في راوية "كافكا على الشاطئ" دافع الكاتب الياباني هاروكي موراكامي عن كتاب "ألف ليلة وليلة عندما دفع بطله الشاب كافكا دفعا وهو لم يتجاوز 15 سنة إلى اختيار وتسبيق هذا الكتاب - نظرا لما يقدم للقارئ من إمكانات على مستوى الخيال والإعلام والحِكمة - على الآلاف من الكتب الموجودة في المكتبة والتي لها تاريخ طويل في تلك المدينة.

دفاع هاروكي عن كتاب ألف ليلة وليلة، ليكون أول كتاب يقرأه بطله الشاب، يحمل أكثر من دلالة، فهو نوع من الاحتفاء بالورق عامة وبالكتاب العربي القديم خصوصا أن بطله وطيلة مساره منذ بداية الرواية إلى نهاية الرواية كان يقضي أغلب وقته في القراءة وطبعا معتمدا على الورق، وليس على الحاسوب أو هاتفه المحمول، لكن عندما كان يشعر بالتعب يسمع الموسيقى ولكن هذه المرة بالوسائل الحديثة وذلك عن طريق "ولكمان " وهي آلة يتم وضعها على الأذن.

دعونا الآن نطرح سؤالا واضحا ومباشرا: هل حان الوقت لنقوم بتنقية بيوتنا من الكتب ونرمي بها في القمامة، بدل حرقها وذلك حتى لا نتهم بتلويث البيئة؟

الآن، يجب أن نعترف أن تقنيات التواصل الاجتماعي سيطرت على كل المعاملات الاجتماعية، والفرد أصبح يجد ضالاته كلها من المواد المرغوب فيها، من صور مثيرة، معلومات، أصدقاء، كتب، رياضة، موسيقى، سينما، مواد للبيع، وعلاقات حميمية، كل شيء، أو بعبارة أدق أسواق مفتوحة طوال الأربعة وعشرين ساعة في وجهه والخطير أنها بالمجان وبسرعة لا يصدقها العقل.

وأمام هذا العرض المغري، فلماذا سوف يثقل مكتبته بكتب وموسوعات، تحتاج إلى مساحة بالمنزل ومال إضافي يمكن أن يوظفه في شراء حاجيات أخرى يراها لها الأسبقية.

إنها فعلا معضلة حقيقية، ولأن الإنسان حيوان يحسب أكثر، ويفضل أن يوفر أكثر، فهو لا محالة سينحو منحى الاعتماد على "الكتاب الإلكتروني " بدل الكتاب الورقي، ومن هنا ستبدأ الخيانة العظمى للورق، ومن هنا سيبدأ الانحراف الكبير، وفك الارتباط بشكل أناني وفظيع مع الكتاب الورقي.

إن زواج المتعة، الذي يعيشه المواطن العربي مع كل ما هو إلكتروني، هو مساهمة لاواعية منه في مسح الذاكرة العربية من تاريخها المكتوب، لأن المكتوب على الورق هو شهادة ميلادنا جميعا، هو شكلنا، لوننا، وَشْمُنا المختلف، هويتنا بكل إيجابياتها وأعطابها، إن الورق باختصار هو اسمنا العربي، ولهذا فالشاعر الكبير محمود درويش صرخ مبكرا عندما قال: "سجل أنا عربي..." لكن الخوف الكبير أن نفقد بطاقة هويتنا مستقبلا، فلهذا نحن مطالبون جميعا أن نحافظ على الورق، على الكتاب بالمنزل، لا يهم رقم خمسين الذي تحدث عنه درويش، المهم أي رقم فقط، لا يكون صفرا.

في راوية "كافكا على الشاطئ" دافع الكاتب الياباني هاروكي موراكامي عن كتاب "ألف ليلة وليلة عندما دفع بطله الشاب كافكا دفعا وهو لم يتجاوز 15 سنة إلى اختيار وتسبيق هذا الكتاب - نظرا لما يقدم للقارئ من إمكانات على مستوى الخيال والإعلام والحِكمة - على الآلاف من الكتب الموجودة في المكتبة والتي لها تاريخ طويل في تلك المدينة.

دفاع هاروكي عن كتاب ألف ليلة وليلة، ليكون أول كتاب يقرأه بطله الشاب، يحمل أكثر من دلالة، فهو نوع من الاحتفاء بالورق عامة وبالكتاب العربي القديم خصوصا أن بطله وطيلة مساره منذ بداية الرواية إلى نهاية الرواية كان يقضي أغلب وقته في القراءة وطبعا معتمدا على الورق، وليس على الحاسوب أو هاتفه المحمول، لكن عندما كان يشعر بالتعب يسمع الموسيقى ولكن هذه المرة بالوسائل الحديثة وذلك عن طريق "ولكمان " وهي آلة يتم وضعها على الأذن.

دعونا الآن نطرح سؤالا واضحا ومباشرا: هل حان الوقت لنقوم بتنقية بيوتنا من الكتب ونرمي بها في القمامة، بدل حرقها وذلك حتى لا نتهم بتلويث البيئة؟

الآن، يجب أن نعترف أن تقنيات التواصل الاجتماعي سيطرت على كل المعاملات الاجتماعية، والفرد أصبح يجد ضالاته كلها من المواد المرغوب فيها، من صور مثيرة، معلومات، أصدقاء، كتب، رياضة، موسيقى، سينما، مواد للبيع، وعلاقات حميمية، كل شيء، أو بعبارة أدق أسواق مفتوحة طوال الأربعة وعشرين ساعة في وجهه والخطير أنها بالمجان وبسرعة لا يصدقها العقل.

وأمام هذا العرض المغري، فلماذا سوف يثقل مكتبته بكتب وموسوعات، تحتاج إلى مساحة بالمنزل ومال إضافي يمكن أن يوظفه في شراء حاجيات أخرى يراها لها الأسبقية.

إنها فعلا معضلة حقيقية، ولأن الإنسان حيوان يحسب أكثر، ويفضل أن يوفر أكثر، فهو لا محالة سينحو منحى الاعتماد على "الكتاب الإلكتروني " بدل الكتاب الورقي، ومن هنا ستبدأ الخيانة العظمى للورق، ومن هنا سيبدأ الانحراف الكبير، وفك الارتباط بشكل أناني وفظيع مع الكتاب الورقي.

إن زواج المتعة، الذي يعيشه المواطن العربي مع كل ما هو إلكتروني، هو مساهمة لاواعية منه في مسح الذاكرة العربية من تاريخها المكتوب، لأن المكتوب على الورق هو شهادة ميلادنا جميعا، هو شكلنا، لوننا، وَشْمُنا المختلف، هويتنا بكل إيجابياتها وأعطابها، إن الورق باختصار هو اسمنا العربي، ولهذا فالشاعر الكبير محمود درويش صرخ مبكرا عندما قال: "سجل أنا عربي..." لكن الخوف الكبير أن نفقد بطاقة هويتنا مستقبلا، فلهذا نحن مطالبون جميعا أن نحافظ على الورق، على الكتاب بالمنزل، لا يهم رقم خمسين الذي تحدث عنه درويش، المهم أي رقم فقط، لا يكون صفرا.