أحاطت تركيا عودة عشرات اللاجئين على أراضيها إلى مدينة رأس العين التي سيطرت عليها القوات التركية في الهجوم الأخير على أكراد سوريا، بهالة إعلامية ركزت على أنها عودة طوعية في الوقت الذي تشن فيه أجهزة الرئيس رجب طيب أردوغان حملة ترحيل قسري لهؤلاء النازحين.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن عشرات السوريين اللاجئين في تركيا عادوا الجمعة إلى منطقة في شمال شرق سوريا طردت أنقرة منها مقاتلين أكرادا الشهر الماضي.

وقالت وكالة أنباء الأناضول، إن نحو 70 سوريا بينهم نساء وأطفال وصلوا برا إلى مدينة رأس العين السورية تحت إشراف الجيش التركي وأتباعه السوريين.

وهذه أول عمليات عودة لسوريين إلى المنطقة بعد أن نزحوا إلى تركيا هربا من الحرب التي تشهدها بلادهم منذ 2011.

والشهر الماضي شنت تركيا هجوما على شمال شرق سوريا لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها بـ"الإرهابية" وإن كانت تتلقى الدعم من الدول الغربية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلقت تركيا هجومها بعد إبرام اتفاقين مع واشنطن وموسكو ينصان على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من معظم مواقعها الحدودية.

وسمحت هذه العملية لأنقرة بالسيطرة المباشرة على شريط حدودي يمتد على 120 كلم وبعمق 30 كلم يربط مدينة تل أبيض برأس العين.

وسمت أنقرة هذا الشريط بـ"منطقة آمنة". وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إقامة منطقة آمنة أمر ضروري لأمن تركيا وأيضا لتنقل آلاف من اللاجئين السوريين إليها، متجاهلا تحذيرات بتعريضهم للخطر.

وتدفع أنقرة لتغيير التركيبة الديمغرافية في شمال شرق سوريا بتوطين آلاف اللاجئين في المنطقة التي هجّرت منها تحت القصف آلاف الأكراد السوريين.

وتخشى تركيا من قيام كيان كردي على حدودها قد يحفز أكرادها في شرق تركيا على التمرد والمطالبة بالانفصال.

وتقول السلطات التركية إن عمليات ترحيل هؤلاء اللاجئين يتم بشكل طوعي في الوقت الذي أكدت فيه مصادر محلية وغربية أن عمليات الترحيل قسرية وأن اللاجئين السوريين يتعرضون للمضايقات ولاعتداءات متواترة.

لكن عدة منظمات غير حكومية اتهمت تركيا بأنها ترسل قسرا منذ أشهر لاجئين سوريين إلى بلادهم التي تشهد حربا. وسعى أردوغان مرارا إلى الطمأنة بأن عمليات العودة إلى سوريا "طوعية".

وتعرضت مواقع في ما تسميه تركيا بـ"المنطقة الآمنة" لهجمات دموية أسفرت عن سقوط قتلى رغم الوجود العسكري التركي المكثف فيها، ما سلط الضوء على حجم التحديات التي تواجهها تركيا في شمال شرق سوريا.

واستخدم الرئيس التركي ورقة اللاجئين السوريين في ابتزاز أوروبا ماليا وسياسيا مستغلا هواجسها من طوفان من اللاجئين. كما وظفها في مزايدات إنسانية وسياسية لرفع شعبيته.

لكن في الفترة الأخيرة أدار الرئيس التركي ظهره للاجئين السوريين ولم يحرك ساكنا حين تعرض العشرات منهم لمضايقات واعتداءات.