على من تكذب  يا  وزير  تونس الأول ،  تونس التي  كانت  خضراء   وأصبحت   كخضراء الدمن  التي  قال  عنها  نبينا  محمد  صلى الله عليه  وسلم  : "  إياكم  وخضراء  الدمن قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال:” المرأة الحَسناء في المنبِت السوء” ؟  ....  على  من  تكذب  وتدعي  يا  وزير  أول  بلاد  تونس  المدعو  " الشاهد "  بأن  تونس بلاد  الأمن والأمان والراحة والاطمئنان ؟  فقد  حشرتَ  نفسك في   قضية  كروية  هي  أصلا   للصبيان  وحشرتَ  نفسك   مع   الصبيان  فصرتَ  أتفه  من  الصبيان ...

لقد  كنتم  جميعا  في  تونس  تعتقدون  أن  الوفد  المغربي  في  اجتماع  باريس  لفض  نزاع  الصبيان  أو  الذين  حشروا  أنفسهم  مع  الصبيان  وخاصة من التونسيين  المتعصبين  للعبة  الصبيان  التي  تفقدهم  عقولهم  كما  مَـرَّ  علينا  مثل  ذلك  في الجزائر  وكم  عانينا  منه  حتى  كدنا  ندخل  حربا مع  مصر  الشقيقة  بسبب  لعبة  للصبيان  المراهقين الطائشين ،  كنتم  تعتقدون  أن  الوفد   المغربي  سيركز  أمام  لجنة ( الكاف)  في   باريس على غياب  تقنية  الفار أو  القط !!!  لكن  الوفد  المغربي   ترككم  مشدوهين  فاغري  الأفواه   حينما  طعنكم   في  الصميم  وفاجأكم  بتفجير  فضيجة   كنتم  ولا تزالون  تتسترون  عليها  بل  تنفقون  عليها  الأموال وهي "  انعدام  الأمن  في  الملعب " بل  وانعدامه  في  البلاد  كلها  ، فأنتم تتسترون  على  المفضوح  أصلا  خوفا  على  ضرب  سياحتكم  في  مقتل  ،  وقد  فعلها  الترجي  وليس  غيره  وزكيتم  يا معالي  الوزير  طيش  صبيانكم  ومراهقيكم  ...

لا يزال  كثير من المتنطعين  يتبجحون  بثورة  (  الياسمين )  في  تونس  عام 2011  ،  لكن  من  زار  تونس  إلى الأمس  القريب   بعد ذلك  رأى  العجعب  العجاب ...رأى  تونس  البؤس  والكآبة   والرعب  والترهيب  شئتَ  أم  أبيت  يا " شاهد " الزور ... 

أولا : بين  أزهار الياسمين  وأزهار ( الـجِـيَـفِ )  كريهة الرائحة  :

لا  مجال  للحديث  عن  أزهار  الياسمين  ورائحتها  الزكية  ،  لكننا  سنتحدث  وبحقائق علمية عن زهور كريهة الرائحة  والتي  تسمى  زهور  الجثث ، أو زهرة  ( الجيفة )  وهي  زهرة  ضخمة  ، وقد  تسمى زهرة الجثة،  واسمها  العلمي  زهرة تيتان اللوف، هو الاسم الذي تُعرف به الزهرة التي  تفوح  من  بعيد  بأسوأ رائحة  كريهة في الدنيا ! وهي من فصيلة النباتات القلقاسية ويُمكن أن تجدها في عمق غابات سومطرة المطيرة في إندونيسيا. إضافة لرائحتها النتنة،  فهي  طويلة  وقد يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار. فعند اقترابك من  هذه  الزهرة، لا يجذبك إليها حجمها الضخم، إنما رائحتها النتنة التي تُشبه رائحة الجثث المتعفنة ... وهناك زهرة أخرى كريهة الرائحة  تسمى   Raffllesia arnolddii ))  التي  تعد أضخم من زهرة  تيتان اللوف السابقة الذكر ، وهي أضخم زهرة في البيئة على الإطلاق ، وتسمى  أيضا  بزهرة ( الجِـيَـفِ ) فرائحتها  الكريهة  تجذب  الحشرات  والهوام التي  تعشق  الروائح الكريهة  من بعيد  ...

