طالما أن قايد صالح  رئيس مافيا الجنرالات  الحاكمة  في الجزائر مصممون  على إجراء الانتخابات الرئاسية مهما كان الثمن ، وطالما أن الشعب  الجزائري يرفض  ذلك بقوة  ويقف  صامدا  في وجه  هؤلاء الطغاة ،  فلا بد  أن نبحث  عن  سيناريوهات ممكنة  التحقيق  في الأيام  أوالشهور  القادمة ...

أولا : لماذا ضرورة  البحث  عن سيناريوهات استباقية ؟

 البحث  عن سيناريوهات استباقية  حتمية ضرورية  للشعب  الثائر  ليعطي الدليل  لأعدائه  أنه  مصمم  على  اقتلاع  نظام  مافيا الجنرالات  من جذوره  حتى  يتخلص من  عصر استعمار  بني  جلدتنا من أبناء فرانسا وكابرانات  فرانسا  وحفدة  الحركي أبناء  الحركي  ،  و لنعيد  بناء   جزائر  العلماء : عبد الحميد بن باديس  ومحمد البشير الإبراهيمي و  محمد الأمين العمودي  والطيب  العقبي  ومبارك الميلي و إبراهيم بيوض ... و جزائر الشهداء  الأبرار : ديدوش مراد – العربي بن مهيدي – عميروش آيت حمودة –مصطفى  بن بولعيد – علي لا بوانت – حبيبة بن بوعلي – يوسف زيغود – العقيد لطفي – المغدور  العقيد  محمد  شعباني الذي أعدمه  المجرم  بومدين – والمغدور  محمد  بوضياف  الذي  أعدمته  مافيا  الجنرالات  الحاكمة في الجزائر  على مرأى  ومسمع من  العالم بأسره ، وقد  ذكرنا  هؤلاء العلماء  وشهداء  الجزائر  على سبيل  المثال وليس  الحصر لأن  ما  دفعته الجزائر  من  أجل  انعتاقها  من  الاستعمار الفرنسي  كثير جدا  لا  يمكن  أن  تحصيه  بضعة سطور  بل  وحتى  آلاف  المجلدات  خاصة  إذا  زدنا  على تاريخ  الجزائر  57  سنة  من  استعمار  بني  جلدتنا  الذين تسلطوا على الجزائر  ليعيثوا  فيها  فسادا  منذ  1958  تاريخ  تحريف  أهداف  ثورة نوفمبر  الذي  تم  تتويجه  بانقلاب  بومدين على  الحكومة  المؤقتة  برئاسة  فرحات عباس  في جويلية  1961  وعلى  حكومة  بن يوسف بن خدة  في  بداية  عام  1962  منذ  ذلك الحين   إلى ثورة   22  فبراير  2019   المجيدة  ،  سنعيد  جزائرنا  إلينا  كما  كان  يحلم  بها  أجدادنا  وسننتزعها  من  أنياب مافيا  الجنرالات  الملحدين  الكفرة المدافعين عن  الشرك والمشركين ، ويكفينا  أننا لا نعلم  شيئا  عن  المعاهدات  العسكرية الاستراتيجية التي  أبرمتها  مافيا  الجنرالات  مع  الاتحاد السوفياتي  سابقا  والتي  تعهدت  فيديرالية  روسيا  أن  تتبناها  وتلتزم بها  مع  الدول  التي أبرمتها  معها  ومنها  طبعا  جزائر  مافيا الجنرالات  ،  تعهدت  روسيا  أن  تفي  بما  جاء  فيها   بعد  انهيار معسكر  الاتحاد  الاتحاد السوفياتي  ومعه  حلف  وارسو ،  ولنا  مثال  حي  بما  قامت  به  روسيا  عندما  كاد  نظام  بشار  الأسد  أن  ينهار  وأنقذته  جيوش  روسيا  وطائراتها  ،  ونشى  أن نرى   يوما  عساكر  الروس  يجوبون  شوارع  الجزائر  من  شرقها  إلى غربها  ومن شمالها  إلى  جنوبها ، فاستعدوا   يا شعب الجزائر لتموتوا  في  سبيل  المتربصين  بالفُـضْلَيَاتِ  من  نسائنا  ضد  اغتصابهن من طرف  الجيش  الروسي  ذات  يوم  حينما  ترى  مافيا  الجنرالات الجزائريين أنهم  إلى الهاوية  سائرون  ويستدعون  الروس  للتدخل لإنقاذهم  ، وليس  ذلك ببعيد  عن  عصابة  المجرمين  الحاكمين  علينا  بالحديد  والنار ..

