا ، نتيجة تصريحات قال فيها إن علاقات بلاده مع إسبانيا أفضل من علاقاتها مع موريتانيا والجزائر.. تصريحات -حسب تقارير دولية- دفعت حكومة انواكشوط إلى إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الثقافة ولد الغابر، إلى الدار البيضاء !!! ( أظن  أن  موريتانيا  قد  كذبت  علاقة  إلغاء  زيارة  ولد  الغابر بتصريح  بوريطة  عن اسبانيا ) .كما اسْتُقْبِلَ اليوم الأربعاء وزير خارجية المغرب فى انواكشوط من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، كما ثم استقباله من طرف الوزير الأول اسماعيل ولد الشيخ سيديا ،وحضر الإستقبالين المنفصلين كل من وزير خارجية موريتانيا اسماعيل ولد الشيخ احمد ، و سفير المملكة المغربية لدى انواكشوط حميد شبار.الوزير بوريطة، بعد مقابلة رئيس موريتانيا بَشَّرَ  بمستقبل زاهر لعلاقات بلاده مع موريتانيا....وقال بوريطة ، “كان لي الشرف بالاستقبال من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وكان اللقاء مناسبة لابلاغ فخامته تحيات جلالة الملك محمد السادس وتقديره لفخامته، وكذا الإرادة القوية لجلالة الملك في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات”....“وأضاف  بوريطة  : " هناك وشائج بين المغرب وموريتانيا وأرضية صلبة قوامها العلاقات الإنسانية ووشائج الأخوة الثابتة بين الشعبين الشقيقين وكذلك التعاون في كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي والتجاري وغيرها والاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر حول مجموعة من القضايا.” ويضيف  بوريطة :  “إن رغبة جلالة الملك هي أن لا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية وإنما علاقة استثنائية بحكم ما يميزها من تاريخ ووشائج انسانية وجوار جغرافي وكذا من مصير مشترك يوجب علينا مواجهة التحديات التي لا يمكن التغلب عليها إلا معا.”[....]  ونحن نمتلك لذلك الآليات والإطار القانوني وعلينا أن ننتهز السياق الإيجابي جدا في العلاقات الثنائية من أجل تفعيل الاتفاقيات والاستغلال بشكل أفضل لهذه الآليات حتى نحقق نتائج ملموسة ونرتقي بهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية يستشعر كل الفاعلين على جميع المستويات والشعبان الشقيقان بأنها شراكة مربحة للجانبين وتعود عليهما بالفائدة”. [....] وبالتالي كانت هذه مناسبة جد طيبة للقاء فخامة الرئيس والاستماع إلى تحليلاته حول الوضع في المنطقة ورؤيته حول مستقبل العلاقات الثنائية، ومن المؤكد أن الأيام المقبلة ستكون جد إيجابية على العلاقات الثنائية”.

ثانيا هل تحليلات  الصبي  ولد الغزواني حول الوضع في المنطقة كانت فعلا  واقعية ؟

سَـنُـثْـبِتُ  بالدليل أن لا فرق  بين  الصبي ولد  الغزواني  و الصبي ولد  عبد  العزيز  و (تبون  حاشاكم ) فولد  عبد العزيز  قد  ذهب   بعد  أن  سلم  موريتانيا  لمافيا  جنرالات  الجزائر  وهو  اليوم  يتمتع  بأموال  الشعب  الجزائري  والموريتاني  مستقرا  في  فرنسا ،  وتبون  حاشاكم  قلنا  فيه  ما  يكفي  وزيادة  ،  أما  ولد  الغزواني  الجديد  في  اللعبة  السياسية في المنطقة  المغاربية  فيمكن  أن  نحكم  عليه  بعد  أن نعرض تصرفاته  اللامنطقية وهي كما يلي:

1) صدع   رؤوسنا  ولد  الغزواني   بصراخه  المنشور   منذ  27  فبراير  2020  في  كل  وكالات  الأنباء  والجرائد  الورقية  والالكترونية  بخبر  يقول   : " أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ، على أهمية إجماع  (  الغريب  أن  هذا  الخبر  ورد  في  كل  المنابر الإخبارية  بصيغة  واحدة  تحمل  خطأ  في   كلمة  " إجماع "  وأظن  أن  السياق  يقتضي  استعمال  كلمة  " اجتماع " ) أكد على أهمية  اجتماع  زعماء دول المغرب العربي الخمسة (موريتانيا ، المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ) فى أسرع وقت ممكن." ...  وعليه  فلا  محل  لكلمة  إجماع  من  الإعراب ...

2) في  يوم  الجمعة  6 مارس  2020  قال  نفس  المخلوق  المسمى  رئيس  موريتانيا  "  محمد ولد الغزواني، إن موقف بلاده من النزاع في الصحراء لن يتغير، وهو من ثوابت السياسة الخارجية الموريتانية....وأضاف، في مؤتمر صحفي بنواكشوط، أن موقف بلاده “هو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وتبني موقف الحياد الإيجابي”...وتابع: “موريتانيا تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف وهو الموقف الثابت الذي لا تغيير فيه”...

3) مع  العلم  أن  وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة  كان  قد صرح بعد لقاء سابق بالرئيس الموريتاني “ان الأيام المقبلة ستكون إيجابية على العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا، مضيفا :”ان المملكة ترغب في تطوير العلاقات مع موريتانيا إلى أعلى المستويات”.....  فعلا  هذا  هو  تطوير  العلاقات  يا  صبي  موريتانيا  ولد  الغزواني  وإلا  فلا  ...

ثالثا : تصريح  ولد  الغزواني  رسالة  موجهة  لمافيا  جنرالات  الجزائر  وليست  موجهة  للمغرب :

 ما  بين  27  فبراير  و  06  مارس  ثمانية  أيام  ،  وفي  ثمانية  أيام  أعطى  المدعو  ولد  الغزواني  الدليل  للمغرب  أنه  لن يتم  تغيير  موقف  بلاده  من  الاعتراف  بجمهورية  الوهم  ،  وفي  اللغة  أن  لن  تفيد  القطع  أي  لا  تراجع  نهائيا  ومهما  كانت  الظروف  ومهما   تغيرت  الأحوال  فلا  تراجع  عن  هذا  الموقف  الموريتاني ، السؤال  هو :   طبعا  العالم  كله  يعرف  أن  موريتانيا  تعترف  بجمهورية  الوهم ،  والعالم  كله  بما  في  ذلك  المغرب  طبعا  يعرف  الظروف  القهرية  التي  أخضعت  موريتانيا  لتعترف  بهذه  الجمهورية  الوهمية  لكن  الملاحظة  التي  تطرح  نفسها  بإلحاح  :  هي  لماذا  خرج  ولد  الغزواني  بهذا  التصريح  اليوم  أي  بعد  الزيارتين  اللتين  قام  بهما  كلا  وزيري   خارجية  البلدين  للبلد  الآخر  واستقبال  هذا  الرئيس  لوزير  خارجية  المغرب  والمحادثات  التي  جرت  بينهما  والتي  أعطت  انطباعا  لوزير  خارجية  المغرب  لدرجة  أنه  يصرح  بعد  لقائه  بالرئيس " “ان الأيام المقبلة ستكون إيجابية على العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا، مضيفا :”ان المملكة ترغب في تطوير العلاقات مع موريتانيا إلى أعلى المستويات”...لكن ولد الغزواني كان  فعلا  في  مرتبة  (  الصبيان )  وليس  الرجال .. أي  إنه  صَبِيٌّ   لم  يبلغ  مبلغ  الرجال بعد !!!