في  عام  2011   لم  تقم   في  تونس  " بثورة  الياسمين "  حاشى  لله  أن تكون  ثورة  للياسمين  بل  هي  ثورة  "  أزهار  الـجِـيَـفِ  "  التي  تنبعث منها  روائح   الـجِـيَـفِ الكريهة الرائحة ،  فهي  ثورة  الفوضى والتسيب  السياسي و الأمني  والاجتماعي  والاقتصادي  والأخلاقي  والحقوقي  .... فالتسامي  عن  السفاسف  هو  أول  سمة  من  شيم  الثوار  الحقيقيين  الذين  لهم  مبادئ   يؤمنون  بها ،  مبادئ   منبثقة   من المُثل العليا  للبشر  عبر التاريخ  ،  وليس  مخلوقات  صبيانية  نَـزِقَةٌ  طائشة  وجدت  نفسها  في  بيئة  لا  ضوابط  لها  ،  فهي   فوضى x فوضى + جماعة  انتهازية  من   المنافقين  الجهلة  بدينهم  ودنياهم  من الذين  ركبوا  موجة  حزبٍ  مُـلَـفَّـقٍ   عمره  سبع  سنوات  فقط   يسمى  حزب ( نداء تونس ) ...أي نداء  الشعب  التونسي  إلى  المساهمة  في خراب  تونس ، واسألوا من زار  تونس  ويعرفها  قبل  2011  وكيف  وجدها اليوم  ، وجد  فيها  اليوم   حزبا  ينادي  أصحابُهُ  الشعبَ  التونسي  إلى الخراب  الحتمي ، إنه  الحزب  الذي  جمع  حثالات  الشعب  التونسي  التي  ارتدت  عن  مبادئ  ما  كان  يسمى ثورة  (  الياسمين )  الأم  ومن الذين  خافوا  أن  يذهب  عنهم   نمط  العيش  الذي  عاشوه  منذ  زمن  بورقيبة  الذي  غَرَّبَهُمْ  أي  أراد  أن  يقتلع  جذورهم  العربية  الأمازيغية  الإسلامية  ويجعلهم  قطعة  من  غرب  أوروبا  عمدا  وبالقوة  القاهرة   وهو الذي  اشتهر  عنه  أنه  كان  يتعمد  أن  ينقل  التلفزيون  التونسي  عمدا  صوره  مباشرة  وهو  يتناول  وجبة   الغداء  أثناء  شهر  رمضان  ،  من  ينكر  من  التوانسة  ذلك  وكذلك  من  أي  فرد  من  شعوب  المنطقة  المغاربية  ....

وبعد  ثورة  أزهار  (  الجيف )  لم  يبق  في  تونس  اليوم  سوى  الانتهازي  والفوضوي  والمتملق  والمتسلق  والماكر  والفاسق  والعاصي  والدنيء   والخبيث  والحاقد  بالمجان ....

ثانيا : تونس  المسلمة !!!!!

أين  حزب  النهضة التونسي  بقيادة  راشد الغنوشي  الرجل  المسلم  والمفكر الإسلامي التونسي ؟  هل  لحقته  اللعنة  العالمية  التي  تلاحق الإخوان المسلمين  ؟  كيف للشعب التونسي أن يفرط  في  هذا الحزب  ويترك  الهاموش  يدخل  بينه  وبين  أصالته ؟