ثانيا : السيناريوهات  المفترضة :

أمام  تعنت  مافيا  الجنرالات  بقيادة   الفريق  قايد صالح  وأمام  رفضهم  لمرحلة  انتقالية  يساهم  فيها  الشعب  بنسبة 50 %  من السلطة  من أجل  بناء  مؤسسات  جديدة  تبدأ   بانتخاب  مجلس  تأسيسي  وانتخاب  رئيس مجلس  تأسيسي  يكون بمثابة  مجلس  دستوري   من  أجل بناء  دستور  الجمهورية  الجزائرية  الثانية  ووضع  لجنة  مستقلة  تشرف  على انتخاب  رئيس  للجمهورية  الجديد  تحت  إشراف  مراقبين  من الأمم  المتحدة  ومن  كل  جهة  نزيهة  تتطوع  لمساعد  الشعب  الجزائري  الذي  سيخوض  أول  انتخابات  حقيقية  في  تاريخه منذ  1830 ....أمام  تعنت  مافيا الجنرالات  بقيادة  القايد صالح  وإصرارهم  على  تفويت  فرصة الشعب  الذهبية  لانتزاع السلطة منهم  بالضغط  الهادئ  عن طريق  التظاهرات  السلمية  الحضارية ، فإننا  لا بد  أن نستحضر  كل  الاحتمالات  التي  يمكن  أن  تقوم  بها  عصابة  مافيا الجنرالات ...

أ‌-  فأما   الشعب   الجزائري فعليه  أن :

1) لابد  للشعب   أن  يستمر  في  مسار  المظاهرات السلمية  الحضارية ...

2) لكن  مع ضرورة   التحذير من المعارضة  الاحترافية   الداخلية  والخارجية الانتهازية الفاشلة  التي  كانت  و لاتزال تدس رأسها  في التراب  كلما وجدوا  أنفسهم  أمام  مافيا  الجنرالات  وقد  سمعتُ  اليوم  أي  بعد الثورة   بعض  المعارضين   وعلى  رأسهم  المدعو  نورالدين  خبابة  يتودد  ( لمافيا الجنرالات  و يطلب   منهم أن يبقوا  على الصورة  الجميلة  جدا  التي يتحفظ بها الشعب  لهم  في مِخْيَالِه   ) !!!!!  .....  بالله  عليكم  متى  كان  للشعب   الجزائري  صورة  جميلة  في مخياله  عن مافيا  الجنرالات  طيلة  57  سنة  من  التسلط   والقهر  (  لا شك  أن  هذا  المعارض  لم  يسمع  حتى  بالعشرية السوداء  والمفقودين  بعشرات الآلاف  الذين لا يزال  أهاليهم  يبحثون  عن مصيرهم  بدون  جدوى ) ، فهذا  المعارض  لا يعيش  في  جزائر  القهر  والقمع  والخزي  والذل و الفقر والفاقة التي  أوصلت  عموم  الجزائر إلى الحضيض  الاقتصادي  والاجتماعي ،  فمثل  هذا  المعارض  هو الذي يتحين الفرصة  لإنشاء  حزب  يجمع  فيه  فلول  النظام القديم  ليعودوا  من النافذة  ولتعود  الجزائر إلى العصر  الحجري ومثل  هذا المعارض  لا تهمه   كل  التضحيات  التي  قدمها  الشعب  طيلة 57  سنة  ، طبعا  لأن  هذا  المعارض  كان يعيش  و لايزال  من  فتات  موائد  أسياده  من  المافيا  العسكرية  الحاكمة  في الجزائر  حتى ولو كان بعيدا  عن الجزائر ،  فهل  مثل  هذا الكلام  يمكن  أن  يصدر  عن  جزائري ، والله  لن  يصدر  مثل  هذا الكلام  حتى  عن  عدو  للجزائر  لأن الكل  يعرف  أن  الشعب  يحتفظ  في  ذاكرته   بصورة  الكابران  المجرم  السفاح  الذي  لا  يخسر  رصاصة  لقتل  جزائري بريء  بل  يذبحه  من  الوريد  إلى الوريد  واسألوا  الجنرال  خالد نزار ...  هذه  هي  صورة  عسكر  الجزائر  في  مخيال  الشعب  يا نورالدين خبابة .... أنت  لست  جزائريا  بل أنت  مخبر  لمافيا  جنرالات  الجزائر...

