شكلت فرص الاستثمار بالمغرب، ومساهمة المملكة في جهود التنمية بإفريقيا محور ندوة، نظمت اليوم الثلاثاء بجوهانسبورغ، بمناسبة الدورة الثانية لمنتدى إفريقيا للاستثمار، الذي ينعقد حاليا بساندتون، المركز المالي للعاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا.

وفي كلمة له بمناسبة هذا اللقاء، المنظم تحت موضوع "المغرب .. ربط سلاسل القيمة العالمية"، استعرض يوسف العمراني، سفير المغرب بجنوب إفريقيا، أمام جمع من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين المنحدرين من إفريقيا وجهات أخرى، الجهود المبذولة من قبل المغرب من أجل تعزيز جاذبيته لدى المستثمرين.

وقال ا العمراني إن هذه الجهود جعلت من المملكة اليوم وجهة مفضلة للاستثمارات الإفريقية، وذلك بفضل سوق صاعدة وموقع جغرافي استثنائي واقتصاد متنوع ويد عاملة شابة ودينامية ومستوى عيش جيد.

وأكد السفير أن "هذه الجهود ليست وليدة الصدفة"، مشيرا إلى أن المغرب بذل جهودا متواصلة وباشر إصلاحات مكنت من المستثمرين من بيئة تنافسية.

وسجل أن هذه الاستراتيجية، الشاملة في تصورها والوجيهة في تنزيلها، تقوم على أسس ومبادئ متنية، مؤكدا أن المغرب التزم بعزم في استراتيجية الدعم للنمو الاقتصادي والاجتماعي عبر تنفيذ تدابير مؤسساتية واقتصادية وتشريعية وتنظيمية.

وأضاف الدبلوماسي أن المغرب يظل، كما كان على الدوام، محترما للمعايير المالية الدولية، مذكرا بأن المملكة تتوفر على إطار قانوني متطور يضمن الحماية اللازمة للمستثمرين واستثماراتهم.

وفي معرض تطرقه للاستقرار المؤسساتي والسياسي والماكرو-اقتصادي للمملكة، أكد السيد العمراني أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حقق تقدما ديمقراطيا مهما لفائدة إصلاحات سياسية ودستورية عززت من دولة القانون ووسعت من التعددية السياسية وأسهمت في تخليق الحياة العامة.

وقال السفير إن هذا التقدم يسهم في توفير بيئة مناسبة للاستثمارات المستدامة، مضيفا أن تطوير البنيات التحتية الحديثة (موانئ ومطارات وشبكات السكك الحديدية وطرق سيارة) تشكل أولوية بالنسبة للحكومة المغربية.

وأكد الدبلوماسي أن القفزة النوعية التي حققها المغرب في مجال الاستثمارات تؤكد الثقة المتزايدة التي تحظى بها المملكة لدى الشركات الدولية.

ولم يفوت  العمراني الفرصة للتطرق إلى آفاق التعاون بين المغرب وجنوب إفريقيا، مستشهدا، في هذا السياق، باستثمارات شركة التأمين الجنوب إفريقية "سنلام"، التي اقتنت 100 بالمائة من أسهم شركة سهام. وقال إن هذه الصفقة بقيمة حوالي 2 مليار دولار كانت أهم معاملة في القطاع المالي بالمغرب وجنوب إفريقيا في 2018.

وتابع السفير أن "هذه المعاملة تشكل نموذجا يحتذى به في مجال تقوية التعاون بين المغرب وجنوب إفريقيا"، داعيا إلى مضاعفة الجهود من أجل بناء تعاون اقتصادي يحمل التقدم للبلدين.

وقال الدبلوماسي "نحن واثقون اليوم، بأن التعاون الاقتصادي بين البلدين يمكن أن يواصل تطوره ويشمل قطاعات أخرى".

وأضاف أن كل العناصر متوفرة لكي يعمل المغرب وجنوب إفريقيا على الأصعدة الثنائية والقارية على أساس مبادئ الاقتصاد المنفتح والازدهار المتبادل والتضامن الفاعل، مؤكدا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا يتقاسمان هذه الرؤية الطموحة للقارة الإفريقية، وهي الرؤية القائمة على التنمية المشتركة والالتزام الثابت لفائدة الازدهار الإفريقي.

وتابع المشاركون خلال هذه الندوة عروضا حول مناخ الأعمال بالمغرب والأقطاب الكبرى للتنمية في المملكة.

وأشاد مختلف المتدخلين، من ضمنهم مستثمرون جنوب إفريقيون، بالتقدم الذي حققه المغرب، مؤكدين أن آفاقا أرحب تنتظر التعاون الاقتصادي بين المغرب وجنوب إفريقيا.

ودعوا، في هذا السياق، إلى فتح خط جوي مباشر بين البلدين، بهدف تسهيل المبادلات الثنائية.

وتم التركيز، بشكل خاص، على ضرورة تكثيف المبادلات والتقارب بين مجتمعات الأعمال بالبلدين.