فالعقلاء  من  الملاحظين  يميلون  إلى  أنهم  لا  يرغبون   من  هذا  الصبي  المدعو  ولد  الغزواني  أن  يصرح  بسحب  اعترافه  بجمهورية  الوهم  أبدا  ، لا ،   فهم  يتساءلون  فقط  :  لماذا  هذا  النزق   والتهور ؟  أي  لماذا  لم  يترك  الأمر  هادئا  كما  كان  أي  دون  إثارة  زوابع   استفزازية  أو  إرسال  رسائل  لطمأنة  فجة  إلى جهات  معروفة  ؟ بمعنى  أن  العالم  يعرف أنكم  أيها  الموريتانيون   تعترفون  بجمهورية  الوهم ،  ويعرف  أيضا  ظروف  ذلك  الاعتراف ، لكن  إثارة  الزوابع  على  موريتانيا  وليس  على  المغرب  هو  المُسْتَغْـرَبُ ،  فتأكيد  الرئيس  والقطع  بأن  موريتانيا  لا تزال  على  موقفها  من  البوليساريو  هي أولا  اعتراف  بالرعب  الخالد  الذي  يسكن  مفاصيل  وثنايا  وحنايا  الموريتانيين من  أثر  ما  خلفته   فيهم  (  غزوة  نواكشوط )  التي  عاث  فيها  البوليساريو  مع  بعض  رجال  الكومندو  الجزائريين  الذين  أَطَّـرُوا   الهجوم  الهمجي  على  نواكشوط ...ثانيا  هذا  التأكيد  من  الصبي  ولد  الغزواني  ليس رسالة  موجهة  إلى  المغرب  لأن  هذا  الأخير  يعرف  ذلك  جيدا  لكنه  كان  يأمل  في  استمرار  الهدوء  بين  البلدين  فكم  من  دولة  لا تزال  تعترف  بالبوليساريو  ومع  ذلك  فالمغرب  يحترم  إرادتها  ويبني  معها  علاقات  اقتصادية   بهدوء  وبلا  ضجيج  ،  لذلك  فمن  المؤكد  أن  خرجة  ولد  الغزواني  ليست  فقط  رسالة  بل  هو  صراخ  موجه  لمافيا  جنرالات  الجزائر  حتى  يطمئنوا  على  موقف  خليفة   ولد  عبد  العزيز  في  موريتانيا  ، فقد  فعل  ولد  الغزواني  نفس  الشيء  الذي   فعله ( تبون  حاشاكم )  حينما  أصيب  بإسهال  التصاريح  تلو  التصاريح   كرسائل  موجهة  إلى  مافيا  جنرالات   الجزائر  التي  يؤكد  فيها   لهم  بأن  عداوته  للمغرب  لن تتغير  في  عهده  وهي  ثابتة  إلى  يوم  القيامة ...

إن  ما  يؤكده  المدعو   الصبي  ولد  الغزواني  في  تصريحه  هذا  هو  أن  موريتانيا  لا  تزال  هي  الحلقة  الأضعف  في  المنطقة  المغاربية  ، ولا تزال  تحت  وصاية   العسكر  الجزائري  كما  كانت   في  زمن  ولد  عبد  العزيز  المسؤول   عن  تسليم   الشعب   الموريتاني  لجنرالات  فرنسا  الحاكمين  في  الجزائر ، فوصاية  العسكر  الجزائري  على  موريتانيا   قد  أصبحت   سيفا  مسلطا  على   رقاب  الشعب  الموريتاني  المسكين ،  لأن  قضية  الصحراء  أنفقت  عليها  مافيا   الجنرالات  ملايير  الدولارات  استفادت  منها  ولا   تزال  موريتانيا ....  وَوَيْلٌ  كل  الويل   للموريتانيين  أن  يخرجوا  عن  طاعة   عسكر  الجزائر  لأن  (  طريحة  )  نواكشوط  في  09  يونيو  1976  لا تزال  آثارها  لم  ولن  تمحي  من  ذاكرة  الشعب  الموريتاني... 

