هيتور رودريكو فريري، نائب برلماني ورئيس الحزب الليبرالي (الحزب الحاكم) في ولاية سيارا، شمال شرق البرازيل. من بين صناع نجاح الرئيس جايير بولسونارو، حيث قدم هيتور مساعدة في الجهة التي ينتمي إليها في الحملة الانتخابية الرئاسية .

بداية، نشكرك على استضافة جريدة «أخبار اليوم»، وتمكينها من طرح أسئلة تهم الوضع في البرازيل، وأخرى عن العلاقات البرازيلية المغربية وآفاقها.

هذا شرف لي أن أستضيفكم، وأعتذر عن ضيق الوقت. فهناك عمل كبير نقوم به في هذه الأيام لتحويل مياه واد سان فرانسيسكو إلى المناطق المحتاجة. لكن أكيد أننا سنلتقي مجددا في القريب. وأود أن أخبرك أنني حضرت عشاء في السفارة المغربية في الأسابيع القليلة الفائتة، وكان لدي حديث ممتع مع سفير المغرب هناك. للإشارة، أيضا، فالعشاء كان مغربيا، والكل استمتع بمجموعة من الأطباق المقدمة.

السيد النائب، لا بد أنكم قد اطلعتم على الأخبار الأدق حول غابة الأمازون. السؤال هو: ما سبب هذه الحرائق؟ وكيف تتعامل الحكومة الفدرالية وكذا الجهوية مع الموضوع؟

مع الأسف الشديد فغابة الأمازون لم تسلم أبدا من هذه الحرائق، وكثير منها نتيجة لأشياء غير قانونية. حتى لا ننسى أنه في العاشر من غشت المنصرم أوقفت مجموعة من “المترامين على الأراضي” ومن الفلاحين بالتهديد، الذين قطعوا وأحرقوا عمدا منطقة خضراء في ولاية بارا، في ما سموه بـ”يوم اللهب”، مما أدى إلى انتشار الحريق في مناطق أوسع.

عامل آخر مهم في توسع هذه الحرائق، كما وضح وزير البيئة ريكاردو سالز، هو فترة الجفاف التي تمر منها المنطقة، مصحوبة بالرياح والحرارة المرتفعة. والحكومة الفدرالية لا تنفي، كذلك، إمكانية ضلوع بعض الفلاحين في هذه الجرائم.

من أجل القضاء على هذه الحرائق أرسلت الحكومة، بموافقة الرئيس جايير بولسونارو، أزيد من ثلاثة وأربعين ألف جندي إلى المناطق المعنية، كما قام السيد الرئيس بالاجتماع مع حكام الولايات المعنية .

فما هو الوضع الراهن، وما عواقب هذه الحرائق بالنسبة إلى البرازيل كدولة؟

الحرائق موجودة، وهذه حقيقة لا يمكن الهروب منها. الحكومة تعمل بجد لتجنب الأضرار، وكذلك، الحد من هذا المشكل في المستقبل. لكن، لن أخفي قلقي مما ينشر من أكاذيب وأخبار مغلوطة، والسبب واضح هو أنهم يريدون أن يورطوا الرئيس بولسونارو، ومحاولة تمرير رسالة خاطئة للعالم على أننا غير قادرين على حماية أفضل ما نملك؛ ألا وهي غابة الأمازون!

وأقول هنا، فعلى عكس الحكومات السابقة التي كانت غير قادرة على فعل شيء، فإن الحكومة الحالية قامت بالعديد من الخطوات التي من شأنها أن تقضي على المشكل إلى الأبد.

فكيف ترى الحكومة مواقف بعض الدول الأوروبية إزاء حرائق الأمازون؟ وهل ستقبلون أي دعم إذا ما تم تقديمه؟

الحكومة البرازيلية تؤكد أنه لا يمكن التدخل في الشأن الداخلي لبلدنا، كما فعلت فرنسا في شخص رئيسها ماكرون. وتؤكد، كذلك، أن غياب سياسات بيئية ناجحة وفعالة من طرف الحكومات اليسارية السابقة أعطى الفرصة لمحاولة بعض الدول لجعل الأمازون منطقة عالمية.

البرازيل لن تقبل بتدخل أي دولة في شأنها الداخلي، أما في ما يخص الدعم المقدم، فإننا ننتظر قرار الرئيس في هذا الشأن بقبول أو رفض دعم دول السبعة الكبار .

هل هناك تواصل بين الحكومة والمجتمع البرازيلي لتقريب الرأي العام مما يحدث هناك؟

بطبيعة الحال! في خضم هذا الأسبوع سيقدم السيد الرئيس مخططا استعجاليا يهدف إلى تصحيح الوضع في الأمازون، وفي الأسبوع الماضي وقع أمر رئاسي يمنع إشعال النار في محيط الأمازون. وبطبيعة الحال كل ما نقوم به، فهو بمراقبة وزير البيئة السيد ريكاردو سالز ووزير المواطنة (الداخلية) السيد أونيكس لورينزوني، والذي سيجتمع، بالخصوص، بحكام الجهات كما فعل السيد الرئيس.

