في شهر مارس المقبل، ستعقد في مدينة الداخلة الدورة السادسة للمنتدى الاقتصادي كرانس مونتانا قبل أن ينعقد المنتدى الأول نتذكر كيف أن حكام الجزائر كانوا قد أثاروا ضجة كبيرة على أمل أن يعدل جون بول كارتيرون الرئيس المؤسس للمنتدى عن عقد جلسات منظمته في مدينة الداخلة. ولكنه اعتبر آنذاك أن اعتراضات حكام الجزائر لا قيمة لها.


وقال مؤخرا في ندوة صحفية بالرباط بأن قوة المغرب كبلد في طور البناء الديموقراطي تكمن في أن ملك البلاد لا يوجد في قلب الجدل السياسي كما هو الحال في باقي البلدان بما فيها البلدان الديموقراطية.


وهكذا، فأمام إصرار منظمي المنتدى الاقتصادي الدولي على عقد اجتماعاتهم بمدينة الداخلة، أصبح حكام الجزائر مضطرين إلى قبول الأمر الواقع ونسيان موضوع اجتماعات منتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة.


وهذا لا يعني أن الدبلوماسية الجزائرية توقفت عن تقاسم الاعتراض على ما يجري في الصحراء مع جبهة الإنفصاليين. وخاصة في شأن ما يتعلق بفتح قنصليات لبلدان إفريقية في مدينتي الداخلة والعيون.


إن فتح هذه القنصليات يدل على أن الأصدقاء الأفارقة لاحظوا أن بعض مواطنيهم اختاروا الاستقرار في الصحراء المغربية على أساس أن شروط الحياة وإمكانيات الشغل متوفرة في الصحراء المغربية، ومن هنا الحاجة إلى خدمات قنصلية.


في البداية قال إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الوهمية بأنه سيطلب من الاتحاد الإفريقي أن يتخذ قرارات صارمة ضد جزر القمر التي فتحت قنصليتها في مدينة العيون.


ولأن الاتحاد الإفريقي تجاهل تصريحات زعيم الانفصاليين، فقد دخلت الدبلوماسية الجزائرية على الخط وتولت وزارة الخارجية الجزائرية مهمة التعبير عن معارضة حكام الجزائر فتح قنصليات بمدن الصحراء المغربية كما استنكرت الخارجية الجزارئية لا مبالاة المجتمع الدولي.


وبطبيعة الحال فالخارجية المغربية لا تقيم وزنا لهذه التدخلات في الشؤون الداخلية المغربية وكلما قرر بلد إفريقي فتح قنصلية في الصحراء المغربية إلا ويكون وزير خارجيتنا ناصر بوريطة حاضرا في عين المكان إلى جانب وزير خارجية البلد الإفريقي المعني بالأمر لترأس حفل افتتاح القنصلية.


وقد تساءل الوزير المغربي كيف أن الخارجية الجزائرية هي الوحيدة في العالم التي تتدخل في قضية الصحراء بهذه الطريقة المكشوفة وهي التي تدعي عدم اهتمامها بملفات قضية الصحراء.


من هنا تتأكد وجاهة قرار جلالة الملك العودة إلى الاتحاد الإفريقي ما جعل المغرب يحقق انتصارات في السياق السياسي لإثبات مغربية الصحراء وهذا توجه خلق ارتباكات أكيدة في سياسة حكام الجزائر القائمة على استراتيجية العداء للوحدة الترابية المغربية.

عبد اللطيف جبرو