قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن حكومة بلاده لن تسمح للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالسفر إلى الولايات المتحدة إلا من أجل العلاج وإنها تدرس حاليا الطلب وأضاف المسؤول أن مكتب صالح اتصل مؤخرا بالسفارة الأميركية في صنعاء ليقول إن الرئيس يعتزم مغادرة اليمن قريبا ويريد تلقي رعاية متخصصة في الولايات المتحدة لعلاج إصابات لحقت به خلال محاولة اغتياله في يونيو/ حزيران التي اضطرته إلى السفر إلى السعودية للعلاج وقال المسؤول الأميركي إن "طلب الموافقة على سفر الرئيس صالح إلى الولايات المتحدة قيد الدراسة الآن، والسبب الوحيد للموافقة على ذلك سيكون لتلقي العلاج المشروع" وقال صالح يوم السبت إنه سيغادر إلى الولايات المتحدة ويفسح المجال لخليفة له وذلك بعد ساعات من قتل قواته تسعة أشخاص طالبوا بمحاكمته لقتله المتظاهرين على مدى العام المنصرم 


وقال الرئيس اليمني إنه سيخضع لبعض الفحوص الطبية لكنه وصف زيارته المزمعة بأنها "منفى مؤقت". وأضاف أنه سيذهب إلى الولايات المتحدة ليس للعلاج فحالته طيبة وإنما للابتعاد عن دائرة الاهتمام والكاميرات والسماح لحكومة الوحدة بالإعداد للانتخابات جيدا وأضاف أنه سيمكث هناك بضعة أيام لكنه سيعود لأنه لن يترك شعبه ورفاقه الذين صمدوا 11 شهرا 


رئاسة ظل 

وفي تطورات متصلة، قالت مصادر سياسية يمنية مطلعة إن علي صالح اجتمع أمس الأحد بقيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام والوزراء المشاركين في حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة وأوضحت المصادر في تصريحات صحفية أن علي صالح شكل لجنة من ستة أشخاص لإدارة شؤون الحزب والبلاد خلال فترة سفره لتلقي العلاج وأن "اللجنة السداسية" ستكون مجلسا رئاسيا غير معلن (رئاسة ظل)، وفقا للمصادر ذاتها مشيرة إلى أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي "تعهد بعدم اتخاذ أي قرارات إلا بالرجوع إلى اللجنة" وضمت اللجنة عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن عثمان والأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي وزير الاتصالات أحمد عبيد بن دغر ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر سلطان البركاني ونجل شقيق صالح وقائد قوات الأمن المركزي يحيى صالح 


دعوات للتهدئة 

ويمثل تزايد العنف والارتباك السياسي في اليمن مصدر قلق كبير للسعودية المجاورة والولايات المتحدة إذ تخشى الدولتان من أن يسيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن على ممرات الشحن الرئيسية في خضم الفوضى وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في بيان صدر في هاواي حيث يقضي الرئيس الأميركي باراك أوباما عطلته إن جون برينان مستشار الرئيس لمكافحة الإرهاب دعا القائم بأعمال الرئيس اليمني أمس الأحد إلى التأكيد على ضرورة أن تظهر القوات اليمنية "أقصى درجات ضبط النفس" حين تتعامل مع المظاهرات وفي اتصاله الهاتفي مع نائب الرئيس اليمني دعا برينان جميع الأطراف في عملية الانتقال السياسي باليمن إلى تجنب "التصرفات الاستفزازية التي قد تؤدي إلى المزيد من أعمال العنف" وقال إيرنست إن منصور هادي أبلغ برينان أنه بدأ تحقيقا في سقوط القتلى والمصابين وأضاف أنه سيبذل قصارى جهده لمنع مزيد من سفك الدماء مشيرا إلى أن المسؤولين اتفقا على أهمية الالتزام بمسار الانتقال الذي يؤدي إلى انتخابات الرئاسة المقررة في 12 فبراير/شباط 2012 ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن هادي -الذي يتولى سلطات رئيس الدولة- خلال اجتماع مع السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فيرستاين تأكيده "ضرورة التزام جميع الأحزاب والقوى السياسية بالتهدئة، والتزام قواعدها بعدم التصعيد أو القيام بأي نشاطات وأعمال قد تتعارض وسير التهدئة، وترجمة التسوية السياسية التاريخية وفقا لقرار مجلس الأمن الذي ارتكز على بنود المبادرة الخليجية وآليتها".