3) ضرورة أن ينتقل  الشعب إلى السرعة الثانية  وهي  شل  الحركة  الاقتصادية  والتجارية في البلاد  عن طريق  العصيان  المدني  حتى  يقطع الطريق  عن  مافيا  الجنرالات  والشياتة  من المعارضة  الكارطونية  التي  لا دين  لها ولا ملة .

4) أن يساهم  الشعب   بقوة  في  تأطير  الشباب  على  الالتزام  بوضع  الهدف الأسمى  وهو  تحرير  البلاد من  استعمار  بني  جلدتنا  أي  من  مافيا  الجنرالات  وتوعيتهم  ضد  سموم  معاضة  النعامة  الجبانة .

5) ضرورة  نشر  الوعي  فيما  يخص  خطورة  عودة  فلول  النظام  القديم  لأن  النتيجة  ستكون  كارثية على الشعب  الجزائري  لأن  فلول  النظام  القديم  إذا  عادوا  من النافذة  التي  يهيئونها  للعودة  فسينتقمون  من الشعب  شر  انتقام  بشتى   الوسائل  التي  قد تصل  حد  الاغتيالات   ، لذلك  فلا  بد  من  العض  بالنواجد  على هذه  الفرصة  الذهبية  ألا  وهي  ثورة  22  فبراير  2019  وكل  التراخي  أمام  هذه  الفرصة  فإن  العسكر  سيضرب  الشعب  ضربته  القاضية ..

6) ضرورة  التحذير  من  أفاعي  الأبواق  التي  تقدم  نفسها  كبديل  للثورة  الشعبية  الجزائرية  ( ثورة 22 فبراير 2019  )  وهي  أبواق  مضللة   وأصحابها   معروفون  وخاصة  بعض  الحركات  التي  كانت  قبل  ثورة  22  فبراير  2019  تقدم  نفسها  كدليل  سياحي   للقايد  صالح  وتوجهه  نحو  أعدائها  لليتخلص  منهم  بالوكالة  ( والفاهم  يفهم )  ونستثني  فحول  الرجال  الجزائريين  الذين  كانوا  و لايزالون  مع  الحق  قبل   الثورة  الجزائرية  ثورة الشعب  وهم  كثر ولا  يتعبون  من  عشق  الجزائر  حتى  ولو  ماتوا  في  بلاطوهات  القنوات  التلفزية ، وليست  ثورة  الحركات  المشبوهة  في  الخارج  والداخل  التي  انكشفت عورتها  بأنها  تربية  المخابرات  العسكرية الجزائرية  وهي  لاتزال  على علاقة  ببعض  الجنرالات  من  المافيا  الحاكمة  في الجزائر وبعضهم  يصرح بذلك  بكل  وقاحة ، أما  أحرار  الجزائر  الحقيقيين  فهم  حينما  يقولون  ( يتنحاو  قاع  )  لا  يستثنون  الرجل  الأول  في  الجيش  القايد  صالح  والرجل  الثاني  سعيد  شنقريحة ،  وليس  التآمر  على الشعب  مع بعض  الجنرالات  كما  يقوم بذلك  المدعو  العربي  زيتوت  والمدعو  نورالدين خبابة  أو  سعد بوعقبة  وغيرهم  من  الذين  يقيمون  علاقات   وطيدة  مع  الخلفاء  المفترضين  لاحقا  لمافيا  الجنرالات  الحاكمة  وكذلك  بعض الذين   يُخْفُونَ  ولاءهم للجيش  لحد الساعة  ويصرحون  بلا  خجل  بأنه  لولا  الجيش  لما  قامت  ثورة  22  فبراير 2019  لأن الجيش  في نظرهم  هو المؤسسة  التي تحمي  الحراك !!!!  وهذا  هراء  وتخريف .