بولسونارو أحس بالمسؤولية، وطلب من الكل العمل المكثف لتقديم مقترحات، ليس في جانب القضاء على الحرائق، بل، كذلك، توقيف قطع الأشجار، فضلا عن استغلال المناجم.

دعنا نتحدث قليلا عن الحكومة الجديدة في البرازيل. فالكل يعلم أن الرئيس السابق لولا، والمسجون حاليا بتهمة الفساد المالي، لديه شعبية في العالم بأكمله، على اعتبار أنه كان رئيس الفقراء، كما يسمونه. ما رأيكم في هذا؟

أمر مضحك ومبك في الوقت عينه! هل زرت بعض المدن الصغيرة في ولايتها؟ إذا كان جوابك نعم، فقد رأيت الفقر المدقع الذي تعيشه بعض الفئات من المواطنين. إذا كان فعلا رئيس الفقراء، فلماذا لايزال الفقر والجريمة منتشران بكثرة، بل وكبرت الأرقام.

الحكومة اليسارية؛ أقصد حكومتا لولا وديلما، كانتا تقومان بتزوير الأرقام لمغالطة الرأي العام الوطني والدولي، وذلك لكسب المزيد من المتعاطفين، وهذا ما نجحوا فيه لمدة 16 سنة. لقد كانت الحكومة حينها تبيع الوهم .

فماذا تغير إذن، في البرازيل بعدما تم القضاء على هذا السرطان كما تسمونه؟

الرئيس بولسونارو وجد بلدا على أبواب الإفلاس، نتيجة اللامسؤولية وسوء تسيير الحكومات السابقة. منذ اللحظة التي تسلمنا فيها زمام الأمور ونحن نقوم بمجهودات جبارة من أجل استعادة حيوية اقتصادنا وإيجاد بدائل لخلق فرص العمل. الشيء الآخر الملفت، هو الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة؛ مثل إصلاح صندوق الضمان الاجتماعي وإصلاح الجهاز الضريبي، وكذلك، الحرية التجارية.

البرازيليون يتطلعون إلى اقتصاد قوي، ما هي مخططات الحكومة لتحقيق نتائج اقتصادية مرضية؟

كما قلت سابقا، فإن الحكومة تركز الآن على استعادة عافية الاقتصاد، وكذا تمرير الإصلاحات التي ذكرت؛ مثل الإصلاح الضريبي، وما إلى ذلك. نؤمن أن إتاحة فرص الشغل هو أفضل برنامج اجتماعي ممكن أن نقدمه، فعلى الشخص أن يعمل بجدية لأداء حساباته بطريقة قانونية. وبهذه الطريقة المشاكل الأخرى ستصبح ثانوية.

أنتمي، شخصيا، إلى بلد تربطه علاقات جيدة بالبرازيل، هو المغرب. ولكن، ما تقييمك أنت لهذه العلاقات؟

البرازيل يجب أن تربطها علاقات بكل الدول، تأكيدا لما أكده الرئيس بشأن الحوار الاقتصادي والثقافي، بغض النظر عن الخصوصيات الإيديولوجية. أعرف أن المغرب لديه وضع استراتيجي وحيوي، فهو مفتاح لقارتين، وسأسعى إلى تعزيز العلاقة بين بلدينا، وخصوصا بين ولاية سيارا والمغرب. لنرى ما يمكننا أن نستفيد من المغرب، وما يمكن أن نفيد به المغرب .

أعلم أنه كانت هناك محادثات، في الفترة الأخيرة، حول قضايا تهم الجانبين. بالنسبة إلى المغرب قضيته الوطنية الأولى تهم الصحراء المغربية، وقد تقدم، كما تعلمون، بمقترح للحكم الذاتي، نال قبولا لدى المنتظم الدولي. سؤال، ما موقف الحكومة البرازيلية بهذا الخصوص؟

نتفهم أن المشاكل الدولية يجب أن تُحل عن طريق الحوار، مع احترام السلطة لسيادة الشعوب على أراضيها. نعلم أنه لازالت هناك بعض المشاكل في الحدود بين الدول الإفريقية، لكن ومهما كان المشكل، فإن دولة البرازيل لازالت تساند الحل السلمي والحوار.

وفيما يخص مقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، فإن البرازيل تعتبره “مقترحا واقعيا”، ويستحق الترحيب من المجتمع الدولي، كما أكد وزير الخارجية لوزير خارجيتكم السيد ناصر بوريطة.

هل من كلمة أخيرة للمغاربة والعالم حول الأمازون؟

السيد الرئيس أرسل القوات المسلحة للقضاء على الحرائق، كما يجب التذكير دائما بأن الحرائق في الأمازون سببها هو بقاء اليسار في الحكم، وعدم الاهتمام بالوضع هناك لمدة طويلة. إنهم يريدون إلقاء ثقل المسؤولية على الحكومة الحالية التي قطعت سيولة الأموال على المنظمات غير المسؤولة، والتي كانت تستغل الوضع من أجل جني أرباح للبعض.

لكننا نؤكد أن جميع المساعدات هي مرحب بها، مادامت تحترم سيادة بلدنا، ومادامت هذه المساعدات موجهة فعلا لمصلحة الأمازون، وليس لمصلحة منظمات فاسدة.