الفضائي، ابن روزاريو و عارض المتعة في عالم القدم، تعددت الألقاب و النجم واحد، ليونيل ميسي اللاعب الأرجنتيني الثلاثيني الذي نقش اسمه بسحره و أرقامه على قائمة أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.

يستقبل خيبة جديدة و يحظى بولاء مناصريه.

رغم تحقيق المنتخب الأرجنتيني المركز الثالث في منافسات بطولة كأس كوبا أميركا القاري منذ عدة أيام بقيادة ميسي، و رغم خروجه من نصف نهائي دوري الأبطال الموسم المنصرم مع ناديه برشلونة، إلا انه لا يزال في نظر مناصريه أفضل لاعب شهدته المستديرة مهما توالت عليه النكسات، و في الجهة المقابلة يرى مشجعي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو انه اللاعب الأول عالميا.

"ارحموا عزيز قوم ذل"

يتعرض ميسي منذ أيام للسخرية و الذم من خصومه عبر وسائل الإعلام، كما ينعت بعبارات قاسية مثل المتخاذل و الخائن مستغلين عدم قدرته على تحقيق الألقاب القارية، الأمر الذي أثار حفيظة مشجعي برشلونة و الأرجنتين الذين قاموا بدورهم بالرد على الإساءات التي يتعرض لها قائدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يختلف المشجعون، يتخاصمون و يتجادلون لكن يجمع جلهم على أنهم محظوظون ليعيشوا و يشهدوا فترة كروية نادرة بزغ فيها نجمان ساحران قارب بريقهما على التلاشي.

أيقونة برشلونة الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم 5 مرات، لم يغب سحره الكروي المعتاد هذا الموسم، حيث حصد محطم الأرقام جائزة الحذاء الذهبي الأوروبية السادسة له، التي تمنح لأكثر لاعب تسجيلا للأهداف في مختلف البطولات الأوروبية، كما و قدم في معظم مبارياته وجبات كروية دسمة أمتعت و أبهجت متابعي اللعبة.

لا يعلم من هم غير متابعين لكرة القدم سبب ذهول العديد من المشجعين بما يقدمه "البولجا"، الذي يجعل من اللعبة تبدو سهلة عكس واقعها الملحمي، حيث أصبحت بمفهومها العصري معقدة للغاية تستلزم عنصري، التمرين دون كلل و الهبة الفطرية من الله التي تظهر على الفريد ليو. حيث أصبحت الأكاديميات الكروية تتهافت بحثا عن الأطفال الموهوبين بعيون مكتشفي المواهب، الذين يتقاضون أجورا مرتفعة مقابل البحث عن مواهب يمكن البناء عليها ليصبح أصحابها نجوما في المستقبل القريب، قادرين على تحقيق الأهداف التجارية و مجاراة لعبة كرة القدم بشكلها الحديث.

ميسي و ما يقدمه من إعجاز كروي حير المحللين و النقاد لكن للعلم رأي أخر!

في العام 2016 أصدر العالمين ساجد الجعفري و صامويل سميث ورقة بحثية بعنوان

"هل بإمكان ميسي إبطاء الزمن؟"

نظرا لكون ميسي شخص خارق على حد تعبيرهما، بعد دراسة و مراقبة مكثفة أصاغ العالمان نظرية قائمة على سرعة توصيل الإشارات. وصلا إلى نتيجة مفادها بإسهاب أن دماغ ميسي يصدر الشارات الكهربائية لجهازه العصبي متبوعة لعضلاته بشكل أسرع مما يصدره دماغ الإنسان الطبيعي، و يعني ذلك أن لميسي المقدرة على التحرك و تدارك الموقف داخل الملعب بشكل أسرع من باقي اللاعبين ليصبح متفوقا على من يحاول قطع الكرة منه،كما له أفضلية اتخاذ القرارات التي تصب في الحفاظ على الكرة، بفضل هذه الميزة يصبح من الصعب توقع حركته المقبلة لأنه يسبق اللاعبين بخطوة على الدوام.

نلاحظ أن دوما ما تبدو تحركات ميسي نمطية و معروفة لدى المدافعين و سهلة التوقع، لكن لحظة مهاجمة ميسي للمدافع و مراوغته يجد المدافع نفسه عاجزا غير قادر على إيقافه قانونيا، على حين غفلة يجد أن البرغوث قد تخطى بنفس الأسلوب زملائه المدافعين من بعده و قام بالتسجيل في لحظات دراماتيكية تحبط معنوية الفريق اجمع.

و في رواية أخرى، قد يجد المدافع نفسه ملقى على الأرض بسبب عدم تناسق العضلات أثناء مجاراة حركة ميسي و الكرة الأمر الذي يؤدي لتعثر اللاعب، المشهد الذي حصل في اللقطة الشهيرة مع "جيروم بواتينغ" قلب دفاع نادي بايرن ميونخ الألماني، حيث تخطاه ميسي في لمح البصر و أحرز هدفا قاتل، مخلفا مادة سخرية جديدة اسمها بواتينغ تغنى بها الإعلام الاسباني.

جدير بالذكر أن لموهبة ميسي الفريدة قيمة مادية جعلت منه الرياضي الأعلى أجرا لعام 2019 ، فنقلا عن مجلة فوربس الأمريكية بلغ دخل ميسي السنوي 127 مليون دولار، متخطيا غريمه التقليدي كريستيانو رونالدو.

يكبر ميسي و تكبر معه أرقامه التي سيخلدها التاريخ.

احتفل الرمزبلوغه عامه ال32 حديثا، و مع قرب نهاية مسيرته الكروية تكثر التساؤلات ، متى سيتوج ليونيل بكأس دولي، وهل تكون الحلقة الأخيرة من كرة القدم ليلة اعتزال ميسي؟ أم تخبئ لنا الأيام نجما جديدا يضع بصمة في عالم الساحرة المستديرة و قلوب المشجعين.



حسام عواشرة