تعد مسألة تعدد الأدوار ووحدة الهدف من المسائل والأمور التي سار عليها أنبياء الله ورسله وجميع الأئمة والصالحين-عليهم الصلاة والسلام- وعلى مختلف الأزمنة ، فتجد الهدف هو الوصول إلى الله تعالى من خلال تحقيق التكامل الفكري والأخلاقي والعلمي وغيرها من التكاملات الأخرى ، للوصول إلى مجتمعات مؤمنة متطورة آمنة متفاعلة متعاونة فيما بينها ، أما الأدوار فتجدها متعددة وحسب فكر القيادة وما يتناسب مع المرحلة التي يعيش فيها ، كما وتختلف طريقة الأسلوب التي تحتاج لمواجهة تلك المشاكل والتحديات والصعوبات التي تعصف بالمجتمع ، فتجد الإمام الحسن-عليه السلام- مثلا قد سايس معاوية ، بينما تجد الإمام الحسين-عليه السلام- قد ثار على يزيد ، مع العلم أن العدو واحد ولكن الأدوار اختلفت ، لذا لايحق لنا أن نعارض وأن نقف بوجه الأسلوب أو الطريقة التي يتخذها القائد ، ولايحق لنا أن نتمسك بإسلوب دون آخر ، أو نتمسك بقيادة دون أخرى ، فمن آمن بسياسة الحسن عليه أن يؤمن بقيام الحسين-عليهما السلام- ولايحق الوقوف على أحدهما فالطريق لابد أن يستمر في الإمامة والأعلمية لحين الوصول إلى الإمامة الخاتمة ، ومن هنا تجد أن من يطلع على منهج الشهيدين الصدرين وسماحة السيد الصرخي الحسني ، تجد ذلك التعدد في الأدوار ووحدة الهدف ، فقد كان الهدف هو تحقيق التكامل للفرد والمجتمع وتهيئة القاعدة المؤمنة لنصرة الإمام المهدي المنتظر-عجل الله تعالى فرجه- ، من خلال التوعية الفكرية والتربية الأخلاقية واتباع الإسلوب العلمي في معرفة الحق من الباطل وتمييز القيادة الحقيقية من الباطلة ، فبالدليل يعرف الإمام ، حيث يقول الإمام الصادق-عليه السلام- حينما سؤل عن كيفية معرفة الإمام عند ظهوره قال :  ( وتعرفه بالحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد ويكون عنده سلاح رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-  ) ، إذن فهو يملك الدليل ويطالب بالدليل ، كما وجعلوا من المناظرة في منهج الصدرين ومنهج الصرخي الحسني دليلا منفردًا في معرفة بواطن المتصدين وكشف علومهم ، وهي أيضًا من أدلة الإمام والتي سوف يطالب من خلالها بأحقيته ، فكما جاء في الروايات بأن الإمام بعد أن يرفض ويحارب ويمنع من أحقيته في القيادة من قبل أئمة الضلالة ، فإنه سوف يسند ظهره إلى الكعبة وينادي ويقول  ( من حاجني في الله فأنا أولى الناس في الله ..ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ...إلى نهاية المحاججة المعروفة  ) ، وقد وضع الشهيد الصدر الثاني ضابطة يمكن من خلالها معرفة واتباع القيادة الحقيقية في المجتمع ، حيث جعل من علوم أبي جعفر في الأصول وهي أصول معمقة ومتينة وطريق سليم للحفاظ على سلامة الشريعة من الزيغ والانحراف ، حيث قال-قدس سره- في لقاء مسجل عنوانه  ( حقائق المرجعية  ) :  ( الذي ليس له أصول اعزلوه والذي لم يدرس مطالب وأصول أبي جعفر ليس له مرجعية وليس أن يدّعي المرجعية  ) . وقال أيضًا  (إن كل مجتهد لا يتيسر له أن يفهم تلك المطالب والخصائص حق فهمها, ولم يكن مسبوقا بها لأي مانع من الموانع فلا يحتمل أن يكون هو الأعلم سواء كان من الأحياء أو الأموات أو في أي بلاد الشيعة كان..