7) الجيش  لا يحمي الحراك  ،  الجيش  يحمي  نفسه من الانزلاق  نحو  حمام  دم  يعلم أنه   لن  يكون  كما  كان  في  السابق ،  الجيش  يتسرع  لإزالة  فتيل  الحراك  بإجراء انتخابات  رئاسية  بأقصى  سرعة ممكنة  حتى  يقدموا  للعالم  بلدا  فيه  مؤسسة  الجيش  ومؤسسة  للرئاسة  ،  ويلقون  على  مؤسسة الرئاسة  كل   خطاياهم  وجرائمهم  وينسحبون  إلى  حين ..

ب -  افتضاح   أمر  المخطط  A  الذي شرع في تنفيذه  قايد صالح  ومافيا  الجنرالات :

لقد  كان مخطط  A  للقايد  صالح  وزبانيته من مافيا  الجنرالات  هو  السير  بسرعة  نحو  تنفيذ  انتخابات  رئأسية  في 04  جويلية  2019   بدعوى  تطبيق  الدستور ، وأمام  تعنت  الشعب  وإصراره  على  رفض  تلك الانتخابات التي  يعتبرها  الانقلابي  قايد صالح   وزبانيته  كمخرج لهم  ، فإن  المافيا  الحاكمة  ستلجأ  لتمديد  عهدة  بوتفليقة  الرابعة  إلى ما لانهاية  بدعوى  انسداد  الأفق  السياسي  خاصة وأن  الجميع  الشعب  والجنرالات  رفضوا  مبادرة  الشخصيات  الثلاث (  أحمد الطالب الإبراهيمي  وزير خارجية  سابقا و المحامي علي  يحيى عبد النور ناشط  حقوقي و اللواء  المتقاعد  رشيد بنيلس في  البحرية  الجزائرية ) ، والآن وقد افتضح  أمر  مخططات  مافيا الجنرالات  بقيادة القايد صالح  وأنهم  جميعا  سائرون  نحو  الباب  المسدود  لحل  الأزمة  مع  الشعب  المنتفض  والذي  لن  يعود  إلى  دياره  إلا  إذا  اقتلع  جذور  سلطة مافيا  الجنرالات  بأي  طريقة  كانت ومهما  كانت  التضحيات

ثالثا : إذا استمر  العناد  بين الطرفين  فالسيناريو  المطروح  هو  ما  أشبه  الأمس  باليوم  :

خنق الثورة  بانتقال  شنقريحة إلى المخطط (B)  بدخول  العاصمة كما فعل  بومدين  في صائفة عام 1962 بجيش الحدود  المرابط  غرب  الجزائر :

لقد  سبق لنا  أن  أعطينا  صورة  موجزة عمن  يكون  الرجل  الثاني  في  الجيش  بعد  القايد صالح  وهو  الجنرال ماجور  سعيد سنقريحة  قائد القوات  البرية    الذي  يملك  تحت إمرته  70%  من القوات  العسكرية الجزائرية  رجالا  وَعُدَّةً  وعَتاداً ....   

*  من يكون  الجنرال ماجور  سعيد  شنقريحة  الرجل  رقم 2 في  هرم الجيش  ؟

بتعيين  سعيد شنقريحة  قائداً للقوات البرية  ، أصبح شنقريحة الرجل رقم 2 في هيكلة الجيش الوطني الشعبي ، أي  الجنرال ماجور  الحاكم  رقم  2  بعد قايد صالح  لكن  لماذا  هو الرجل  الثاني ؟  الجواب  يكمن  في  المهام  الخطيرة جدا  التي أصبحت  على عاتقه  بالإضافة  إلى ما يملك  تحت  سيطرته  من  رجال  وعتاد .

