أصدرت النيابة العامة المصرية بيانا عن تفاصيل وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط، عن عمر يناهز 68 عاما.

وجاء في بيان أصدرته النيابة ونقلته وكالة "سبوتنيك"، أنها تلقت إخطارا بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة المحاكمة في القضية رقم 56458 لسنة 2013 جنايات أول مدينة نصر.

وأشارت إلى أنه "أثناء المحاكمة وعقب انتهاء دفاع المتهمين الثاني والثالث من المرافعة، طلب المتوفي الحديث فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة".

وأضاف البيان أنه "أثناء وجود المتهم محمد مرسي العياط وباقي المتهمين بداخل القفص سقط أرضا مغشيا عليه حيث تم نقله فورا للمستشفى وتبين وفاته".

ولفتت النيابة في بيانها إلى أنه قد "أشار التقرير الطبي المبدئي بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليه وجد أنه لا ضغط ولا نبض ولا حركات تنفسية وحدقتا العينيين متسعتان غير مستجيبتان للضوء والمؤثرات الخارجية، وقد حضر للمستشفى متوفيا في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء (بتوقيت القاهرة) وقد تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة لجثمان المتوفي".

وفي وقت سابق أعلن التلفزيون الرسمي المصري اليوم الاثنين وفاة الرئيس السابق محمد مرسي في محكمة كانت تنظر قضية متهم فيها بالتخابر، مضيفا أن مرسي أصيب بالإغماء وتوفي بعد رفع الجلسة وتم نقل جثمانه إلى المستشفى، وقبل ذاك طلب الرئيس السابق الكلمة خلال الجلسة وسمحت له المحكمة بذلك.

وأمضى مرسي عاما واحدا في حكم مصر وأعلن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع عزله في الثالث من يوليوز عام 2013 وسط احتجاجات حاشدة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، وبعد عزله ألقي القبض على أغلب قيادات الجماعة وآلاف من أعضائها ومؤيديها وقدموا للمحاكمة.

ومثل مرسي وهو أستاذ جامعي يقضي أحكاما نهائية بالسجن مدتها نحو 48 عاما، أمام المحكمة اليوم مرتديا ملابس السجن الزرقاء التي يرتديها المحكوم عليهم بالسجن.

وقال المحامي عبد المنعم عبد المقصود الموكل عن مرسى لرويترز "نحن الآن أمام مستشفى السجن لانتظار تسلم الجثمان لدفنه في الشرقية" مشيرا إلى مسقط رأس الرئيس الراحل.

وأضاف "الرئيس مرسي منذ فترة وهو مريض وتقدمنا كثيرا بطلبات لعلاجه بعضها تم الاستجابة له وبعضها لا".

ولد محمد مرسي عيسى العياط في غشت 1951 لعائلة مصرية بسيطة بقرية العدوة في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم ماجستير في هندسة الفلزات من نفس الجامعة عام 1978 كما حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982.

كما عمل أستاذا ورئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من عام 1985 وحتى عام 2010.

ولمرسي خبرة برلمانية إذ ترأس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب في الدورة البرلمانية من 2000 إلى 2005 لكنه خسر في انتخابات 2005 التي شابتها اتهامات بالتزوير.

وتعرض مرسي، شأنه شأن كثير من المعارضين، للاعتقال أكثر من مرة.

واعتقل صبيحة يوم 18 مايو 2006 مع عدد كبير من أعضاء الإخوان من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة أثناء تضامنهم مع قضاة يطالبون باستقلال القضاء ليقضي سبعة أشهر وراء القضبان.

كما اعتقل صباح يوم "جمعة الغضب" 28 يناير عام 2011 بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق حسني مبارك ضمن عدد من قيادات المعارضة لمنعهم من المشاركة في احتجاجات ذلك اليوم ولم يمكث في السجن سوى أيام.