وينبغي أن نكسر سنان القلم  ) ، وقد أشار سماحته من خلال تلك الإشارات وغيرها إلى الأعلم من بعده بعد أن عزل نصف الحوزة أو ثلاثة أرباعها بقانون مطالب أبي جعفر وفهمها ، كما وأشار إلى أنه قد ربى البديل المماثل من بعده من طلبته ليس مجتهد فحسب بل أعلم وأوجب الرجوع إليه قيادة وتقليدًا ، كما وأشار إلى اتباع الناطق من بعده حيث قال في خطبة الجمعة  ( 27  ) :  ( اتبعوا الناطق من بعدي وإن كان يخالفني في بعض الأمور أو جلها ولا بأس فإن هي التي تبادر بالالتفاف حول مرجعية المرجع الجديد  ) ، وهاهو سماحة السيد الصرخي الحسني ينادي ومنذ استشهاد السيد الشهيد الصدر الثاني إلى اليوم بأرجحيته وأعلميته بالفقه والأصول بالإضافة إلى مايملكه من بحوث في العقائد والتفسير والفلسفة والأخلاق وغيرها من المؤلفات ، وكتابه الفكر المتين في الأصول دليل على أعلميته وتحدى الجميع وأعطى المقابل فرصة إيجاد الضعف أو الركاكة في مبانيه لكي يسلم له الأمر فقال  ( كتاب الفكر المتين دليل على أعلميتي فمن وجد فيه إشكال أو ركاكة فأنا ومن يقلدني نتبعه  ) ، وهذا دليل على القوة والمتانة والسيطرة على المطالب الموجودة في هذا الكتاب وبجمع أجزاءه ، لذلك يحق لسماحته أن ينادي ويقول : نحنُ أبناءُ الصدرِ وأتباعُهُ .... نحن منهجُ الصدرِ ووعدُهُ وميثاقُهُ ...... نحن علمُ الصدر وأفكارُهُ ....... نحن دليلُ الصدرِ وبرهانُهُ وآثارُهُ ...... نحن الصدرُ أسمُهُ جسدُهُ وعنوانُهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقُهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقهُ ....... حتى لقاءِ الإلهِ وجنتهِ ورضوانهِ والسلام على الصدر الشهيد يومَ ولادتهِ واستشهاده . 
 سليم العكيلي
تعد مسألة تعدد الأدوار ووحدة الهدف من المسائل والأمور التي سار عليها أنبياء الله ورسله وجميع الأئمة والصالحين-عليهم الصلاة والسلام- وعلى مختلف الأزمنة ، فتجد الهدف هو الوصول إلى الله تعالى من خلال تحقيق التكامل الفكري والأخلاقي والعلمي وغيرها من التكاملات الأخرى ، للوصول إلى مجتمعات مؤمنة متطورة آمنة متفاعلة متعاونة فيما بينها ، أما الأدوار فتجدها متعددة وحسب فكر القيادة وما يتناسب مع المرحلة التي يعيش فيها ، كما وتختلف طريقة الأسلوب التي تحتاج لمواجهة تلك المشاكل والتحديات والصعوبات التي تعصف بالمجتمع ، فتجد الإمام الحسن-عليه السلام- مثلا قد سايس معاوية ، بينما تجد الإمام الحسين-عليه السلام- قد ثار على يزيد ، مع العلم أن العدو واحد ولكن الأدوار اختلفت ، لذا لايحق لنا أن نعارض وأن نقف بوجه الأسلوب أو الطريقة التي يتخذها القائد ، ولايحق لنا أن نتمسك بإسلوب دون آخر ، أو نتمسك بقيادة دون أخرى ، فمن آمن بسياسة الحسن عليه أن يؤمن بقيام الحسين-عليهما السلام- ولايحق الوقوف على أحدهما فالطريق لابد أن يستمر في الإمامة والأعلمية لحين الوصول إلى الإمامة الخاتمة ، ومن هنا تجد أن من يطلع على منهج الشهيدين الصدرين وسماحة السيد الصرخي الحسني ، تجد ذلك التعدد في الأدوار ووحدة الهدف ، فقد كان الهدف هو تحقيق التكامل للفرد والمجتمع وتهيئة القاعدة المؤمنة لنصرة الإمام المهدي المنتظر-عجل الله تعالى فرجه- ، من خلال التوعية الفكرية والتربية الأخلاقية واتباع الإسلوب العلمي في معرفة الحق من الباطل وتمييز القيادة الحقيقية من الباطلة ، فبالدليل يعرف الإمام ، حيث يقول الإمام الصادق-عليه