هل يحدث لك أن تتوقف أحيانا وترهف السمع لموسيقى الكون؟ هل من عادتك أن تنتبه إلى عبقرية الخالق المتجلي في كل ذرة من مخلوقاته؟ هل يمكن لك أن تمعن التأمل في أجزاء الكون المتحركة وكماله الهندسي وتفاعلاته ومد وجزر محيطاته؟ إن هذا التجلي المدهش للذكاء الكوني ليس من قبيل الصدفة، إنه لم يحدث بفعل ضربة حظ، لكنه ثمرة إعجاز إلهي خارق.

أن ترزق بمولود جديد هو جزء لا يتجزأ من هذا الإعجاز.. من هذه القوة الكونية الهائلة والمفارقة لكل الحدود. بكلمات أخرى: أن ترزق بمولود جديد يدل على أن صانع الكون العظيم الذي وهبك هذه النعمة كثير العطاء وفياض الرحمات.

ماذا يمكن أن تفعل على المستوى العملي لإكرام مولودك الجديد بأحسن استقبال؟

سأمدك بأربعة إرشادات منها ما هو نفسي/ عاطفي، ومنها ما هو مادي، ومنها ما هو رمزي/ روحاني:

أولا: كن حنونا تجاه أم هذا المولود الجديد. إن حمل الجنين 9 شهور كاملة وما يصاحب ذلك من آلام وأوجاع وتوجسات تجربة في غاية المشقة. إن خروج مولودك الجديد من ظلمات الرحم الى أنوار الحياة معجزة الهية، بل هي عطية العطيات وتضحية الأم الأولى في معترك الوجود. أغدق إذا عاطفتك الصادقة على هذه الأم المعطاءة، لأنها بعد الولادة تتعرض باستمرار، خاصة في فترة النفاس، لموجات من الكآبة. كن رفيقا رحيما بهذه الأم، فهي نصف المجتمع، لكنها تلد وتربي المجتمع برمته.

ثانيا: أحدث تغييرا في ديكور البيت، في قطع الأثاث، وهنا لست مجبرا على شراء قطع غالية، ولكن بعض التغيير في جمالية البيت وإعادة ترتيب عناصره ضروري ومطلوب للتعبير ماديا عن فرحك بمولودك الجديد.

ثالثا: ابحث عن موارد جديدة مدرة للدخل. قد يكون عملا إضافيا في نهاية الأسبوع، أو ربما عملا تطوعيا لصالح جمعية خيرية أو شبابية، لن يجلب لك مباشرة عائدا ماديا، لكن بركته وفتحه لآفاق مستقبلية غير متوقعة، أكيدة بإذن الله.

رابعا: توجه إلى المولى بالشكر والعرفان، في كل ثانية، في كل دقيقة، في كل ساعة، وكل يوم، دون استثناء، ولا تنس أن تربط بين المولود الجديد الذي رزقت به وبين تحسينك لجودة حياتك وجودة حياة الآخرين.

مهدي عامري