"الجميع في الشارع من أجل يوم جمعة للاستقلال الحقيقي الذي سيشيد دولة قوامها العدالة والحرية والكرامة".... " دولة  مدنية ماشي عسكرية "..."  لا سلطة تعلو فوق سلطة الشعب " ... " هاد الشعب لايريد  حكم العسكر من  جديد ...

هذه  شعارات  قوية  رفعها  وسيرفع  الشعب  أقوى منها  في المستقبل  لذلك  سنطرح  التساؤلات  التالية ؟

أيها الشعب  هل أنتم  واعون  بأن  مافيا  الجنرالات  تخطط  لتمطيط  وجودها  الأبدي  بالمكر  والحِيلة    والخديعة ، والخسة  والدناءة  وكل  الوسائل  مستباحة  لتنفيذها   من  أجل  أن تبقى  في  الوجود ... والحق  الحق  عليهم  أن  يُـقْبَـرُوا  ويصيروا  إلى العدم  ...

هل تريدون ترحيل رموز بوتفليقة  وشياتيه  فقط  ؟ فأن ترحل  رموز  بوتفليقة  والشادلي  بن جديد وكل من  كان في  السلطة  بينهما  فهم  ليسوا  سوى طفيليات  يعيشون  على ظهر هذه  السلطة  التي  تمر  وتترك  جذورها  لتنبت  طفيليات أخرى و أخرى وهكذا  ، لكن  جذور  نظام  العسكر  البومدياني  السرطاني  هو أصل  الداء  الذي  لن  تنجو  أجيال  وأجيال  مضت  .. ولن  تَنْجُوَمن شروره   أجيال  وأجيال  قادمة  إلى ما شاء الله ،  فلا  حياة  على أرض  الجزائر  إلا  باقتلاع  هذا  السرطان من  جذوره  اقتلاعا ... فإذا  كنتم  تريدون  ترحيل  رموز  بوتفليقة وشياتيه  فقط  فذلك  مثل  اقتلاع  الحشائش  وترك  الجذور  لتعود  لتنبت  من جديد أم  تريدون اقتلاع جذور النظام العسكري  بدوون استثناء  أي أحد لأنه  نظام  دَكَّ  أوتاده  بومدين  دَكّاً  حتى  انغرز  في  تربة  مليون  ونصف مليون  شهيد بعد  أن  سرق  ثورة  الشعب  الجزائري  في جويلية  1962  واغتصب  سلطة  الشعب وفرض عليه  السلطة  العسكرية  الشمولية  الديكتاتورية   طيلة 57 سنة  فذلك  دونه  النضال  الشرس  الذي  يبدأ  بنشر الوعي  بحقيقة  مافيا  الجنرالات  الحاكمين في  الجزائر  وأن  الذي  عرزه  في  تربة  الجزائر  أرض  الأحرار  هو ( بومدين )  فلابد من تصحيح  تاريخ  الجزائر  المزور  والمُحَرَّفِ والاستعداد  الدائم  للنضال  الطويل  الأمد  ،  وليس النضال  ضد  مافيا  الجنرالات  فقط  بل  قد  تواجهون  أقرب  الناس إليكم  يعتبرونكم  تُجَدِّفُونَ  ضد  التيار لأنهم  مُحْبَطُونَ  ولا أمل  في  زعزعة  هذه  المافيا  والسبب  في  ذلك أنهم  حاولوا  واقتنعوا  أخيرا  بالتعايش مع  المافيا   والرضى  بِفُتَاتِهَا  من  خيرات الشعب  التي تقدر  بملايير الملايير  من  الدولارات ، لكن  هؤلاء المُحْبَطين  يحتاجون  لسنوات  وسنوات  لِنَمْحُوَ  من  عقولهم  أن  الذين  يحكمونهم  مجرد  مافيا  للجنرالات  زرعهم  بومدين  بالتواطؤ  مع  الجنرال  دوغول  لتبقى  الجزائر  كما  أراد  وإلى الأبد  تطبيقا لشروط 19 مارس  1962  التي تقول :( الاستقلال حسب شروط 19  مارس 1962 الذي    يحافظ  على  العلاقة  مع فرنسا )...