*   تضُم  القوات البرية  التي  هي تحت  إمرة  الجنرال  ماجور  سعيد شنقريحة أكثر من 70 بالمئة (  70% )  من التعداد البشري للجيش الجزائري، وكل الوحدات القتالية في وزارة الدفاع…

*   و تضم  سبعة  أسلحة قتالية مُختلفة  وهي :

1)   سلاح المُشاة،  وهو العمود الفقري للجيش الجزائري

2)   سلاح المدفعية بجميع  تشكيلاتها .

3)   سلاح المدرعات ...

4)   سلاح هندسة القتال

5)   سلاح المدفعية المضادة للطيران ...

6)   القوات الخاصة...

7)   سلاح  الإمداد ..

8)   وغير ذلك  مما لا عِلْمَ  لنا به ....

ومعلوم  أن  عدد  القوات البرية  الجزائرية   يفوق 600.000  جندي  وأكثر من  6000  دبابة  وعشرات الآلاف  من  المدافع  والسيارات المصفحة  والمدرعات  ومئات الآلاف  من ناقلات  الجنود  ، وهذه إحصائيات  قديمة  ،  فلعل ذلك  يفوق  ماذكرنا بكثير  لأن  مافيا  الجنرالات  الحاكمة في الجزائر  تُخْفِي العدد الحقيقي  لجيوشها ،  وقد  حصرنا الحديث  عن القوات  البرية  فقط التي  هي  تحت  إمرة  الجنرال  ماجور  سعيد شنقريحة  قائد  القوات  البرية  والرجل  الثاني  في  هرم  الجيش الجزائري ،  أما بقية  أنواع  السلاح  من طائرات و صواريخ وغواصات وغيرها  فليس هذا  موضوعنا ...

 فهل يعيد التاريخ نفسه  ويزحف  الجنرال  ماجور سعيد  شنقريحة  من  جميع  نواحي  الجزائر لاحتلال العاصمة  الجزائر ؟  فالكل  يعلم  تاريخيا  أنه  حينما  اشتد  الخلاف  على السلطة  عام  1962  زحفت  قوات  الحدود الغربية  بقيادة  بومدين  لتستولي  على  الجزائر العاصمة  وتضع  حدا  للخلاف  على السلطة  هناك في الجزائر العاصمة  وتجعلها تحت  سلطة الجيش ، طبعا الظروف  اليوم  مختلفة   من  حيث  الشكل فقط  أما  من حيث الجوهر  فهي  نفس  الظروف  وهي  الخلاف  بين الجيش و المدنيين من الشعب  على السلطة  عام 2019 ، فإذا  بدا  أن الباب  قد أصبح  مسدودا  في  وجه  أي  حل  يرضي الطرفين  المدني  الذي  يمثله  ثوار 22 فبراير  2019  والطرف  العسكري  الذي يمثله  الآن  قايد  صالح ومن ورائه  مافيا  الجنرالات  ومعهم  سعيد شنقريحة  الذين  حكموا الجزائر  57   سنة  ،  فإذا  استفحل  الخلاف  بين  الطرفين  ووصل  إلى  الباب  المسدود  فما على  الجيش  إلا  أن يعيد  التاريخ  ويقوم   بما  قام  به  المجرم  إبراهيم  بوخروبة  المدعو هواري  بومدين الذي  يقوم  مقامه  اليوم  في  الإجرام  هو  الجنرال  سعيد شنقريحة  قائد القوات البرية  وهو  على أحر من الجمر ليقوم  بما قام  به  بومدين  وذلك  حينما  هجم  على  الجزائر العاصمة  بجيش  الحدود  الذي  كان مرابطاً  غرب  الجزائر  في  الوقت  الذي  كان  المجاهدون  الجزائريون  قد خرجوا  لِـتَـوِّهِمْ  من  حربهم  ضد  العدو  الفرنسي  ، وحتى  يتمم  بومدين  وعصابته  ما  بدأوه  من  مؤامرة  على الشعب  الجزائري  من  تواطؤ  مع الجنرال   دوغول  كان  على  بومدين   أن يحسم  أمر  السلطة  في  يده  حتى لا يبدو  بومدين  ضعيفا  أمام  حليفه  الجنرال دوغول  الذي  أبرم معه  صفقة  15 جويلية  1961 فأسرع  بالدخول  إلى الجزائر العاصمة  في صائفة 1962  بالهجوم   على جيش  الحكومة  المدنية  المؤقتة  برئاسة  بن يوسف بن خدة  ( نجدهم دائما  يؤرخون  لهذا الهجوم  بصائفة  1962 ،  وبعد البحث وجدتُ أن التاريخ هو 30  غشت  1962 )  ومن  قادة  الثورة  الذين  غضبوا على  جريمة   بومدين  هذه  المرحوم  محمد بوضياف  الإنسان  الذي  لم  يستسغ  ذلك  قط ...وهكذا استولى  بومدين  على  الجزائر كلها  انطلاقا من  الجزائر العاصمة ،  وإذا  قلنا  عصابة بومدين  فإن  ذلك  يعني  الجيش ، ومنذ ذلك التاريخ  إلى اليوم  وعصابة بومدين  العسكرية لم  تتخلى  عن  السلطلة أبدا ، واليوم  هاهو  الظرف  يشبه  ظرف  صائفة  1962 ( أي  انسداد الآفاق  في  الصراع  على السلطة  بين  المدنيين  والعسكريين )  فهل  يقوم  قائد  القوات  البرية الجزائرية  سعيد شنقريحة بالهجوم  على العاصمة  الجزائرية  ليضع  حدا  لهذا  الخلاف  على السلطة بين  المدنيين من  ثوار 22 فبراير  2019  وبين  مافيا الجنرالات  التي  يبدو  أنها  لن  تتخلى  عن السلطة  بسهولة ومهما  كان الثمن  ومهما كانت  الظروف  والأحوال ،  كما  أن  شباب ثوار 22 فبراير  2019   لا  تبدو لحد الساعة   أي  مؤشرات  على  أنهم  سيتخلون  عن  شعار (  ترحلو  قاع  ) ...يعني  ترحلو قاع ..

