أخرج البخاري في صحيحه فقال: حدثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد.

*درجة الحديث:

الحديث صحيح: أخرجه الشيخان.

*تحقق النبوءة:

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نجد الواقع تماماً كما أخبر صلى الله عليه وسلم به فإن العلم قد رفع وفشا الجهل في الناس حتى أصبح الدين غريباً، وشربت الخمور حتى لم يعد شرب الخمور قبيحاً بل أصبح من نوع التفاخر والتباهي، وقلت نسبةُ ولادة الذكور وكثرت نسبة ولادة الإناث ويسير الأمر على ذلك إلى أن تكثر النساء في صورة فظيعة فيكون الرجل الواحد قيماً متولياً لخمسين امرأة كما تنبأ به النبي الصادق صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

قال القرطبي: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصاً في هذه الأزمان، قال الحافظ: أما كثرة النساء فسببه أن الفتن تكثر فيكثر القتل في الرجال لأنهم أهل الحرب دون النساء، وقال أبو عبد الملك: هو إشارة إلى كثرة الفتوح فتكثر السبايا فيتخذ الرجل الواحد عدة موطؤات، قال الحافظ: وفيه نظر لأنه صرح بالقلة في حديث أبي موسى فقال: «من قلة الرجال وكثرة النساء» والظاهر أنها علامة محضة لا لسبب آخر بل يقدر الله في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور ويكثر من يولد من الإناث، وكون كثرة النساء من العلامات مناسبة لظهور الجهل ورفع العلم.

المصدر:نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: د. محمد ولي الله الندوي.