في موقف داعم لرفض إيران تواجد إسرائيل بأي تحالف في الخليج، أكد وزير الخارجية العراقي معارضة بلاده لهذا الوجود "تحت أي مسمى وضمن أي تحالف" مشيرًا إلى حق سوريا في استعادة مقعدها في الجامعة العربية.

وشدد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم خلال زيارته الى مقر السفارة العراقية في القاهرة الاثنين حيث عقد اجتماعا مع سفير بلاده ومندوبها لدى جامعة الدول العربية احمد نايف رشيد الدليمي وملاك السفارة على أن "العراق يرفض وجود ما يسمى بإسرائيل في الخليج تحت اي مسمى وضمن اَي تحالف"، منوها الى ان "وجودها سيكون مصدرا للقلق في المنطقة".

وأكدعلى "اهمية ودور جامعة الدول العربية وضرورة دعم جهودها في شتى المجالات.. موضحا ان العراق يسعى بكل جدية وايجابية للتعاون مع الجامعة العربية والدول الأعضاء من خلال رؤية عراقية واضحة وصريحة".. موضحاً أن "العراق يريد مغادرة زمن الحروب والاقتتال والمحاور الى زمن التنمية والسلام والبناء وحسن الجوار".

وقالت الخارجية العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" أنه "تم خلال الاجتماع استعراض خطة الحكومة العراقية فيما يخص آليات التعاون مع الدول العربية واهمية تفعيل الملفات ذات الاهتمام المشترك بين العراق والدول الشقيقة وخصوصاً مصر".

وقال إن "مصر دولة مهمة ومحورية بالنسبة للعراق، والعلاقات العراقية المصرية في تطور مستمر ومكثف".. مبيناً أن "العراق يرغب في توثيق العلاقات مع مصر من خلال تبادل الخبرات في شتى المجالات السياسية والصناعية والإنشائية وبما يعود بالنفع على البلدين". 

وأشار الحكيم، إلى أن "العلاقات العراقية المصرية تمتلك من الخصوصية الكثير والمتمثل في حجم الجالية العراقية في مصر والعلاقات الثقافية والعلمية بالاضافة الى الملفات الاقتصادية".

وكان الوزير العراقي قد وصل الى القاهرة امس لترؤس اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته 152 حيث يتراس العراق الدورة الحالية للجامعة.

العراق يدعم حق عودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية

ومن جهته قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة العراقية أحمد الصحّاف ان العراق يترأس أعمال الدورة الـ(152) العاديّة لمجلس جامعة الدول العربيّة ويدعم حقّ عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربيّة.

وأضاف ان العراق يدعو المُجتمع الدوليّ إلى تحمُّل مسؤوليّاته بإنهاء الاحتلال الإسرائيليّ، وإقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشريف.. موضحا انه يدعم مشاريع العمل العربيّ المُشترك بما يُحقق تطلعات الشُعُوب العربيّة.

وأشار إلى أن الوفد العراقي في الاجتماعات سيؤكد على العمل المشترك في مكافحة الإرهاب "لأننا نرى أنه خطر ممتد يهدد الجميع".. كما سيطالب ببلورة مواقف مُوحّدة إزاء قضايا المنطقة، وتنسيق المواقف العربيّة.

وبيّن أن العراق سيُؤكّد العراق موقفه من القضايا العربيّة والذي يتلخّص بالدعوة إلى الحُلول السلميّة والإسراع في تنفيذها لإنقاذ شُعُوبنا العربيّة من أزماتها، وإنهاء معاناتها.. كما سيناشد العراق الدول العربيّة تقديم الدعم لجُهُود العراق في إعادة إعمار المُدُن المُحرّرة من تنظيم داعش الإرهابيّ.

ونوه إلى أن الخطاب العراقي سيركز خلال الاجتماعات على أهمية ارتكان الشعوب العربية في سوريا، واليمن، وليبيا الى الحوار، وتجاوز الخلافات؛ للتوصّل إلى بسط الأمن وتثبيت الاستقرار. 

 وكانت الخارجية الإيرانية قالت مؤخرا إن مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه الولايات المتحدة في مياه الخليج هو تهديد صريح لأمن طهران القومي مؤكدة أنها ستتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في مياه الخليج ضمن سياساتها الرادعة والدفاعية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي "إن إيران تعتقد أن هذا التحالف مثير للتوتر وإن طهران تعتبر أي وجود للكيان المحتل في الخليج تهديدا واضحا لأمنها وسيادتها وسلامة أراضيها وسببا لإثارة الأزمة وعدم الاستقرار".

واعتبر موسوي أن إيران من حقها مواجهة هذا التهديد والدفاع عن نفسها، محملا مسؤولية هذا "الإجراء الخطير لأميركا والكيان الصهيوني غير الشرعي" على حد تعبيره.

وفيما يتعلق بالمحاولات الأميركية لتشكيل تحالف عسكري أو عقد اجتماع حول الملاحة البحرية في المستقبل بذريعة تأمين الملاحة البحرية في الخليج قال موسوي "إن إيران بوصفها إحدى دول منطقة الخليج ولديها 1500 ميل شاطئية في هذه المنطقة وحسب مسؤوليتها التاريخية، تعتبر الخليج استمرارا لأراضيها وترى نفسها ملتزمة بتأمينها وضمان أمن حركة السفن فيها".

ويأتي تشكيل هذا التحالف على خلفية التحذيرات الأميركية من أجل تأمين الملاحة في مضيق هرمز بعد الحوادث التي تعرضت لها عدة سفن أجنبية، وشمل ذلك احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية.

لكن إيران ترى أن مشاركة إسرائيل في هذا التحالف سوف يؤجج التوترات القائمة بين طهران وتل أبيب على خلفية الوجود الإيراني في سوريا والبرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل تهديدا لوجودها.