كتب المحلل جواد مبروكي الذي يدعي خبرته بنفوس المغاربة والعرب مقالا بجريدة هسبريس الإلكترونية بتاريخ 24 يوليوز، على الساعة الثالثة صباحا، نحا فيه كعادته منحى خطيرا حيث ادعى بهتانا وزورا أن السبب الرئيس لتعنيف الرجل للمرأة هو الثقافة الدينية والأخلاق الموروثة عن الإسلام، كطاعة الزوجة لزوجها وإشباع الرغبة الجنسية للطرفين، داعيا المرأة إلى التمرد على الرجل وعلى الأخلاق وعلى الأسرة إن وقع انفلات في تعامل الزوج.

السيد جواد مبروكي يتحدث عن ظواهر لا ذنب للدين والأخلاق فيها، ويضخمها وكأن كل النسوة يعانين منها كالاغتصاب الزوجي، والضرب والشتم، ووصف المرأة بنقصان الدين والعقل.

بالله عليك أيها الرجل أخبرني عن امرأة اليوم يفرض عليها رأي أو موقف أو حتى واجب شرعي، أخبرني عن امرأة في هذا الزمان تمنع من الدخول والخروج والسفر والادخار والانفاق إلا ما ندر؛ إنك تغرد خارج السرب عندما تدعي هذه الأمور وأنت تعلم يقينا أن الحاكم الفعلي داخل الأسر هو المرأة، وأنها الآمر الناهي صاحبة الرأي السديد وإن أخطأت، حتى صار أغلب الرجال يطلقون عليها ألقابا توحي بالتسلط والسيطرة، بل السائد عند المغاربة تسميتها "مولاة الدار".

حتى في القرى والمداشر والدواوير النائية صار الرجل ليس له في العير ولا في النفير، فالمرأة هناك تعلمت من المسلسلات المدبلجة مالها وما عليها، وكيف تعصر الرجل عصرا، وكيف تتعامل معه حتى في اللحظات الحميمية التي تدعي أنت أن الرجل يتسلط عليها خلالها.

سبب العنف وانحلال عقدة الزواج اليوم في نظري غياب رجل حقيقي وامرأة حقيقية، فالمرأة تحتاج رجلا يمسك بزمام الأمور في كل الميادين دون ظلم أو تعسف، تعيش معه الأمن والأمان، والرجل يحتاج امرأة يحس معها برجولته لا امرأة تستمد تسلطها عليه من حلف الأم والأخوات وصديقات السوء.

لا يوجد ضرب للمرأة في الإسلام، والرسول عليه السلام وهو العليم بمراد كلام الله لم يضرب امرأة ولا خادما قط، كما نهى عن المداعبة قبل الملاعبة، وهو ما يعرف عندك أنت ومن على دربك بالاغتصاب الزوجي.

كنت أنتظر منك كنفساني أن تتجرد وتتكلم موضوعيا وتوصي بما أوصت به المرأة العربية الأصيلة أمامة بنت الحارث بنتها ليلة زفافها قائلة: أي بنيّــة، إنك قد فارقت بيتك الذي منه خرجت ووكرك الذي فيه نشأت إلى وكر لم تألفيه، وقرين لم تعرفيه، فكوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي له عشر خصال يكن لك ذخرا:

أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.

وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.

ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.

فخذ واسمع من هذه المرأة... وشهد شاهد من أهلها.

علي امقران