في يومكِ أيتها الزهرة الجميلة.. التي نُحبُّها جميعاً.. صُرَحاء كنا أم.... كاذبين!
في يومكِ أيتها المُغرية بكلِّ ما فيكِ.. شكلاً وروحاً وجوهراً.. لكِ من الحقيقةِ.. ما تستحقين..
في يومكِ يا رقيقة القلب.. يا ساحرة النظرات.. يا من لم يرحمكِ التاريخ أبداً.. فالتاريخ يكتبهُ الرجال..
في يومكِ يا طويلة البال.. يا شديدة الاحتمال.. لكِ اعتذاري بالنيابة عن بني جنسي.. من الأبطال..
فمنذُ فجر التاريخ.. نصَّبَ الرجلُ نفسه بطلاً.. منتصراً عليكِ.. ليس بعقله أو حكمته!
بل بالحقائق التي أجبركِ على اعتناقها.. فأنتِ شيطانةٌ.. ولعنةٌ ونحس.. وعقوبةٌ وعورة!
جعلكِ تؤمنين بأنكِ أقل.. أدنى.. تابعةً له وخاضعةً لجبروته.. وَجَدكِ صامتةً فأعلن انتصاره..
ومَشَى في الأرضِ مَرَحاً.. ابنُ الشيطانةِ الملعونة.. (على حدِّ تعبير المصدر)
2
الرجلُ الببغاء لا يُفكِّر.. أفهَمُوه أنكِ غبية.. فاستنتج أنه ذكيّ!.. فنَسَخَ عبقريّته آلاف السنين!
أفهَمُوه أنكِ خصمٌ جميل.. فأحبِّكِ.. وأنجبَ منكِ.. ثم قتلكِ بغبائه.. الرجلُ الببغاء لا يحبُّ أن يُفكِّر!
الرجل ليس مصدر الحقيقة المطلقة... أبداً.. فلا تأخذي عنه ما تعرفينه عن نفسك!
فالرجل يفقد أعصابه عند غيابكِ ساعتين.. وقد يفقدُ كامل عقله إن غبتِ يومين!
إن عقلكِ قادرٌ على فهم الرجل.. الذي تبرعين بفهم صفاته جنيناً.. وتقرأين وجههُ بلمحةٍ في الأربعين!
إن عقلكِ قادرٌ على فهم نفسكِ.. وتغيّراتكِ.. دونما تدخلاتٍ خارجية.. دونما عدائيةٍ أو تنافسية!
إن توازنكِ الجميل قادرٌ على استيعاب الرجل تماماً.. دون أن تقعي في فخِّ خصومته!
في يومكِ العالميّ.. جميلتي.. أحبِّي الرجل أو تجاهليه كما يحلو لكِ.. لكن لا تصدِّقي أنه أفضل منكِ!
لا تمنحيه حق احتكار الحقيقة والتاريخ.. لا تمنحيه لأي أحد.. حتى كاتب هذه السطور!
يا أجملَ مخلوقات الله.. وافقي على ما تقتنعين به فقط.. على ما يسعدكِ فقط..
اختاري ما يناسبكِ يا سيدتي.. كي تكوني سعيدةً.. فسعادتنا مرهونةٌ بكِ..
سعادتكِ.. مفتاح استمرارية الحياة...