اعلنت القيادة الصحراوية منذ مساء يوم الاثنين 04 نوفمبر 2019، حالة من الاستنفار داخل مختلف الاجهزة الامنية و العسكرية، حيث لوحظ انتشار  مكثف لوحدات من الجيش الشعبي، بمختلف الولايات، و تم استدعاء قوات الاحتياط  للالتحاق بالولايات، و  تم قطع الاجازات لكل مقاتلي الجيش و استدعاء  جميع من هم في اجازة، تحسبا لأي طارئ،  بسبب موجة  الغضب و الاحتجاجات  التي اندلعت مجددا  تنديدا بما أصبح يعرف صحراويا بـ "فضيحة الصور" التي تورط فيها موقع "صوت الوطن"،  الذي يديره مدير التلفزيون الصحراوي.

حالة الاستنفار هاته، تأتي بعد منع وقفة احتجاجية  كان بعض الشباب ينوي تنظيمها  صباح نفس اليوم أمام مقر الرئاسة الصحراوية بالرابوني، إلا ان القيادة الصحراوية استبقت هذه المبادرة بنشر قوات الدرك الوطني بالمكان، و هو الشيء الذي دفع بالمحتجين الى التراجع عن خطوتهم.

عشية نفس اليوم، اتجه العشرات من الشباب الصحراوي،  و اغلبهم من قبيلة "السواعد"، الى سجن الذهبية، المتواجد بحوالي 5 كيلومترات عن الرابوني، للمطالبة بإطلاق سراح "الفاظل ابريكة"، زوج "علية الساعدي" التي تعرضت للإساءة من خلال نشر صورها الحميمية ، إلا ان قوات الجيش منعتهم  وهددتهم بإطلاق رصاصات  تحذيرية في الهواء.

امام هذا الوضع،  لجأ المحتجون الى اقتحام  مقر "المجلس الوطني الصحراوي" (البرلمان) المتواجد داخل مدرسة "9 يونيو"، إلا انهم تعرضوا من جديد للقمع من طرف القوات العمومية التي اجبرتهم على اخلاء المكان ، بعدما قامت باعتقال ثلاثة منهم  من بينهم أخ "الفاظل ابريكة".

و كرد فعل  على هذا القمع، قرر المتظاهرون مواصلة احتجاجهم عبر المبيت بالمكان، و قد حضر عندهم "خطري ادوه"، رئيس البرلمان، و حاول اقناعهم بعبارات لم تكن في مستوى ما ينتظره  و تطلبه عائلة الضحية من هذا القيادي الصحراوي، و دخلوا معه في شنآن و تشابك  و تدافع بالأيدي،  سقطت خلاله نظارات رئيس البرلمان، و لم تنقذه سوى قوات الامن التي خلصته من ايدي المحتجين، لتضطر بعدها الجموع الى  مغادرة المكان خوفا من تدخل عنيف للقوات.

و تجدر الإشارة إلى أن المتظاهرين سبق لهم ان  هاجموا في وقت سابق مقر التلفزة الصحراوية و أحدثوا عدة خسائر بمدخل المقر، كما توثق الصور التي تم تداولها الخراب الذي لحق سيارات التلفزة الصحراوية، و هو ما يظهر حجم الغليان و الغضب و الاحتقان داخل المخيمات بسبب الفضيحة الأخلاقية التي هزت المخيمات.

الغضنهر للجزائر تايمز