أشرف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الجمعة بأكادير، على الإطلاق العملي للتغطية الاجتماعية والصحية الأساسية للعمال غير الأجراء -فئة العدول. وقال رئيس الحكومة، في افتتاح لقاء تواصلي نظمه المجلس الجهوي لعدول دائرة نفوذ محكمة الاستئناف بأكادير، بتنسيق مع الهيئة الوطنية للعدول بالمغرب، إن الحكومة تتشرف بالإطلاق العملي لمشروع التغطية الاجتماعية الخاصة بمهنة العدول، بعد صدور القانون المنظم لهذه التغطية للمهن الحرة والمستقلين غير الأجراء ومن معهم.

وأضاف العثماني أن هذا المشروع له بعد وطني كبير، باعتباره سيخفف التكاليف والمصاريف الصحية على الأفراد والأسر حالا ومستقبلا، داعيا أصحاب المهن الحرة الأخرى إلى الانخراط في هذه التغطية، باعتبارها نظاما تضامنيا بين المنخرطين، يستفيد منه المرضى.

وهنأ رئيس الحكومة هيئة العدول لكونها أول مهنة تنخرط بشكل عملي في مشروع التغطية الاجتماعية الإجبارية، إلى جانب مهنة المروضين الطبيين والقوابل. من جهة أخرى، أوضح رئيس الحكومة أن مهنة العدول مهمة جدا، وتعتبر من أقدم المهن وتشكل أساسا للمنظومة القضائية، ولها مشروعية تاريخية وحضارية، متجذرة في وعي الشعب المغربي.

 مشيرا إلى أنه يتابع تطورات مهنة العدالة وإصلاحها، ولا سيما في مواكبة التحولات التي يعرفها المجتمع والعلاقات وعالم المال والأعمال والتعاقدات. وبخصوص إخراج مشروع القانون رقم 03-16 الخاص بمهنة العدول، قال رئيس الحكومة إن هذا المشروع يهدف إلى تقوية مهنة العدالة، وفتح آفاق جديدة واسعة أمامها، مؤكدا أنه منخرط شخصيا في تحقيق هذا الهدف.

وأضاف أنه يعمل، في نفس الوقت، على تقوية باقي المهن ذات الصلة كالتوثيق وغيرها، بطريقة متوزاية ومندمجة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هناك تحديات تواجه مهنة العدالة كالعولمة والتحول الرقمي المتسارع، وهو التحول الذي يفرض على جميع المهن أن تنخرط وتبدع فيه.

ودعا رئيس الحكومة العدول إلى الاهتمام بالتكوين العلمي والمعرفي، المستمر والعميق، ومتابعة التحولات التكنولوجية واستثمارها والعيش بمنطق العصر، مشددا في الوقت نفسه على التمسك بقيم النزاهة والاستقامة.

وأشاد رئيس الحكومة بالتحول الكبير في مهنة العدالة بعد قرار جلالة الملك محمد السادس نصره الله بانخراط النساء في المهنة، وهو تحول كبير في المغرب، وحدث تاريخي مهم، منوها بالفوج الأول من المتمرنين في مهنة العدالة والنساء اللواتي يشكلن 30 في المائة من هذا الفوج.

يشار إلى أن اشغال اللقاء التواصلي للمجلس الجهوي لعدول أكادير، التي ستتواصل إلى غاية يوم غد السبت، ستمكن العدول من التعرف على الإجراءات العملية للتغطية الاجتماعية ، التي تشمل التغطية الصحية والتقاعد ، وأهميتها وكيفية الانخراط فيها.

وكان رئيس الحكومة قد صرح للصحافة، قبل انطلاق اللقاء التواصلي، قائلا "إن توسيع ورش التغطية الاجتماعية سيمكن تقريبا من توفير التغطية الصحية لأربعة ملايين و 400 ألف شخص في المهن الحرة والمستقلين غير الأجراء، وبإدخال عائلاتهم وذوي الحقوق، وسيتم الوصول إلى تغطية 10 ملايين شخص، وبذلك سنصل بعد بضع سنوات إلى تحقيق 90 في المائة من التغطية الصحية في بلادنا، وهو ما يبين أهمية هذا الورش الوطني، الاجتماعي والتضامني".