اليوم باردٌ تماماً،

محشورٌ، كقردٍ مُرَوَّضٍ، في بنطال ماياكوفسكي

ومعطف نيكولايْ غوغولْ.

يُدْفِئُهُ مواءُ القططِ الوثيرُ،

ونباحُ كلبِ بوكوفْسْكي في وجهِ القمر المتواري،

وأنينُ الهائمين في الزوايا المعتمةِ والحواري.

وأنا أُداري قِصَرَ يدي،

وأحزانيَ المُرَّةَ،

بركوب حالمات المِهاري.

العقاربُ ـ الأقاربُ كأنها قباقبُ تدقُّ

إسْفلْتَ المساءِ وهْيَ تقتربُ

من منتصفِ الليلِ.

يستدرجها المنتصفُ الثاني

بالأهازيج والنبيذِ والأغاني،

أوْ: بفَرْقَعةِ أصابع الدقائق والثواني

مِنْ ندَمٍ، ومنْ حسرةٍ على

عُمرٍ ضاع، وعلى نُثار أطفالٍ شُعْتٍ

يتَضَوَّرونَ، منتظرين سماءً لا تُجيبُ،

وعروشاً لاَهيةً، صمَّاءَ عمياءَ،

تتبادلُ، فيما بينها، الورودَ والتهاني.

الثلاثاءُ باردةُ الأطرافِ،

مكسورةُ الخاطرِ، ليس ثَمَّةَ وقتٌ للزَّقْزَقةْ،

خَلْفاً تمشي، مُرْهَقَةْ،

بخمسِ قوائمَ، تراقصُ الأشباحَ

وفي فمها خُفّاشٌ وملعقةْ.

والأربعاءُ توميءُ لها الأجراسْ،

لاَهِثَةً، متَقَطِّعَةَ الأنفاسْ:

عشرونَ على اليسارِ، عشرون على اليمينِ: 2020

أو العكسْ، قُلْها جهراً أو بالهَمْسْ،

ما من فائدة في دودة زائدةْ،

الظلمةُ غُدافيَّةٌ سائدةْ،

والريحُ، في العشرين اليمين والعشرين اليسارِ،

تُعْوِلُ.

ترفعُ ستائرَ الكون الكابيةْ،

كاشفةً عن سيقانهِ الضامرَةْ،

سيقانهِ ـ القصبْ في بلْداتِ العربْ،

يا للْعـــجَـــبْ...؟

لعله في حاجة إلى عكازْ،

لعله وهمٌ جُثْمِنَ داخل بَرْوازْ.

لعلم يرتقي، درَجاً، درَجاً، سُلَّمَ الميتافيزيقا

ليعزفَ في أسماعنا: موسيقا.

لعلهُ يضحك من أقنعتنا وَهْوَ يَحُكّ إبْطَيْهِ،

بعد أنْ نَتَفَ زغَبَهُما طيشُ الإنسانْ.

سنةٌ تنتهي بعد أَنْ عَصَرَتْ رَعْدَها

في مآقي الأيام الداميةْ،

وَجَمْرَها الأشْيبَ في أَلاَيَا أحْصِنَةِ الليالي الزانيةْ.

وأنا وحدي، في المنتصفِ الكئيبِ،

أرْضعُ أثْداءَ الغيومِ النَّاشفةْ.

سنةٌ أخرى بلا عنوانْ،

تُفْضي إلى الفردوسِ

أو إلى سَقَرْ.

أليستْ هذي القِسْمَةُ مساواةً بين البشرْ؟.

الضِّدُّ يتبعُ الضّدَّ، والكونُ وَحْدَةُ أضْدادْ.

والحريةُ سَلوقيٌّ بارزُ النّجْدَيْنِ

يصطادُ ويُصادْ.

 

محمد بودويك