تفقد تركيا بسبب إصرار الرئيس طيب اردوغان على خوض عمليته العسكرية في الشمال السوري ضد الأكراد اقرب حلفائها.
وهاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة الاحد زعيم القبارصة الاتراك لابدائه انتقادا نادرا ومفاجئا لهجوم انقرة على المقاتلين الاكراد في شمال سوريا.
وقال إردوغان في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الاناضول الحكومية "اقولها في شكل واضح: لقد تجاوز الحدود تماما".
وتشن تركيا منذ الاربعاء هجوما في شمال شرق سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الدول الغربية والتي تعتبرها انقرة "ارهابية" حيث اثار الهجوم غضبا دوليا عارما.
لكن انقرة لم تتوقع أن تصدر انتقادات من جانب "جمهورية شمال قبرص التركية" التي نشأت من اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة المتوسطية العام 1974 ردا على انقلاب هدف الى ضمها لليونان، ولا تعترف بها سوى انقرة.
ونقلت الصحافة التركية أن زعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي أبدى تحفظات مساء السبت عبر موقع فيسبوك وكتب "رغم تسمية العملية نبع السلام، هناك دماء تهرق وليس مياها"، داعيا الى "الحوار والدبلوماسية".

واثارت تصريحات اكينجي المعروف بسعيه الى تقليص ارتهان "جمهورية شمال قبرص التركية" الاقتصادي والدبلوماسي لانقرة، استياء السلطات التركية.
واضاف إردوغان "في الوقت المناسب سنرد عليه في الشكل الملائم".
وقبيل ذلك، ندد نائب الرئيس التركي فؤاد اوكتاي بموقف اكينجي "بشدة"، مذكرا بالتضحيات التي قدمها الجنود الاتراك الذين قتلوا خلال غزو قبرص العام 1974.
وتصريحات زعيم القبارصة الاتراك يزيد من عزلة اردوغان الذي يجد نفسه وحيدا في مواجهة الرفض الدولي المتصاعد لهجومه.

في الوقت المناسب سنرد عليه في الشكل الملائم

ولا تجد السلطات التركية من دعم سوى من حكومة الوفاق الليبية ومن الحكومة القطرية وهما جزء من المحور التركي القطري الذي تسبب في فوضى عارمة اجتاحت المنطقة.
ورفضت حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها العاصمة الليبية طرابلس، خفض التمثيل الدبلوماسي مع تركيا ووقف التعاون معها على خلفية الهجوم الذي تشنه في شمال سوريا ضد المقاتلين الاكراد.
وأوضحت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك في وقت متأخر السبت، أن "دولة ليبيا ترفض خفض التمثيل الدبلوماسي وعدم التعاون مع جمهورية تركيا".
وتقيم طرابلس علاقات وثيقة مع أنقرة، وتعد الأخيرة الحليف الأول لحكومة الوفاق ومن الدول الرافضة لهجوم القوات الموالية للمشير خليفة حفتر على العاصمة الليبية.
وتدعم قطر بدورها حكومة الوفاق، علما بانها تحظى بدعم تركي مع استمرار الحظر الدبلوماسي والاقتصادي الذي يفرضه جيرانها الخليجيون عليها متهمين اياها بدعم حركات إسلامية متطرفة والتقرب من ايران، الامر الذي تنفيه.
والأحد، قال مسؤول في الخارجية القطرية إنه "فوجىء" ب"حملة الانتقادات التي ساقها اعضاء الجامعة العربية بحق العملية العسكرية التركية" في سوريا.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت، اوضح رئيس الدورة الحالية ان قطر والصومال أبدتا ملاحظات على البيان الختامي من دون ان يشير الى ليبيا.
وباتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تسيطر الاحد على منطقة حدودية واسعة في شمال شرق سوريا، ما يمهد لإنتهاء المرحلة الأولى من هجومها ضد المقاتلين الأكراد، في وقت أعلنت واشنطن أنها ستسحب نحو ألف جندي من المنطقة.