 فرقٌ كبيرٌجدا بين  أن  يكون هدفُ  الحراك الجزائري  منذ  22 فبراير  2019 هو ترحيل  بعض رموز بوتفليقة وشياتيه  حتى  ولو كانوا  بعشرات الآلاف  هذا من جهة  ،  أو هدفكم  من  جهة  أخرى  هو  اقتلاع جذور السلطة العسكريةالسرطانية  الشمولية  الديكتاتورية الفاشستية التي أسسها هواري بومدين  بالقوة  العسكرية  منذ  15 جويلية  1961 ، هناك فرق  كبير جدا بين  هذين   الهدفين  ، وعلى الجميع  أن يعلم  علمَ  اليقين   أن  عملية  غرس جذور  السلطة العسكرية  في  الجزائر  قد  ابتدأت  تنغرز  جذورها   في عمق  أرض  الشهداء منذ  15  جويلية  1961  كما  رددنا  ذلك عشرات المرات ،  أي منذ انقلاب  التيار العسكري  داخل  جبهة التحرير  الوطني  بقيادة رئيس  الأركان  إذاك  المدعو  هواري  بومدين  زعيم  التيار العسكري  داخل  جبهة   التحرير  الوطني  ، فكان أول انقلاب عسكري  في تاريخ الجزائرعلى الحكومة المدنية  المؤقتة  برئاسة فرحات  عباس (  هذه الحكومة المدنية  التي  تَأَخَّرَ بِنَا الزمانُ  لنطالب بها  اليوم  في  حراك  فبراير  2019  ألم   نكن  غافلين  أم  مستغفلين ؟ )... وبعد  ذلك  كان ما يسمى  بالهجوم  على  العاصمة  الجزئر  في  صائفة  1962  أي بعد  الاستفتاء  المشؤوم  على  الاستقلال  الملغوم ، أقول  هجوم  جيش  الحدود  الذي  كان مرابطا  - كما  يقال  والله  أعلم -  قرب  مدينة  وجدة  المغربية  ، ولذلك  أطلقوا  على الذين   اغتصبوا  السلطة  في الجزائر  ( بجماعة  وجدة )الذين دخلوا  العاصمة  الجزائر على ظهر  الدبابات ،  وشرعوا  فيتقتيل  أعدائهم  -  من  أنصار  اختيار الحكم  المدني الديمقراطي  لمستقبل  الجزائر  المستقلة الفتية -  شرعوا  في الاغتيالات  والقتل  العلني  ومطاردتهم في  الشوارع ،أي مما  لا يزال  يحتفظ  به  أحرار  الجزائر  في  ذاكرتهم  إلى اليوم  ، بل  تتبع  بومدين  بعض  أنصار  الحرية  والديمقراطية الحقة  وتم  اغتيالهم في الداخل  والخارج   ، وتلك  قصة  أخرى  تجدونها   في المواقع  الالكترونية  تحت عنوان  ( اغتيالات  بومدين )  وهي  شهادات  كثيرة  وموثقة  لاغتيالات  أعداء  بومدين  السياسيين الذين  اختلفوا  معه  في  الاختيار السياسي  للدولة  الجزائرية الفتية  إذاك ، ومن  الأشياء  الأساسية  التي   اختلفوا  فيها  مع  بومدين : حرصه الشديد  على تشبثه  بإدماج  كابرانات  فرانسا   في  الجيش  الجزائري، وكان  على  رأس  الرافضين  والكارهين  لكابرانات فرانسا  الشهيد  محمد  شعباني   الذي  قال  له  بومدين  قولته  الشهيرة   : " من شعباني  هذا الذي  ينادى  بتطهير  الجيش الجزائري  من ضباط  فرانسا  ؟ " لقد  كان ذلك  في  مؤتمر جبهة التحرير  لعام 1964 ، الذي  جعل  منه   شعباني  نقطة  تحول  خطيرة  جدا  وهي  الصراع  بينه من جهة   وبين  بنبلة  و بومدين  من جهة أخرى  ، فبومدين كان  يخطط  لتركيز  ضباط  فرانسا   ليحكموا  الجزائر  إلى الأبد ومن أجل  تشطيبهم  من  الجزائر  خرج  اليوم  الشعب  الجزائري  في  حراك  22  فبراير 2019  أليس  كذلك  أو على الأقل  -  حسب  ظني -  أن الشعب الجزائري  خرج  للتظاهر اليوم ونحن  في  2019  من  أجل  اقتلاع  كابرانات  فرانسا  من  جذورهم  لأن  بومدين  منذ  قال لشعباني  حينما  تحداه  بأنه  سيحتفظ  بضباط  فرنسا  رغم  أنفه  وأنف   الشعب  الجزائري  برمته ، لم  يكن  السبب  هو  ما  ادَّعَـاهُ  بومدين  حينما  برر  ذلك  بكون  ضباط  فرانسا  سيقومون  بتدريب  الجيش  الجزائري  ليكون  جيشا  عصريا !!!! أبدا  هذا  كذب  صُرَاحٌ ،  لم  تكن  هذه  هي  حقيقة   احتفاظه   بضباط  فرانسا  ضمن  الجيش الجزائري ...فالحقيقة  الحقيقية  هي أن بومدين  كان  يسعى  أن  يُـنَـفِّـذَ  حرفيا  ما اتفق عليه  مع  الجنرال  دوغول  في  اتفاقية  إيفيان ( التي  لايعرف  عنها أي  جزائري  شيئا  ) وخاصة  الجزء  الذي  تضمنته  ورقة الاستفتاء على ما  يسمى  تقرير مصير  الشعب الجزائري  و ( استقلال الجزائر الملغوم )  هذا الجزء الذي  صوت  به  الشعب  الجزائري  المُسْتَغْـفـلُ  في  تلك  الظروف  ( أي  لم  ينتبه الشعب  ولم  يجد من  يثير  انتباهه  لذلك الشرط  الخطير  والذي لا نزال  نؤدي  ثمنه )  فلعل  غفلة  الشعب  كانت  بسبب  ظروف  الحرب  على المستعمر ،وشوقه  للتحرر  بسرعة  من  ربقة الاستعمار، وهو الجزء  المكتوب في ورقة الاستفتاء  الذي  جرى يوم  فاتح  جويلية  1962 من  أجل  تقرير  مصير  الشعب  الجزائري  والاستقلال  ،  كانت  ورقة الاستفتاء  تشترط  الجملة التالية  التي  وافق عليها  الشعب الجزائري  في  الاستفتاء  المسموم  ودفعه  إلى  القبول   بها  عصابة  بومدين :  تقول  ورقة الاستفتاء  ما  يلي : ( الاستقلال حسب شروط 19  مارس 1962  الذي  يحافظ  على  العلاقة  مع فرنسا ) ...لقد كان شعباني  وغيره  من  المجاهدين  الأحرار – وهم كُثُرٌ -  من الذين  فَـطِنُوا  لمؤامرة  بومدين  وتواطئه مع الجنرال  دوغول ضد  إرادة  الشعب  الجزائري خاصة  عندما  افتضح  أمر  بومدين بحرصه  على  التشبث بكابرانات  فرانسا ، وحرص  بومدين  الشديد  على  دمجهم  في  الجيش الجزائري  هو  الذي  فضح  مؤامرته  ،ألا يتساءل  أي  عاقل  :  لماذا  يحرص  بومدين  وبشدة  على إدماج  كابرانات  فرانسا  في الجيش الجزائري ؟    وقد  رفض  قراربومدين  بإدماج  كابرانات فرانسا  فيالجيش الجزائري  عدد  كبير من  قادة  جبهة  التحرير منذ  ذلك  الحين ، ويمكن  أن  نذكر منهم  بالإضافة  للشهيد  محمد  شعباني : المرحوم الحسين آيت أحمد  الذي  أسس حزب  جبهة القوى  الاشتراكية  مقابل  جبهة التحرير  الوطني  عقب  الاستقلال  الملغوم  مباشرة  أي  عام  1963  معتقدا  المسكين   وبحسن  نية  رحمه  الله  أنه  فعلا   في  دولة  تسمى (  الجمهورية  الجزائرية  الديمقراطية  الشعبية )  لكن  اسم  هذه  الجمهورية  هو   اسم وهمي  وللاستهلاك  الديماغوجي  فقط لا غير  فهو  اسم  دولة  فارغ   من  محتواه  لأنه   بمجرد  تأسيس  آيت  أحمد  لحزبه  