عندما كانت مارجريت تاتشر تكسب الانتخابات ب ٥١٪ كانت تقول أخشي علي بريطانيا من ديكتاتورية الأغلبية، وفي كندا يقولون أن أفضل حكومة تعمل لصالح الشعب هي حكومة الأقلية، فحكومة الأقلية لا تستطيع تنفيذ جميع أجندتها نظرا لعدم قدرتها علي الحصول علي أغلبية الأصوات في البرلمان، بينما حكومة الأغلبية تضمن تنفيذ أجندتها كاملة فلديها من الأصوات ما يكفي لتمرير كل ما تحلم به.

هذا في الدول الغربية الدول التي تحكمها مؤسسات وبها صحافة قوية وإعلام مستقل يستطيع أن يعبر عن رأي الشعب بكل حرية
فكيف سيكون في بلاد ظاهرها حكم ديمقراطي وباطنها حكم ديكتاتوري فاشي يعصف بكل من يعارضه كتركيا.

يبدو لي أن رجب طيب أردوغان قد فقد عقله، وأصبح مصاباً بمرض جنون العظمة، ويبدو أن مكاسبه الانتخابية التي بدأها سنة ٢٠٠٢ وجعلت منه رئيسا للوزراء منذ سنة ٢٠٠٣ لسنة ٢٠١٤ ثم رئيسا للبلاد من ٢٠١٤ لوقتنا الحالي قد كانت السبب في فقدانه عقله، ومرض جنون العظمة.
فالرجل أصبح أستاذا في فتح جبهات الحروب، وأصبح مستعداً أن يرسل جنوده لتحارب علي بعد ألاف الأميال، بارعا في خلق التوتر مع جيرانه العراق تارة وسوريا تارة أخري، كما أن جيرانه الأوربيين لم يسلموا منه فهو يهددهم جهاراً نهاراً بفتح الحدود أمام اللاجئين. أليس هذا ضربا من الجنون؟؟.

علي الصعيد الليبي أفتعل أزمة بتوقيعه اتفاق لترسيم الحدود مع حكومة الوفاق المنتهية ولايتها منذ زمن، والمحاصرة في أقل من ١٠٠ كم٢ من الأراضي الليبية، ليشعل غضب الطرف الليبي الأقوي والمسيطر فعليا علي ليبيا. ويسبب تحفز لعدوه اللدود المتمثل في قبرص واليونان وتري إيطاليا أن الاتفاقية ضد مصالحها فتجلب معها المساندة الأروبية، وتقود فرنسا أوروبا في وجه المتهور العثماني، وتقف إسرائيل موقف المعارض من الاتفاقية فتجلب معها التعاطف الأمريكي، ولم يتبق للمتهور سوي قطر وتونس والجزائر والمغرب والعالم كله ضده، وتري مصر أن تدخله في ليبيا يهدد أمنها القومي وتساندها السعودية والإمارات، فيضع جنوده علي مشارف حرب مع الجيش التاسع عالميا، ورجال هم خير جنود الأرض يعيشون مدة خدمتهم في صحراء قاسية لا تختلف عن الصحراء الليبية في شئ، أما جنود أردوغان فلو ذهبوا لليبيا في الصيف فسيمتون من لهيب صحراء ليبيا بدون قتال، فأين عقل هذا الرجل؟؟.

التدخل التركي في سوريا هو عدوان سافر علي بلد عضو في الأمم المتحدة، وأن كانت سوريا قد مرت بوقت صعب منذ الحرب الأهلية، ولزم الأمر لتركيا أن تسيطر علي بعض المناطق حتى تؤمن حدودها فهو أمر ليس محببا ولكن قد يبدوا أنه مجبرا عليه، لكن وبعد أن عاد الجيش العربي السوري لقوته، وسيطر علي كل ربوع الوطن ولم يتبقي له سوي أدلب، فلماذا لا تنحسب القوات التركية من أدلب وتعود للحدود المعترف بها علي أن تتعهد سوريا بالسيطرة علي الأمن وتأمين الحدود وضمان عدم حدوث ما يهدد أمن تركيا. الغريب هو ما حدث فالأتراك يوجهون اللوم علي سوريا لأنها تريد إعادة السيطرة علي أدلب مرة أخري، بل ويرسل تعزيزات ويفتح النيران علي الجيش العربي السوري من داخل الأراضي السورية؟؟!

ثم يتهم سوريا بأنه البادئ بالاعتداء؟؟
وهو يعرف جيدا أن الجيش العربي السوري من أجل وحدة أراضي دولته وتحرير تراب بلاده من الإرهابيين الذين سلحهم واستخدمهم أردوغان في الحرب السورية وفي الحرب الليبية ويدفع لهم الملايين من أموال الشعب التركي المغلوب علي أمره.

جنون العظمة قاد أردوغان لحرب في سوريا وأخري في ليبيا وثالثة قد تشتعل في أي لحظة علي حدود العراق وحرب لم تنتهي مع قبرص واليونان، وخامسة مع الجيش المصري، وسادسة مع أوروبا وسابعة مع إسرائيل، وهناك حرب ثامنة من نوع أخر يقودها الأرمن أجبرت العالم علي الاعتراف بمذابح الأرمن،كل ذلك جعل أمال الأتراك في الانضمام للإتحاد الأوربي تتبخر للأبد.

كل هذه الحروب هي فوق طاقة أعظم دول العالم فما بالك ببلد كمثل تركيا لم تزل تعتبر كأحدي دول العالم الثالث. أردوغان يقود بلاده للانهيار فهو يصعد بها للهاوية والإفلاس، فهل يستفيقالشعب التركى ويتخلص من أردوغان قبل فوات الأوان، فالرجل لم يعد قادرا علي قيادة تركيا بعد أن فقد عقله.