إن الذي  يزور  تونس اليوم  يؤكد  أنها  في  أسوإ  حالاتها  منذ  الاستقلال  : فوضى عارمة ،  وأحقر  الناس  في تونس   اليوم  هو الإنسان  المُتدين ،  هل  تعلمون  أن  من  يريد  دخول  المسجد  للصلاة   في  تونس  يخاف  من  المجتمع   التونسي الذي  رباه  الحبيب  بورقيبة  على  احتقار الدين الإسلامي  والدين  عموما  ؟  وما  على الراغب  في  ارتياد  المسجد   في  تونس  الآن   إلا  أن  يتسلل  كاللص  إلى المسجد  وهو  يُخْفِي  عباءة  الصلاة   تحت  ملابسه  أو في  كيس  غامق  حتى  لا يراها  أحد  وهو  داخل   بها  إلى المسجد ،  يحدث هذا   في  تونس  السوداء  التي  يعتقد   المسلمون  في  العالم  أنها  دولة  محسوبة على المسلمين ،  ويحكي  التوانسة  المقيمون   مثلا في  فرنسا  أنهم   أكثر  تحررا  هناك في  أداء  شعائرهم   الإسلامية  منهم   حينما  يكونون  في بلدهم   تونس  المحسوبة  على الدول المسلمة !!!!  أين  الحرية  يا  قايد  السبسي  ويا  شاهد  الفساد والخراب  ينمو  في  تونس ؟

 هذا  من  جهة  ومن   جهة  أخرى  معروف  لدى القاصي  والداني  أن شعب  تونس  أغلبيته  الساحقة   لا  صوم  رمضان  وهو  أمر  عادي  جدا  منذ  زمن  بورقييبة  إلى اليوم   ، وشواطؤها  في  الصيف  ممتلئة  في  رمضان  وكأنه  لا  وجود  لشهر المغفرة  والتواب ،  ومرة  شاهدتُ  بنفسي  -  بعد  الثورة  طبعا -  برنامجا   تلفزيونيا  أذاعته  قناة  الجنوبية التونسية  أثناء  أحد  شهور  رمضان  كان  في  عز  الصيف ،   وقد  نزل  صاحب  البرنامج  إلى  الشاطئ  لينقل  لنا  رمضان  تونس  من  الشاطئ  في  عز  الصيف   والناس  عرايا  في  شط  البحر  بمدينة  تونس  وهم  يأكلون  ويشربون  وقد  انتشرت  ( أكشاك  بيع  المأكولات  الجاهزة  والمشروبات  المثلجة  )  وكأنه   لا وجود  لشهرٍ ( هو  ركن  من أركان  الإسلام )  وهو  صيام  شهر رمضان ،  والغريب  أن  كل  الاستجوابات  التي أجراها  مُعِدُّ  البرنامج  مع  مرتادي  هذا  الشاطئ  كانوا  يستهزئون  بصاحب  البرنامج  حينما  يسأل  أحدهم :  هل أنت  صائم  ؟  فيرد  عليه  باستهزاء : ولماذا  أصوم  ؟  من  أراد أن  يجوع  فهو حر  أما  أنا  فلا  أجوع !!!  ومن  أغرب  ما  شاهدته  في  ذلك البرنامج  أن  صاحبه  وجد  أحدهم  جالسا  بثيابه  يتمتع  بمناظر  المصطافين  ( طبعا  بينهم  نساء )  فسأله  هل أنت  صائم  ؟   فقال  له  :  نعم  أنا  صائم  وجئت  أقضي  وقتي  هنا  حتى  لا أشعر  بوطأة  الصيام  علي ،  واستغرب  صاحب  البرنامج  ، واستمر  صاحب  البرنامج   يطوف  على  أكبر  مسافة  بهذا  الشاطئ  المليء  بِأَكَـلَةِ  رمضان ، وأنهى  برنامجه  بإحدى  العجائب ، إذ  أنه  وهو  يستعد  لإنهاء   برنامجه  عائدا  إلى  حال  سبيله  يلتقي  بالرجل   الذي  كان  جالسا  بثيابه  يتمتع  بمناظر  المصطافين  و الذي سأله  هل  هو  صائم  فقال  له  :  نعم  أنا  صائم  ،  قلت  وجد  هذا  الرجل  الذي  كان  صائما  ممسكا  زجاجة  ماء  كبيرة  يروي  بها  عطشه  -  طبعا  قبل  أذان   المغرب  وفي  عز  وسط  النهار  - فسأله  هل  أفطرتَ  يا هذا ؟  ، فرد  عليه  بكل  وقاحة   : لقد  عطشت  ولم  أستطع  أن  أتحمل  العطش  وأن  أكمل  اليوم   صائما  وأنا  أكاد  أموت  من  العطش ، وأي  شيء  في  ذلك ؟  السؤال  هو :  لماذا  نحتسب  تونس  بلدا  مسلما  ؟  وكيف  يستطيع  حزب  النهضة  الإسلامي  أن  يُطَوِّع  قوما  عاشوا  عشرات  السنين  وهم  لا دين  لهم  ولا ملة  (  طبعا  هناك الاستثناء  لكنه  قليل  جدا  في  تونس  وخاصة  في البوادي   النائية  )  ففي  تونس  ترى  مناظر  لا يمكن  أبدا  أن تراها  في  بلد  من  البلدان  المغاربية  وخاصة  في  شهر  رمضان  ، لايمكن  أن  تجد   تلك  الوقاحة  الشيطانية  ضد  المصلين  والصائمين  في  الجزائر أبدا  ولا في  المغرب  أبدا  ولا في  ليبيا  أبدا  ولا في  موريتانيا  أبدا ... تجدها  فقط  في  تونس  السوداء التي  ظننا  أنها  بثورة  2011  ستكون  قدوة  لثوار  المنطقة المغاربية .