عَـلِمَ  أنه  مبحوث  عنه فحمل السلاح  ودخل  مستخفيا  إلى  تيزي أوزو  في  محاولة منه  للدفاع  عن  استقلال  الجزائر  الفعلي  الذي  ضحى من  أجله   الملايين  وتأسيس  دولة  جزائرية  مدنية ديمقراطية  ضد  سياسة  بومدين العسكرية  الشمولية  الديكتاتورية  التابعة  لوصاية  الاستعمار الفرنسي  إلى  الآن  ونحن  في 2019  ، لكنه  وقع  رحمه الله  عام  1964  في يد  كابرانات  فرانسا  وحكموا  عليه  بالإعدام  ، وتشاء الأقدار  أن  يختصم  اللصوص الذين  سرقوا  إرادة  الشعب  الجزائري  فانقلب  بومدين على بنبلة  عسكريا في  19  جوان  1965 ،  فاستغل  الحسين آيت  أحمد ظروف  انقلاب  بومدين على بنبلة  ففر  من السجن ، والكل   يعلم  أن  حياة  رئيس  الجمهورية  هي  دائما بيد  وزير  الدفاع  ولم  يكن  بنبلة  سوى  كركوز  من  كراكيز  الدولة  العسكرية   وذلك لأجل  التمهيد  لمؤامرة  بومدين التي  خطط  لتنفيذها  مع  الجنرال  دوغول  وترك   بومدين  بنبلة  رئيسا  لفترة  حتى  تختفي   آثار  جريمة  بومدين  النكراء  مع  الجنرال دوغول  لينقلب عليه  بسهولة  وأذله  أشد  إذلال  ،  كان ذلك  تمهيدا  من  الثنائي  بومدين  والجنرال  دوغول   لتسهيل  تمرير  الاستقلال  الشكلي  المزيف  للدولة الجزائرية  الوهمية  ،  ولذلك  اختار  الجنرال  دوغول   هواري بومدين لتنفيذ  استراتيجية  فرنسا  المستقبلية و تنفيذ مخططها   لتجويع  وتفقير  الشعب  الجزائري  بسرقة  كل  أمواله  طيلة  57  سنة  ولا تزال  مافيا الجنرالات  التي  أسسها  بومدين  تنهب  الجزائر  إلى  الآن ....و هواري بومدين  هو  الشخص  الذي  استطاع  بمساعدة  فرنسا  المباشرة  وغير  المباشرة أن  يؤسس نظاما  عسكريا  شوفينيا  ديكتاتوريا  بوليسيا  شموليا  حتى  لن يترك  خرم  إبرة  تمر منها  رائحة  ( الديمقرادطية  )  إلى  الجزائر  أبدا ،  وقد  نجح  نجاحا  باهرا  في  ذلك  لدرجة  أن  كثيرا  من  الجزائريين  - لأنهم  لم  يشموا  قط  رائحة  الديمقراطية  في  دولة الجزائر الفتية ولا  يعرفونها  أصلا  ( تصوروا  معي  شخصا  وُلِدَ  بدون  أنف  أي  بدون  حاسة الشم  فكيف  يمكن لك  أن  تصف له  رائحة  الياسمين ؟  فحاسة الشم  لديه  معدزمة  فكيف  سيعرف  عطر  الياسمين ؟ )كما  قلنا :الشعب الجزائري  لم  يشموا  قط  رائحة  الديمقراطية  في  دولة الجزائر الفتية  ولا  يعرفوها  أصلا  وأصبحوا  تحت  وابل  مطارق  وسائل  الصرف  الصحي  للإعلام  الجزائري  الرسمية   يعتقدون  أن  نظام  بومدين  السفاح  هو  الديمقراطية  بعينها  لأن  من لا  يعرف  حقيقة   الديمقراطية  من  الجَهَلَةِ  يعتبر أن  ما  قام به  بومدين  هو  الديمقراطية  بعينها  ولو  أنها  قامت على  جثث  المجاهدين  الأحرار ومنهم  حتى  الذين  قتلهم  بومدين  نفسه   دون  أن  ننسى  عاملا  مهما  وهو  ظهور  الناصرية  في مصر  التي  غطت  كل  شك  قد  يحوم  حول  مؤامرة  بومدين  مع الجنرال  دوغول  لإعادة  استعمار  الجزائر  بأسلوب آخر...

