الطيور كائنات حية متواجدة بالطبيعة، تحلق في الفضاء حين تجوالها والبحث عن عيشها، اذ تعيش في أجزاء متفرقة من كوكب الارض، منها من يعيش في الارض ويحلق في الفضاء كسائر الطير، ومنها من يمشي على رجليه ولا يطير بجناحيه كالنعام، ومنها من يسبح في البحر ويستدفئ من البر كالبطارق .

والطيور أشكال مختلفة ومتنوعة باختلاف البيئة الطبيعية التي تتواجد منها، والأزمنة الفضائية التي تحلق فيها، منها من ينتشر من الارض والفضاء، نهارا، ويسكن أوكار أعشاشه ليلا، ومنها من يسعى للعيش من غروب الشمس الى طلعة الشفق صباحا، والطيور تغطي الارض والفضاء بين المناطق القطبية، والمناطق الاستوائية، والمناطق الرطبة، والمناطق المعتدلة، والمناطق الحارة، والمناطق الجافة، والمناطق الصحراوية، منها القارية، ومنها المهاجرة، ومنها المحلية، كل منها تتخذ شكل البيئة التي تعيش منها، والفضاء الزمني الذي تنتشر منه، كثيرة الجمالية والعدد من المناطق الاستوائية، مختلفة النوع من المناطق الرطبة والجافة، محدودة العدد من الساحل والمناطق القطبية .

منها العاشبة واللاحمة، التي تعيش في البر، ومنها اللاحمة التي تعيش في البحر، منها الأليفة، ومنها الفضائية المنعزلة، وقد تكون من عيشها في البر، وعلى البحر من أكثر الأنواع الحية نوعية من سطح الارض .

وعهد اكتشاف القارات عن طريق البحر، وطواف سيدنا نوح عليه السلام بالبرية من البحر، اتخذ من الطير من يأتيه بالأسماك من المياه البحرية، وأيضا الذي يأتيه بالأخبار من البرية .

وهكذا توالت الاكتشافات القارية والفضائية، من طواف نوح عليه السلام بالبحر حول البرية، الى نزول رواد الفضاء بعرض البحر ومن البر، خلال العودة من رحلتهم الفضائية .

ويومها عرف الانسان حين نزل نوح بسفينته الى البحر أن الارض تعلو عن سطح البحر وأيضا يوم صعوده منه الى البر، كما عرف رواد الفضاء، أن الفضاء عالي من الرؤية الى الأعلى، وأنه من القدمين أدنى، وأن للبحر مدار من المد والجزر، وللأرض مدار من اليوم والشهر، كما للفضاء فصل من البر والبحر .

ومن هذا الفضاء الذي يعمر الارض نجد أنواعا من الطيور منها من يطير في الفضاء البري، ويعرج حين يصل الى الفضاء البحري، ومنها من يسبح في البحر، ويرسو من شاطئ البر، ومنها من يمشي على قدميه لا يطير ولا يسبح بجناحيه .

ومن الفصيلين نخص صنفين مختلفين من الطير، التي تسبح من غير طير، والتي تمشي بالبر من غير سبح ولا طير .

طيور البطاريق القطبية :

تنسب طيور البطارق القطبية الى فصيلة  الطيور البيئية السباحة مع الأسماك من البحر، وهي طيور لاحمة تعيش في المياه القطبية الباردة، تسبح مع الاسماك في أعماق البحر، وتتغذى منه، وتتخذ من اليابسة مكانا للراحة والدفيء بأشعة الشمس، والتزاوج والتفريخ، تعيش في شكل تجمع استجمامي من الشاطئ، وهي كما تسبح في البحر، تمشي على رجليها بالشاطئ في البر .

وطيور البطريق وحيدة من البيئة الفضائية التي توجد منها، ناصعة البياض، شديدة السواد، تعيش من الفضاء البحري البارد المتجمد، وتنجب من وقت الدفيء بالفضاء البري، تتحمل قساوة المناخ القطبي، إذ تسبح في البحر حين يستعصي عليها الصمود في البر، وتنفصل عن الطير أنها لا تطير، تمشي ذات الجناحين البحريتين، قائمة القامة طليقة الرجلين .

وينحدر اسم طائر البطريق من الرتبة المهنية لرجل الدين، الذي يكون قد وصل بدعوته الى القطب الأوروبي، الذي عرفته البشرية عهد العلاقات بين أوروبا وآسيا وإفريقيا .

أما القطب الجنوبي فمن المحتمل معرفته من الوجهة القارية بعد اكتشاف القارة الأمريكية .

طيور النعام :

ينسب الى فصيلة الطيور البرية من اسم النعام : طائر لا يطير كبير الحجم وعلى قدميه يسير، يعيش في البرية، على النباتات والعوالق الارضية يمشي على قدميه ويركض برجليه، ذو جناحين منبسطتين يلوح بهما من الارض وينشر ظله عليها والتهوية الذاتية منهما حين الحر، لا يطير بهما كالطير، بل يعتز بهما حين السير، يرعى كالطيور الداجنة الأليفة، وإن كان يتواجد بعيدا عن الانسان بالطبيعة، من المناطق الغير المأهولة، أو الحدائق المحروسة .

يتحمل الحرارة الشمسية كالطيور من البراري الحارة، وعواصف الرياح الموسمية، ومن تحمله عوارض الطبيعة، عرف عند الانسان أنه ينحني برأسه أمام الرياح التي يقيس صيتها بمسامعه من الارضية، كي يخفف من قوتها بانحناءته .



محمد حسيكي