ثالثا : تونس  بعد ثورة ( أزهار الجيف ) الكريهة الرائحة التي لا علاقة لها  بالياسمين؟

لن أزيد  من عندي  شيئا  وسأكتفي  بنقل  ما قيل  عنها  من طرف  الاختصاصيين وبعض التوانسة :

1) وفقا لوزير المالية  التونسي الأسبق، حسين الدّيماسي، فإن “كل المؤشرات تظهر أن الوضع الاقتصاد ساء مقارنة بالسنوات الأولى للثورة عندما كانت تونس تسجل معدلات نمو بين 4 و5% بين عامي 2010 و2011”. وأضاف الدّيماسي – بحسب العربي الجديد –  أن “جل السياسات الاقتصادية كانت خاطئة طيلة سبع سنوات، والشعب يدفع ضريبة تلك السياسيات، موضحاً أن “ميزانية الدولة انساقت إلى زيادات في الأجور، ما نتج عنه ارتفاع في نسب التّداين والتضخم المالي، وهذا ما جرنا اليوم إلى انحدار الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية”

2) ونظرا للإخفاقات الاقتصادية الواضحة في تونس، تشهد اليوم  العديد من المدن التونسية بين الحين والآخر احتجاجات ومسيرات غضب ترفع خلالها لافتات تطالب بالشغل والحرية والكرامة وهي نفس الشعارات التي تم رفعها خلال الثورة التي أطاحت ببن علي، حيث يشتكي المواطنون من زيادة الضرائب وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الدينار، الذي أدّى بدوره إلى الغلاء  الفاحش، وأوجد قلقا لدى الفئات محدودة الدّخل..

3) بعد  ثماني  سنوات عجاف ماذا  ينتظر  التونسيون ؟  وصلت  تونس لدرجة أن  صندوق  النقد  الدولي قد فرض  عليها (  التقويم الهيكلي )  في  ماي  2018  وهو  الرعب  الذي  يطارد  كل  دولة  فشلت  في  تدبير  شؤونها  الاقتصادية  ومعنى ذلك  أيها  ( الشاهد ) من  حزب نداء  تونس  إلى الخراب : " عليك  أن  تحارب  الفقراء في  بلدك  وتواجههم  مباشرة  ،  وهو  المعنى  البسيط  للتقويم  الهيكلي  لأي  بلد ، لأن  على الدولة  إذاك أن  تقتص  أجنحة  الفئات  الفقيرة  لتزيدهم فقرا   على فقر وتزيد  الأغنياء غنى .