لكن  الذي  سيفتح  عيوننا  على  مؤامرة  بومدين  هي  قصة  محمد  شعباني  التي  تعتبر  أكبر  دليل  على  أن  بومدين  باع  الجزائر  لفرنسا  وإلى الأبد ...

في قصة الشهيد محمد شعباني عبرة عظيمة لابد أن  يستفيد منها رجال ونساء حراك 22 فبراير 2019 :

  • ولد محمد شعباني في قرية ( الشعابنة ) عام 1934 ، وتشبع مثل أبناء أهل قريته بالثقافة  العربية الإسلامية ( وهذا  عامل حاسم بين المجاهدين الجزائريين من ذوي الأصول  الجزائرية  الحرة  الأصيلة  وهي ثقافة  منتشرة  بين كل فئات الشعب  الجزائري من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها  إلى غربيها ، الثقافة العربية الإسلامية  التي  توحد  الشعب  الجزائري  الواحد  المُوَحَّدُ ).
  • اختار الالتحاق بالجهاد ضد الاستعمار الفرنسي بدل متابعة دراسته بجامعة الزيتونة بتونس وكانت أشهر عملياته  الجهادية عملية "  الشقة " التي هزم فيها  الفرنسيين شر هزيمة .
  • اختاره  ( السي الحواس ) وهو أحمد  بن عبد الرزاق  حمودة  بعد  إنشاء الولاية السادسة  قائدا  للمنطقة  الرابعة فيها ، ثم  أصبح بعد ذلك  منسقا  لجميع مناطق الولاية السادسة .
  • في صائفة 1962  حوصر بنبلة  من طرف  جيش  بومدين  في  العاصمة الجزائر وشدد  عليه  الخناق ، لكن  بنبلة  استنجد  بشعباني – بطريقة ما - وطلب منه الدخول  بجيشه للعاصمة الجزائر  وفك  الحصار الذي  ضربه  عليه  بومدين ، وكذلك كان  حيث  استطاع  شعباني  إنقاذ بنبلة من  جبروت  بومدين .
  • بعد استقلال  الجزائر الملغوم  ثار  شعباني  في وجه  بومدين  حينما قرر  هذا  الأخير إدماج  كابرانات فرنسا  في الجيش الجزائري ...
  • تؤكد كثير من الشهادات  أنّ بومدين خطّط منذ بداية الاستقلال  الملغوم  للتخلص من العقيد محمد شعباني، لأنّه رأى فيه عقبة كأداء أمام وصوله للسلطة لاحقا ،  وبرغم تحالف  شعباني  مع مجموعة “وجدة” التي استولت على الحكم بعد صراعها مع الحكومة المؤقتة، فإنّ رفيقه ومسؤول حراسته الأمنية يكشف أن شعباني ساند الزعيم أحمد بن بلّة كقائد سياسي وطني،  لكنه  رفض  رفضا   مطلقا حكم العسكر، وعلى رأسهم هواري بومدين المتطلع حينها للسلطة  العسكرية  على  الجزائر  كاختيار  سياسي  لا رجعة فيه ...
  • كما هو معروف  كان  شعباني  يميل إلى بنبلة  باعتباره  رجل  سياسة  وليس  رجلا  عسكريا  إلى  أن ثبت  له  أن بنبلة  وبومدين  قد  قررا  معا  تقرير مصير  الشعب  الجزائري  ليكون تحت صباط العسكر إلى الأبد .
  • كانت  آخر مكالمة  هاتفية  بين  شعباني  وبنبلة  ختمها  شعباني  بقوله  لبنبلة ( أنت  سياسي  متعفن  مثلك  مثل  غيرك ..)  وأغلق  في وجهه  خط  المكالمة .
  • أدرك  كل  من بومدين وبنبلة  أن  شعباني  لن يدخل  معهما  في سلسلة  جرائم  القتل ضد  كل الذين  سيعارضون  اختياراتهم السياسية في الجزائر بعد الاستقلال  الملغوم ، فقررا  معا  إعدامه.
  • ألقي  القبض على  شعباني نواحي  بوسعادة  ورحلوه  إلى  وهران  وهناك  لفقوا له  تهمة  التمرد  على السلطة  وزرع الفتنة  في صفوف  الجيش .
  • تشكلت  محكمة  عسكرية  برئاسة  القاضي المدعو  محمود  زرطال  الذي  اختاره  بومدين  لهذه  المهمة الدنيئة . وكل  الشهادات  عن  إعدام  شعباني  تؤكد  أن قبره  تم  حفره  قبل  إصدار  حكم الإعدام  من طرف  القاضي  ( تم حفر قبره  في مكان مجهول في 11 نهارا وصدر حكم  الإعدام  في 11  ليلا )...
  • اعترف  الشاذلي بن جديد  في مذكراته : " أن المحاكمة لم  تكن  عادلة  ، وأنهم  تلقوا  أوامر مسبقة  بالحكم بالإعدام على شعباني " .." وزاد  الشادلي  بنجديد  قائلا  : " اتصل بهم  بومدين  وقال لهم :" الرئيس يطلب منكم  الحكم عليه بالإعدام ".