رابعا : هل  بلاد   شنقيط  فعلا  هي  بلاد  المليون  شاعر ؟

الشعر  أنبل  وأرقى  وسيلة  تعبير  بشرية  عن  الأحاسيس  و مواقف  الحق  والإنسانية  ،  لكنه  جاء  إلى بلاد  شنقيط  واختنق ... فأصبح  مجرد  حشرجات  تنوء   تحت  دبابات  العسكر  الجزائري ، أم  أنه  عاد  بأهله  إلى  العصر  الجاهلي ؟ وقد  قال  الله  عز  وجل  في  الشعراء  ما  هو  معروف   عند  الخاص   والعام  ،  وحتى  لا نقف  عند  ويل  للمصلين   سنورد   قول  الله   عز  وجل  كاملا  فيما   قاله   عن   الشعراء  : "  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ {221} تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {222} يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ {223 } وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ {224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ {225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ {226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227}‏...  ( صدق  الله  العظيم )  والآيات  الكريمة  من  سورة  الشعراء ....

عود  على بدء :

سأركز  في  هذا  العود  على  البدء  على  ما  جاء  في  كتاب  الله  عن الشعراء  وأقول  قولي  هذا  وأستغفر  الله  أن أدعي  أنني  قد  أدركت  معاني  هذه  السور ، لأن  أكبر  وأجل  علماء  التفسير  والشريعة  كلهم  يختمون  أقوالهم  حول  ما  يقول  رب  العالمين  ورسوله  الكريم  بتعبير يدل  على  الخنوع  والتواضع  أمام  قول  الله  ورسوله  وهذا  التعبير  هو  (  والله  ورسوله  أعلم  )  كذلك  أقول  مسبقا  (  الله  ورسوله  أعلم  )  لكن  سياق  هذا   الموضوع  فرض  علي  أن  أربط  ما  جاء  في  تلك  الآيات  الكريمة  السابقة  وكلام  ولد  الغزواني  وصبيانيته  ،  وأقول  والله   المستعان :

1)    تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ =  والصبي  الموريتاني  ولد  الغزواني  أفاك  أثيم  وقع  بين  عسكر  الجزائر  والمغرب  ولا  يستطيع  أن  يتحمل  مسؤولية  الرجال  لأنه  صبي  لذلك  تنزل  عليه   الشياطين  من الإنس  والجن  وتُـوَسْوِسُ  له  بما  تشاء .

2) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ =  اجتمع  الوزير الموريتاني  مع  المغربي  واستقبل  الصبي    ولد الغزواني  الوزير  المغربي لكن  الموريتانيان  الوزير  والصبي  الرئيس كانا  يدعيان أنهما  يسمعان  كلام  الوزير  المغربي  وأكثرهم  أي  وهما  كاذبان  وهما  يسمعان  ويردان  على الوزير  المغربي  بالكذب.

3) وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ،  وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ =  أهل  شنقيط  شعراء  بالفطرة  وعُرِفَتْ   شنقيط   ببلد  المليون  شاعر  ،  وقال  رب  العزة  عن الشعراء  بأنهم  يقولون  ما  لا  يفعلون  وكذلك  كان  فعل  الصبي  ولد  الغزواني  والسلطة  الحاكمة  في  موريتانيا   تحت  وصاية  الجيش  الجزائري ، يقولون ما لا يفعلون ويغدرون  ويطعنون  من الخلف ولا أمان  لهم .

4) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ =  وهذا   معنى  كلامي  السابق  بأنني  لن  أقف  عند  ( ويل  للمصلين )  كيف  ذلك ؟  ذلك  أنني  أتمنى  أن  يقوم  شعراء  بلد  المليون  شاعر من أحرار  موريتانيا  ويفعلون ما  فعل  أولئك  الذين  استثناهم  رب  العزة  في  الآيات  الكريمة  وهم  حسان  بن  ثابت  وعبد  الله  بن  رواحة  وكعب  بن مالك  حيث  قاموا  جميعا  بالذوذ  عن  الرسول  صلى الله  عليه  وسلم  بنفس  الوسيلة  التي  هجا  بها  كفار  قريش  رسولنا  الكريم  وهي  وسيلة  (  الشعر) ،  لذلك  أقول :  أتمنى  أن  يقوم  شعراء  بلد المليون  شاعر من  الأحرار  بتوظيف  الشعر  في  الثورة  على  الذين  باعوا  موريتانيا  إلى  مافيا  جنرالات  الجزائر  ووضعوا  الشعب  الموريتاني  بكامله  تحت  رحمة   جبروت  طغاة   حكام  الجزائر (  عسكر  ومدنيين )  ولا  يزال  الوقت  في  متناول  أحرار  موريتانيا  ليقلبوا  الوضع  في  موريتانيا  رأسا  على  عقب  بالشعر  أولا  والتظاهر ثانيا  وإثبات  الذات  ثالثا  حتى  يلتحق  الشعب  الموريتاني  بأحرار  المنطقة  المغاربية  جميعا  لمواجهة  الطغاة  ليتحقق  قول  الله تعالى : " إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "  صدق  الله  العظيم ...

لقد  أثبت  لنا  - بعد  طول  انتظار -  صَبِيُّ  موريتانيا  الجديد   المدعو  ولد  الغزواني  أن  موريتانيا  سقطت  نهائيا  في  يد  عسكر  الجزائر حتى  وهو  يسمع  الشعب   الجزائري  يصرخ  كل  جمعة  بأن  السلطة  في  الجزائر  غير  شرعية   وهذا  دليل  آخر بأن  لا علاقة   للشعب  الموريتاني   بالشعب  الجزائري   فكل  واحد  منهما  في  واد  ،  وقد  كان  الأمل  في  الصبي  ولد  الغزواني  خاصة  أن ( تبون  حاشاكم ) دفع  بالعداوة  مع  المغرب  إلى  أقصى  الحدود  لِيُرْضِيَ  مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمين ،  قلنا  كان  الأمل  معقودا  على  الصبي  ولد  الغزواني  لكن  سيف  عسكر  الجزائر وكذلك  التهديدات  التي  ربما  يكون  قد  تلقاها  من  مافيا  جنرالات   الجزائر  تذكره  بغزوات  الجيش  الجزائري  تحت  مظلة  البوليساريو  وما  فعلت  بالشعب  الموريتاني  هي على  استعداد  أن  تفعل  أكثر  من  ذلك  في  الموريتانيين  إن  فكروا  في   الخروج   عن  طاعة  السلطة  الجزائرية   والميل  نحو  المغرب ...  بما  أن  (تبون  حاشاكم ) أعلن  العداوة  أكثر من  مرة  للمغرب  وبما  أن  موريتانيا  مجرد  مُحَافَظَةٍ  تابعةٍ  لحكام  الجزائر  فلا  بد  لصبي  موريتانيا  المدعو  ولد  الغزواني  أن  يؤكد  هو أيضا  عداوته   للمغرب  وإلا  فمصيره   على  كف  عفريت ...

فمتى  ينهض  شعب  المليون  شاعر  للتحرر  من  قبضة   عسكر  الجزائر ؟  كيف  لا  وشعب  المليون  ونصف  شهيد  جزائري  نفسه  قام  بحراك  ضد   سلطة  ( تبون  حاشاكم )  ولا  يزالون  يهزون  عرش  السلطة  اللاشرعية  في  الجزائر  كل  جمعة   بشعارات  أهمها  (  مدنية  لا  عسكرية  )   ....  

 فهل  ننتظر  من  شعب  المليون  شاعر  أن  يفعلها  أم هو  مجرد   لعب  الصبيان  ؟

أم  هو  الرعب  والخوف  والذل  الموريتاني  أمام  مافيا  جنرالات  الجزائر  السفهاء  القتلة ؟

سمير  كرم  خاص  للجزائر  تايمز