4) صاحب مقولة “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”  السيد أحمد الحفناوي  : يقول في  سنة 2019    ” أنا نادم كنت لاباس عليّ في عهد بن علي.. وبعد الثورة ولّيت زوّالي  (  أي  أصبحت  فقيرا )  بذلك عبّر المواطن أحمد الحفناوي  في 02  فبراير 2019 ، الشهير بالعبارة التي إنتشرت في العالم خلال ثورة 14 جانفي 2011، “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية” ...  ها هو اليوم  يعبر عن ندمه لما قاله في ذلك اليوم وفق تعبيره..وأضاف “: “هذه العبارة فقدتْ روحها وفقدت الاطار الزماني لها ولن أعيد قولها” وأنا أعيش أتعس أيامي ”وأشار الحفناوي الى أنه كان يملك مقهى أيام بن علي لكنه اضطر الى بيعها بأبخس الاثمان بعد الثورة مؤكدا على أنه تعرض الى مضايقات كما تعرض المقهى الى الحرق .وينتاب الحفناوي شعور بالندم مثله مثل أغلب التونسيين الذين ساءت أحوالهم بعد أن تاجرت بهم قناة الجزيرة ومن ورائها قطر... الحفناوي اليوم عاطل عن العمل وله ثلاثة أطفال ولايجد قوت يومه ..

رابعا : هل ندم  التونسيون أنهم صوتوا  على حزب ( خراب تونس ) للقايد  السبسي :

إذا كانت هذه  هي  منجزات  حزب  لقيط  اسمه  (نداء تونس ) ورئيسه  المسمى قايد السبسي  الذي  يبلغ من العمر  93  سنة  وحزبه  يبلغ من العمر 07  سنوات !!! والله  إنها  مهزلة القرون  فبماذا  سيفيد  هذا العجوز  شعبا  حاول  الثورة على نظام  استبدادي  فجاء  بنظام  مهترئ  فاشل  ، فماذا  هذا  التناقض  الفظيع ؟   كيف  لرجل  عمره 93  سنة  يصنع  حزبا  في  آخر أيام  ثورة  فاشلة  قامت  عام  2011  وصنع  على  أنقاض  هذا الفشل حزبه   عام   2012  ؟  طبعا  يدرك  الساسة  المتخصصون  عمق هذه  المعضلة وهي ( الدوخة )  والتيه  الذي  عانى  ولا يزال  يعاني  منه   الشعب  التونسي  حينما  سقط  في الفوضى  السياسية  والاقتصادية والاجتماعية  ،  فقد حاول  التونسيون  الانتقام من حزب  النهضة  لكنه  ظل  محافظا  رغما  عنهم  ورغم  الحملة العالمية  التي  تواجهها  الأحزاب  ذات  المرجعية الإسلامية  في  العالم  العربي  والإسلامي  عموما  وخاصة  ضربة  الجيش  قاصمة  الظهر  التي  ضربها  العسكري المصري  عبد الفتاح السيسي  للإخوان المسلمين  والذي  يحاول  إقناع  الأحمق  الأمريكي  ترامب أن  يصنف  حركة الإخوان  المسلمين  ضمن  الحركات  الإرهابية ... إن  الذين  يتهورون  في  اتخاذ القرارات  المرتجلة  والانفعالية  والتي  تنظر  للواقع  نظرة  احتقار واستخفاف  لن  تجد  طريق  النجاح  أبدا  حتى  (  يُمَثِّـلَ  بها  الزمان  )  أي  يشوهها  تشويها  قد  تذهب  بكل  شيء  وعلى  رأسها  الاستقرار  الأمني و السياسي  والاقتصادي  مدة  طويلة من الزمن ...

فماذا  أنت  فاعل  يا  ( شاهد )  خراب  تونس  وأنت  تستعد  لخوض  عمار  رئاسيات  10  نوفمبر  2019  أمام  جحافل  كثيرة من  الطامعين  في  رئاسة  تونس ...

فإن  كانت  هذه  هي  سياستك  الصبيانية  ونجحتَ  أنت   في  تلك الانتخابات  فعلى  الدنيا  السلام ،  وسيفتقد  التونسيون  حتى  نمطهم  المعيشي  المغرق  في  الفقر  والمتكون  من  (  العجائن )  التي  تعتبر  نمطهم  المعيشي  الوحيد مع ( العظم )  أي  البيض  المسلوق مع  ( الهريسة  )  وهي  الفلفل  الأحمر  الحار المهروش  ، أما  الكسكسي  وأكلات  الكفتة  فستبقى   للأغنياء  فقط  وللفقراء  في  الأعياد  والمناسبات  الغالية  كالأعراس والولائم  التي  لا يجود بها  الزمن  إلا  كل  حين  ومين ، على  قول  إخواننا  المصريين ...

