اتهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القوات التركية الثلاثاء بالعمل أحيانا مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية في عملياتها في شمال سوريا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا وأحيانا تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش".

وأكد ماكرون أن مهاجمة تركيا للمقاتلين الأكراد الذين قاتلو مع الغربيين في حربهم ضد داعش ، يعد "مشكلة إستراتيجية".

وأشارت تقارير إعلامية قبل أيام إلى أن عناصر من داعش تحولوا لقيادات على رأس ما تعتبره تركيا "الجيش الوطني السوري الحري" المدعوم من قبلها، في وقت تُتهم تركيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أكراد سوريا.

ومن المقرر أن يجتمع ماكرون بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق من اليوم.

وأكد ماكرون أن مسألة تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تكون واضحة، وقال إن تصرفات تركيا ضد المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا الحلفاء في القتال ضد التنظيم الجهادي تظهر الحاجة إلى تحسين التنسيق.

وقال "لقد فقدنا التعاون مع تركيا بشأن الأمن والتجارة والهجرة والاتحاد الأوروبي وفرنسا"، مضيفًا أنه يجب تقديم توضيحيين في القمة.

وشملت تصريحات الرئيس الفرنسي أيضا انتقاده لتركيا على خلفية عمليتها العسكرية في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك قوض التعاون مع أنقرة في الأمن والهجرة.

وكانت تركيا قد أعادت إرهابيين منتمين لداعش لدولهم في أوروبا ردا على انتقاد أوروبي للهجوم العسكري في منطقة شرق الفرات، حيث مثل عودة الإرهابيين إلى بلدانهم خطرا جسيما على دول الاتحاد الأوروبي التي عانت من الإرهاب.

ولطالما هدد أيضا الرئيس التركي مرارا الاتحاد الأوربي، بفتح الحدود أمام المهاجرين إلى أوروبا.

كما أوضح ماكرون في تصريحاته "كيف يمكن أن تكون عضوا في الحلف وتعمل مع روسيا وتشتري منها أشياء؟"، في إشارة إلى شراء أنقرة نظام اس-400 الدفاعي الروسي.

وأضاف يجب أن يطرح سؤال حول ما إذا كانت تركيا ترغب في البقاء عضواً في حلف الناتو إذا تمسك أردوغان بتهديده تأخير إجراءات الدفاع في البلطيق إذا لم تعلن دول الحلف أن المقاتلين الأكراد إرهابيون.

وهدد أردوغان الثلاثاء بعرقلة خطة حلف شمال الأطلسي للدفاع عن دول البلطيق، إلا إذا صنّف التحالف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا على أنها جماعة إرهابية.

وجاءت تصريحاته قبيل انطلاق أعمال قمة حلف الأطلسي في لندن بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس التحالف، ويتوقع أن يهيمن التوتر مع تركيا على القمة جرّاء خلاف أنقرة مع أعضاء آخرين على خلفية شرائها صواريخ روسية وعملية عسكرية نفذتها مؤخراً في شمال سوريا، إلى جانب مسائل أخرى.

وذكرت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي أن أنقرة تعرقل خطة حلف الأطلسي الدفاعية الجديدة في منطقة البلطيق، مطالبة بمزيد من الدعم في معركتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

وينظر حلف الأطلسي في خطة لتعزيز قدرات بولندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا الدفاعية في وجه أي هجوم روسي محتمل، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.

وقال أردوغان إنه "تحدّث إلى الرئيس البولندي أندريه دودا الاثنين، وسيناقش مسألة وحدات حماية الشعب الكردية مع بولندا ودول البلطيق في لندن".

وأضاف في مؤتمر صحافي بأنقرة قبيل صعوده على متن الطائرة "بسعادة سنجتمع ونجري محادثات بشأن هذه المسألة".

وأضاف "لكن إذا لم يوافق أصدقاؤنا في حلف الأطلسي على اعتبار المنظمات الإرهابية التي نحاربها على أنها مجموعات إرهابية، فنأسف لأننا سنقف ضد جميع الخطوات التي سيتم اتّخاذها هناك".

وترتبط وحدات حماية الشعب الكردية بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً داميًا ضد تركيا منذ العام 1984، وصنّفته أنقرة على أنه "منظمة إرهابية".

لكن الدول الغربية استخدمت وحدات حماية الشعب الكردية كقوة في الخطوط الأمامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وعارضت عملية أنقرة العسكرية ضدهم في أكتوبر/تشرين الأول.

وانتقد الرئيس التركي الأسبوع الماضي الرئيس الفرنسي لانتقاده العملية، قائلاً إن سيّد الإليزيه في حالة "موت دماغي".

ومن المقرر أن يشارك أردوغان في قمة رباعية تناقش سوريا مع قادة كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.

ويمضي الرئيس التركي مؤخرا في سياسات جلبت لتركيا عداءات مجانية مع دول حليفة، فضلا عن تقدمه في شراء صفقة السلاح الروسية التي من المرجح أن تدفع واشنطن باتجاه فرض المزيد من العقوبات على أنقرة، فيما تعيش دولة أردوغان أزمة اقتصادية خانقة.

وأثار شراء تركيا مؤخراً لمنظومة "إس-400" الدفاعية من روسيا التوتر كذلك، لا سيما وأن الخطوة قد تدفع واشنطن لفرض عقوبات اقتصادية عليها.

وقال أردوغان إن "علاقاتنا الجيدة مع روسيا ودول أخرى لا تعد بديلاً لعلاقتنا مع حلفائنا.. على العكس إنها مكمّلة لها".

وفي هذا السياق قال ترامب الثلاثاء إنه يدرس فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ روسية منحيا باللوم على سلفه في عدم بيع نظام صواريخ أميركي لأنقرة.

وعندما سئل ترامب عما إذا كان سيفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ إس-400، قال "نناقش ذلك الآن ونجري محادثات بشأن ذلك الآن".

وأضاف "كما تعرفون فإن تركيا كانت تريد شراء نظام باتريوت الخاص بنا والرئيس الأميريكي السابق باراك أوباما لم يسمح لها بذلك ولم يسمحوا لهم إلا عندما أصبحوا مستعدين لشراء نظام آخر".