كرة القدم المغربية في الميزان

سنقارب هذا الموضوع، ليس من موقع الخبراء والمختصين، ولا من باب "إيلا طاحت البقرة كيكترو الجْناوا"، ولكن من جوانب مباشرة، حيوية وإحصائية، دون أن نغفل ملاحظات ميدانية لها وقعها على أداء اللاعبين، سواء كنخبة وطنية أو ناد من الأندية.

لقد تتبعت الجماهير المغربية، بحسرة عميقة، أولا مباراة نادي الوداد البيضاوي أمام نادي فريق الترجي التونسي، والأحداث الجسام التي تخللتها وتداعياتها التي لم تنته بعد، وما آل إليه التحكيم الإفريقي. ثانيا أداء المنتخب الوطني في المباريات التي خاضها برسم كأس إفريقيا للأمم CAN 2019.

بعض المطبات التي استهدفت الفريق الوطني

تأتي على رأسها البرمجة الزمنية المغرضة المعتمدة من قبل اللجنة الإفريقية CAN، إذ برمجت توقيت المباريات التي خاضها المغرب في زمن الحر (32 درجة فما فوق)، بينما لوحظ توقيت فريق مصر البلد المنظم في درجة حرارية أقل من 26، وهو ما خلف وقعا سيئا على أداء اللاعبين المغاربة، وتسبب لهم في انخفاض عطائهم وتحركهم وتحكمهم في الكرة وضبط تمريراتهم.

وإذا اعتمدنا إحصائيات أداء الفريق الوطني، كما رصدتها كاميرات قناة "بي إن سبورتس"beIN sports أمكن القول، من خلال ثلاث أو أربع مباريات نازل فيها المغرب خصومه الأفارقة، أن امتلاكه الكرة وسط الميدان يصل أحيانا 67 بالمائة، لكن بدون جدوى.

وفيما يلي أبرز الهفوات التي صاحبت أداء النخبة الوطنية:

* تمريرات عشوائية 30 بالمائة،

* عدم التحكم في الكرات الأرضية والرأسية بنسبة 70 بالمائة،

* غياب خلق عمليات التهديف والتسجيل،

* التركيز فقط على اللعب الدفاعي،

* أنانية وسط لاعبين مشبعة بالغرور والاستخفاف بالخصم،

* التركيز في التمريرات على لاعب أو لاعبين، مما أفقدهم الانسجام واللعب الجماعي،

* اصطدامات بين لاعبين مغربيين أو أكثر، مما يشير إلى اللعب باندفاعية زائدة في غياب خطة وتكتيك محكمين.

انتقاء عشوائي للاعبين

هناك لاعبون بأعمار متقدمة، حتى وإن كانت لهم خبرة على الصعيدين الدولي والقاري، إذ كان على الناخب الوطني انتقاء اللاعبين وفق دراسة معمقة تأخذ في الحسبان:

* الدفاع باستماتة عن القميص الوطني،

* اللعب الجماعي دون أنانية،

* احترام تعليمات المدرب،

* التحلي بأخلاق رياضية مشرفة.

وأخيرا كم كانت فاتورة هذه النكسة الكروية؟!

قد نتحدث عن مليارات السنتيمات التي تم إهدارها في الكان على مدى بضعة أيام بين مصاريف.. ومصاريف.. ومصاريف.. لقاء حصد هذه الهزيمة النكراء التي اهتز لها الجميع واستنكرها، بمن فيهم خصوم المغرب! لكن يبقى التساؤل قائما إلى متى سيبقى المسؤولون والقيمون على شؤون الرياضة، سيما وزارة الشباب والرياضة، والجامعة المغربية لكرة القدم TRMF، يكتفون، عقب كل نكسة رياضية، باجترار مرارة الهزيمة، دون العمل على استثمارها على شكل عقد موائد مستديرة، بحضور خبراء في الرياضة وأصحاب الرأي لتدارس الأوضاع الرياضية المغربية، وسبل القطع مع النكسات والإخفاقات التي لازمت أداءنا مدة طويلة، والتفكير الممنهج في البحث عن المدربين الأكفاء من داخل الوطن بدلا من استقدامهم من الخارج بامتيازات خرافية.


 

عبد اللطيف مجدوب