أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن بإمكان المغرب أن يكون “شريكا قويا” لكولومبيا في إفريقيا وفي العالم العربي.


وشدد السيد بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات مع نظيره الكولومبي السيد كارلوس هولميس تروخييو، على أن المملكة “تعول على كولومبيا كشريك موثوق به في أمريكا اللاتينية”.


ويقوم السيد تروخييو بزيارة عمل إلى المغرب حاملا رسالة من الرئيس الكولومبي، السيد إيفان دوكي، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.


وأشار السيد بوريطة إلى أن “المغرب يدعم المبادرات والتدابير التي اتخذها رئيس كولومبيا، إيفان دوكي، في إطار تفعيل اتفاقات السلام ووفق منطق السلم والشرعية”.


وأضاف “اغتنمنا أيضا هذه الفرصة للتعبير عن دعم المغرب للمبادرات الرامية إلى تحقيق الاستقرار التي يقودها الرئيس إيفان دوكي في كولومبيا”.


وأشاد السيد بوريطة بزيارة رئيس الدبلوماسية الكولومبية، الأولى من نوعها إلى القارة الإفريقية، والتي تكتسي أهمية خاصة على اعتبار أنها “تندرج في إطار تخليد الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية” بين البلدين.


وتابع السيد بوريطة أن المباحثات تطرقت إلى مختلف المبادرات “التي سنباشرها طيلة السنة من أجل تخليد هذا الحدث”، فضلا عن “أهمية إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية، وتنشيط مختلف آليات هذه العلاقات”.


وأكد الوزير أنه تم الاتفاق، في هذا الإطار، على عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة في المستقبل القريب.


كما اتفق الجانبان على “إعادة إطلاق الحوار السياسي بعقد دورة جديدة لآلية الحوار السياسي الثنائي، التي لم تنعقد منذ 2015” إلى جانب “تنشيط مجموعة العمل الثقافي المنصوص عليها في الاتفاقات المبرمة بين البلدين”.


وأكد الوزير أن “هذه المقومات ستسهم في إرساء علاقة خاصة ومتينة قائمة على حوار سياسي بناء وصداقة راسخة وشراكة موثوق بها”.


وأوضح السيد بوريطة أن هذه المباحثات أتاحت للمغرب مناسبة للتعبير عن امتنانه لكولومبيا “على موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي عبرت عنه الحكومة وعبر عنه أيضا الكونغرس الكولومبي مؤخرا من خلال عدد من ملتمسات الدعم للمغرب حول هذه القضية”، مضيفا أن الطرفين تطرقا أيضا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية.


ولفت الوزير إلى أن الطرفين اتفقا أيضا على تنسيق المبادرات في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة والإرهاب والجريمة العابرة للحدود الوطنية، والتصدي للتغيرات المناخية.


وقال السيد بوريطة بهذا الخصوص إن المغرب وكولومبيا سيتشاوران وينسقان مبادراتهما على الصعيدين الدولي ومتعدد الأطراف بشأن هذه القضايا.


وخلص الوزير إلى القول إن المغرب وكولومبيا “يتقاسمان نفس الرؤى حول عدد من القضايا، وأعتقد أن النتائج والقرارات التي اتخذناها اليوم ستضفي زخما أكبر على هذه العلاقة”، مضيفا أن الجانبين اشتغلا من أجل اتخاذ مبادرات وتدابير أخرى مستقبلا في هذا الإطار، على أساس التشاور المتبادل.