عود على بدء :

كان الاستعمار الفرنسي  ينفذ  حكم الإعدام  في  المجاهدين  الجزائريين بغابة  تسمى  ( غابة  كاناستيل )  وقد  قال  شاهد  وهو الرائد خير الدين شريف ( توفي  رحمه الله مؤخرا في فبراير 2015 )  هو آخر من  طلبه  شعباني  ليتكلم  معه  قبيل  تنفيذ  اغتياله  في 03 سبتمبر  1964 ، يقول  الرائد شريف في  شهادته : " قال لي  شعباني  قبيل  وفاته  رحمه الله : "  نحن  منذ أن  بدأنا  ثورتنا  ضد  المستعمر  الفرنسي كنا  قد  وهبنا  أرواحنا  للجهاد  في  سبيل الله  والوطن ، وكنا  لا نخاف  الموت على يد  المستعمر  الفرنسي ،  لكن  عليك  أن  تعلم  أن  الذين  سيقـتلونني  اليوم  في  1964  ليسوا  جزائريين  بل  هم  فرنسيون  عادوا  لـقـتـلـنا  جميعا " ... هزني  قول  الشهيد  محمد  شعباني  وصحتُ دون  شعور : "  الله أكبر الله أكبر "  الله أكبر الله أكبر" اللسان ينطق عن الهوى ....  فمن الغريب  جدا أن ما  جاء  عفويا  على لسان  المرحوم  محمد  شعباني  كان  هو الحقيقة  والتي  سنرى  الدليل  عليها  في  تنفيذ  إعدام  المرحوم  شعباني  في  : أولا:  من  خلال  غباوة  مؤسس  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  في  الجزائر اليوم  المدعو  بومدين   الذي  قرر  تنفيذ إعدام  الشهيد  محمد  شعباني  في  ( غابة  كاناستيل )  التي  كان  المستعمر  الفرنسي  يعدم  فيها  الشهداء  الجزائريين  بل  تم  ربطه  في  نفس  الشجرة التي  كان   المجاهدون   يُرْبَطُونَ فيها  لإعدامهم  ..ثانيا: في  جميع أنحاء العالم  كان من المتعارف  عليه  أن  تنفيذ حكم  الإعدام  رميا  بالرصاص  كانوا  يختارون  لهذه  المهمة  12  جنديا  لتنفيذ  عملية القتل ، وكانوا  يختارون  06  رصاصات  حقيقية  أي  رصاصات قاتلة ، و06  رصاصات  تسمى بالفرنسية (cartouche a blanc)أي غير  قاتلة  و يعملون  على  إخلاطها  ويختار  كل جندي  رصاصة  ليظن  أنه  قد اختار  الرصاصة  