كتب الدكتور جواد مبروكي الخبير في التحليل النفسي مقالا حول إطلاق الجن في ليلة القدر معتبرا هذا العالم جزءا من الخرافة وضربا من ضروب دكتاتورية الدين وعلمائه، مدعيا أنه يؤمن بالقرآن لكنه لا يؤمن بالجن.

السيد المحلل قال حقا أريد به باطل، فصحيح أن ثقافة إطلاق الجن ليلة القدر خرافة لاتستند على حجة شرعية، بل هي من عقائد الأميين الباطلة يتذرع بها المدجلون والمشعوذون في تلك الليلة ليقوموا بالنصب على ضعاف النفوس والقلوب فيبيعوا لهم الوهم والأبخرة التي تفوح رائحتها خبثا وقذارة وسموما، فيأكلوا أموال الناس بالباطل ويقروا الناس على تلك العقائد التي هي أوهن من بيوت العناكب، هذا حق أفصح عنه الرجل لكن الباطل هو إنكاره لعالم الجن الذي هو جزء من عقيدة المسلم الصحيحة، وجزء من الغيب الذي يؤمن به المتقون، أخبر عنه القرآن الذي يدعي الأستاذ جواد إيمانه به في توطئته لمقاله المذكور.

أنا لاأعيب على الأستاذ إنكاره مايقع ليلة القدر من خرافات وأباطيل، كما لاأعيب عليه إنكاره لعالم الجن، لكني أعيب عليه عدم الصدق في الإفصاح عن كون إنكاره لهذه المخلوقات إنما هو جزء من عقيدته البهائية التي تنكر الغيب كله كالجنة والنار والملائكة والجن وتجعلها مسميات لرموز فقط ليس لها وجود في الحقيقة وإنما هي إشارات رمزية؛ كما أنكر عليه ضعف الهمة في الدعوة صراحة إلى ديانته، إن كان لا يخاف من الوقوع في مخالفة زعزعة عقيدة المسلم المؤمن المحمية دستوريا بإمارة المؤمنين.

إن كان الأستاذ المحترم يؤمن حقيقة بالقرآن كما يدعي فإن القرآن أفرد للجن سورة كاملة تسمت باسمهم، كما تحدث عن حضور الجن مجلس الرسول الأكرم عليه السلام للاستماع إلى القرآن، والحضور يكون حقيقة لا مجازا.

إن كان الدكتور يؤمن بالقرآن  فإنه واقع في تناقض صريح بين عقيدة كتاب الله التي تجزم بختم محمد عليه السلام للأنبياء وختم رسالته للرسالات وبين عقيدته التي تدعي نبوة  ميرزا حسين نبي البهائيين .

الدكتور جواد مبروكي أدعوك دعوة إنسانية أخوية إلى لزوم تخصصك وعدم تسليط أفكارك على عقيدة المسلمين، فالواجب في المحلل النفسي معالجة شذوذ الناس مع الإلتزام بالحياد وعدم الطعن في عقائدهم، وإن كنا نحترم تخصصك الذي يعتمد على جشطلت وسيغموند فرويد والمدرسة الترابطية، فاحترم تخصصنا الذي يعتمد على تفسير بن كثير والطبري والبخاري ومسلم، ولتعلم أنت وغيرك أن للعقيدة الإسلامية صرحا شامخا يذوذ عنها وأن للبيت ربا يحميه.



علي امقران