إن  أكبر عنوان  لثورة  ( أزهار الجِـيَـفِ )  في تونس  هو  الردة  إلى  الوراء  بل  إلى  نظام  هو  أبشع  وأخس  وأنذل  من  نظامي  بن علي  وبورقيبة ، وهذا لا يعني  بتاتا  أن  النظامين  السابقين  كانا  هو  حلم  الشعب  التونسي  بل  الأفلس  يبقى  أفلسا  والرديء  يبقى  رديئا  والفاشستي  يبقى  فاشستيا  ،  لكن  حينما  نقوم  بثورة على  الرديء  والفاشستي  فلكي  نقيم  على أنقاضه  نظاما  أفضل  وأرقى ،  لا  أن  نغوص  في  الفوضى  و الاضطراب  على جميع الأصعدة  طيلة  ثماني  سنوات ،  بل  المصيبة أن  تونس  تقهقرت  إلى  الوراء رغم  نجاحها  في  وضع  دستور  مثالي  بالنسبة  لما  عند  الدول  المحيطة  بها  لكن  ذلك  لم  ينعكس  على  المعيش  اليومي  للفرد  التونسي ،  بل  سقط  الشعب  التونسي  في  أبشع  مستنقع  كريه  الرائحة  بعد  ثماني  سنوات من  ما  يسمى  ( الثورة )  لأنه  عاد  إلى  زمن  أبشع  من  زمن  بن علي  وزمن  بورقيبة  ، فأين  المفر  يا  شاهد  الفقر  التونسي ...

إذا  كنا  في الجزائر  قد  ثرنا  في  22  فبراير  2019  على  نظام  مافيا الجنرالات  الذين  حكمونا  57  سنة  وأذاقونا  ألوانا  من  العذاب  والهوان ،  وثورتنا  لا تزال  مستمرة  حتى  نقتلع  آجر  وتد  من  أوتاد  مافيا   الجنرالات  الحاكمين في  الجزائر ، فإننا  اليوم نحارب  بكل  جهودنا  أن لا  نستنسخ  نظاما  عناصره  من  النظام  القديم  ،  أما  ما  يسمى بثورة  تونس  التي  لا يزال  بعض  المثرثرين  في  القنوات  الفضائية  يصفها  بالربيع  العربي  أو  ثورة الياسمين  فإنهم  يضحكون  عليكم  يا  إخواننا  من  الشعب  التونسي .... فما عليكم  إلا  أن  تنزلوا  من  أبراجكم  العالية  الوهمية  وتجلسوا  على الأرض  وتفكروا  جيدا  في  قطع  الطريق  على  الانتهازيين  الذين  يحنون  إلى  الانقضاض  على  ظهوركم  ليعيدوكم  إلى ما قبل  ما  يسمى  ثورة  2011  بزمن  طويل  جدا  قد  يصل  إلى  عشرات  السنين ، وهو  مَطْمَعُهُمْ ....

إن  صبيانية  ( الشاهد )  وهو   شاب  بالقياس  للقايد السبسي  - حاشى  شباب  تونس المشهود له  بالذكاء -  إن صبيانية  الشاهد لا  يجب  أن لا تكون  هي  القاعدة ، فأنتم  في  حاجة  إلى  إعادة  الثورة  إلى  سكتها  الحقيقية  وإلا  فالخراب  هو الذي  يناديكم  إليه  حزب  ( نداء  تونس إلى  الخراب  الحتمي ) ....

وكل  سنة  وأنتم  تستيقظون  على  يقظة  وفطنة  بمن  يريد  العبث  بكم  من  الصبيان  ضخامة  جثثهم   ، لكن  عقولهم  هي  عقول  العصافير ...

 

سمير كرم  خاص للجزائر  تايمز