البيضاء  وذلك  حتى  يعتقد  كل  جندي من  12  جنديا أنه  ليس  هو الذي  رمى  المحكوم  بالرصاصة  القاتلة  للتخفيف نفسيا  على  هؤلاء  الجنود  الذين اختيروا  لهذه  المهمة  التنفيذية  المؤثرة ،  لكن  ماذا  جرى  عند  تنفيذ  عملية  إعدام  المرحوم  المغدور  محمد  شعباني ؟ يقول  كثير ممن  يشهدون على هذا  الإعدام  :فحينما  جاءوا  به  ( لغابة  كاناستيل )  وقبيل  تنفيذ  الإعدام  طلب  منه  ضابط  كبير  في  الدولة  أن  يطلب  العفو  من  الرئيس  الجزائري  فبصق   شعباني على  وجه   هذا  الضابط .... وعندما  رأى  المرحوم  شعباني  بأنه  سيعدم  في  ( غابة  كاناستيل )  التي  كان  المستعمر  الفرنسي  يعدم  فيها  الشهداء  الجزائريين  قال للحاضرين  بعد  أن  رفض  إغماض  عينيه  بمديل ( ويشهد بذلك  الأحياء منهم  وكذلك  الأموات  منهم   رحمهم  الله  حيث  قال   لهم  شعباني :"  أنا  سعيد  أن أُقـْـتَـلَ  في  هذه  الساحة  ، وأنا  سعيد  بأن ألتحق  بقوافل  الشهداء الذين  سبقوني  من  هذا  المكان " ...والغريب  جدا جدا جدا جدا  أن  الجنود  12  كلهم  لم  يصوبوا  بنادقهم  على  المناطق  القاتلة  في  جسم  الشهيد  محمد  شعباني  وأغلبهم  صوب  ناحية  الفخدين  والرجلين  مما  جعل  الشهيد  محمد  شعباني  أن  يبقى  حيا  ولم  يمت  لكن  أحد  كبار  ضباط  فرانسا  واسمه  الكابتان  سايس  وهو  من  عسكر  فرنسا  الذين  رفض  شعباني  إدماجهم  في الجيش  الجزائري  وهم  الذين لا يزالون  يحكموننا  إلى اليوم  ونحن  في  2019  ، هذا  الضابط  من عسكر فرانسا  هو  الذي  أجهز  على  المرحوم  شعباني  برصاصتين  في الرأس  من  مسدسه ،  وكأنه  يقول  للجزائريين  الأقحاح  : "  نحن  لك  أيها  الشعب  الجزائري  بالمرصاد  حتى  ولو  خرج  عسكر  دوغول  من الجزائر  ظاهريا  فنحن  هنا  لننفذ  بنود  ( الاستقلال حسب شروط 19  مارس  1962  الذي  يحافظ  على  العلاقة  مع فرنسا ) ....