السلام- حينما سؤل عن كيفية معرفة الإمام عند ظهوره قال :  ( وتعرفه بالحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد ويكون عنده سلاح رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-  ) ، إذن فهو يملك الدليل ويطالب بالدليل ، كما وجعلوا من المناظرة في منهج الصدرين ومنهج الصرخي الحسني دليلا منفردًا في معرفة بواطن المتصدين وكشف علومهم ، وهي أيضًا من أدلة الإمام والتي سوف يطالب من خلالها بأحقيته ، فكما جاء في الروايات بأن الإمام بعد أن يرفض ويحارب ويمنع من أحقيته في القيادة من قبل أئمة الضلالة ، فإنه سوف يسند ظهره إلى الكعبة وينادي ويقول  ( من حاجني في الله فأنا أولى الناس في الله ..ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ...إلى نهاية المحاججة المعروفة  ) ، وقد وضع الشهيد الصدر الثاني ضابطة يمكن من خلالها معرفة واتباع القيادة الحقيقية في المجتمع ، حيث جعل من علوم أبي جعفر في الأصول وهي أصول معمقة ومتينة وطريق سليم للحفاظ على سلامة الشريعة من الزيغ والانحراف ، حيث قال-قدس سره- في لقاء مسجل عنوانه  ( حقائق المرجعية  ) :  ( الذي ليس له أصول اعزلوه والذي لم يدرس مطالب وأصول أبي جعفر ليس له مرجعية وليس أن يدّعي المرجعية  ) . وقال أيضًا  (إن كل مجتهد لا يتيسر له أن يفهم تلك المطالب والخصائص حق فهمها, ولم يكن مسبوقا بها لأي مانع من الموانع فلا يحتمل أن يكون هو الأعلم سواء كان من الأحياء أو الأموات أو في أي بلاد الشيعة كان..وينبغي أن نكسر سنان القلم  ) ، وقد أشار سماحته من خلال تلك الإشارات وغيرها إلى الأعلم من بعده بعد أن عزل نصف الحوزة أو ثلاثة أرباعها بقانون مطالب أبي جعفر وفهمها ، كما وأشار إلى أنه قد ربى البديل المماثل من بعده من طلبته ليس مجتهد فحسب بل أعلم وأوجب الرجوع إليه قيادة وتقليدًا ، كما وأشار إلى اتباع الناطق من بعده حيث قال في خطبة الجمعة  ( 27  ) :  ( اتبعوا الناطق من بعدي وإن كان يخالفني في بعض الأمور أو جلها ولا بأس فإن هي التي تبادر بالالتفاف حول مرجعية المرجع الجديد  ) ، وهاهو سماحة السيد الصرخي الحسني ينادي ومنذ استشهاد السيد الشهيد الصدر الثاني إلى اليوم بأرجحيته وأعلميته بالفقه والأصول بالإضافة إلى مايملكه من بحوث في العقائد والتفسير والفلسفة والأخلاق وغيرها من المؤلفات ، وكتابه الفكر المتين في الأصول دليل على أعلميته وتحدى الجميع وأعطى المقابل فرصة إيجاد الضعف أو الركاكة في مبانيه لكي يسلم له الأمر فقال  ( كتاب الفكر المتين دليل على أعلميتي فمن وجد فيه إشكال أو ركاكة فأنا ومن يقلدني نتبعه  ) ، وهذا دليل على القوة والمتانة والسيطرة على المطالب الموجودة في هذا الكتاب وبجمع أجزاءه ، لذلك يحق لسماحته أن ينادي ويقول : نحنُ أبناءُ الصدرِ وأتباعُهُ .... نحن منهجُ الصدرِ ووعدُهُ وميثاقُهُ ...... نحن علمُ الصدر وأفكارُهُ ....... نحن دليلُ الصدرِ وبرهانُهُ وآثارُهُ ...... نحن الصدرُ أسمُهُ جسدُهُ وعنوانُهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقُهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقهُ ....... نحن الصدرُ وأخلاقهُ ....... حتى لقاءِ الإلهِ وجنتهِ ورضوانهِ والسلام على الصدر الشهيد يومَ ولادتهِ واستشهاده . 


 سليم العكيلي