لقد  بعث  المجرمبومدين  ضابطا   من  ضباط  فرنسا  الذين  رفض  الشهيد  محمد شعباني  إدماجهم  في  الجيش  الجزائري لأن  بومدين  له  فيه  ثقة  عمياء  وأن  بومدين   كان متأكدا  من  أنه  لو  حدث  حادث ما  فقد  بعث  في  جماعة  منفذي  الإعدام  رجلا  فرنسي  الهوى  حتى النخاع  ولن  يترك  الأمر  دون  تنفيذه أبدا

كم هو مفرح جدا أن نسمع شعارات في الأيام الأخيرة  للحراك الجزائري تقول : " نريد الاستقلال " .. فهل  استوعب  الشعب  الجزائري أنه  طالما  لم  يقتلع   هذا  الحراك جذور  نظام  بومدين  الذي  تفرعت  منه  مافيات  لجنرالات  حكموا  الجزائر طيلة  57  سنة ،  وبقي  الحراك  في  سجال  مع  جاهل أمي  اسمه  قايد  صالح  ( وبالمناسبة  هناك  قول  ماثور  عن الإمام علي  كرم الله  وجهه  يقول  فيه  : "  ما  جادلت  جاهلا  إلا غلبني  بجهله " )   قلنا  طالما بقي  الحراك  في  سجال  مع  جاهل أمي  اسمه  قايد  صالح يتقاذفون  معه  كرة  المسؤولية  فإن  الحراك  سائر نحو  استنساخ  نظام  ليس  بالضرورة  أن  يكون  من  نظام  بوتفليقة  بل  هو  نظام  يستمد  قوته  ووجوده  الخفي  والعلني  من  مافيا  الجنرالات  الحاكمة في الجزائر  منذ  1961  وتَرَسَّخَ هذا النظام   علانية  في  05  جويلية  1962  ،  وعلى  أحرار  الجزائر  وحرائرها  أن  يستوعبوا  كلمة  الشهيد  محمد  شعباني  الذي تم  اغتياله  في 3  سبتمبر  1964  حينما  قال  : عليكم  أن  تعلموا  أن  الذين  سيقـتلوننا  ليسوا  جزائريين  بل  هم  فرنسيون  عادوا  لـقـتـلـنا ...  وسيحتالون  علينا  ليستمروا  في قتلنا  ونهب  خيرات  بلادنا ... فهل  الذين  قتلوا  250  ألف  جزائري  بدم  بارد  دون  أن يرف لهم  جفن  ؟   هؤلاء   لم  يكونوا  أبدا  بل هم  فرنسيون  عادوا  لقتل  الشعب  الجزائري  وعلى رأسهم  الجزار  خالد  نزار ... فهل  عليه  سحنة  الرجل  الجزائري ؟

أيها الشعب  الجزائري  لا تلهثوا  وراء  حثالات  نظام  بوتفليقة  لترحيلهم  لأنهم  سيرحلون  ليخلفهم  أمثالهم  من  طينتهم  لأن  الذين  سَيَسْتَنْسِخُونَهُم  لن  يستنسخوهم  منكم  أنتم  أيها  الشعب  الطيب  الذي  عاش  تحت  الاستعمار أكثر من  200  سنة ... بل سَيَسْتَنْسِخُونَهُم  من  بني  جلدتهم  ليحكموكم  قرونا  أخرى ،  فالحراك  يجب  أن  ينصبَّ علىجبهة واحدة  ووحيدة  وهي  اقتلاع النواة  الصلبة  للسلطة  الحاكمة  في  الجزائر  طيلة  57  سنة  وهي  مافيا  الجنرالات  التي  تحكم  من  وراء  حجاب.. وإلا  فَحِرَاكُ22  فبراير 2019 لن يكون  في  عرف  التاريخ  الذي لا يرحم أحدا  سوى زوبعة  في فنجان ....

 

 

سمير كرم  خاص  للجزائر تايمز