لا يبدو  من  بين  جنرالات  الجيش  الجزائري  من  هو  قادر  على  القيام  بهذه المغامرة / الجريمة غير  الجنرال  ماجور  سعيد شنقريحة  لأنه  سفيه  ومنعدم  الضمير والأخلاق  ولا ذمة له  ولا دين ، فهو متهور ونَـزِقٌ  ونرجسي  ومريض  بمرض  العظمة  ومن أشد  الجنرالات  حقدا  على الشعب  الجزائري  ويده  دائما على الزناد  وحلمه  الدائم  ( جنازة  يشبع  فيها  لطم )  كما  يقول  إخواننا  المصريون  ،  فهو  يحلم  بالحرب  دائما  في  منطقته  ويدعو  أن تقوم  حربٌ  لن  تضع  أوزارها  أبدا  لأنه  مخلوق  عدواني  بالفطرة  يتمنى  أن  يرتدي  هو وأبناؤه وأحفاده وأحفاد أجفاده  البدلة  العسكرية  وتقوم  الحرب  الأبدية  وتدوم  إلى  يوم القيامة  و اللباس  العسكري  على جلودهم   يبعثون  به  يوم القيامة  والعياذ  بالله .... ووزارة الدفاع  -  حتى لا نقول  وزير  الدفاع  الذي كان  في  عداد  الأموات -  كانت  في أواخر عام 2018  حينما  رتبت  لهذا  الأمر  قد  وضعت  الرجل  النذل  المناسب  للمهمة  القذرة  المناسبة  له  ،  وو ضعت  الجنرال  المناسب لإعادة  جريمة  بومدين  وهو  بلا منازع  الجنرال سعيد  شنقريحة  الذي كان يشغل  قائد  الناحية  العسكرية  الثالثة  التي تضم  بشار  وتندوف  وأدرار ، تلك المنطقة التي  كان  يده  فيها  على الزناد  وعلى استعداد  أبدي  لإشعال  نار  الحرب  ظلما  وعدوانا  وبلا  مقدمات ،  فالرجل  مسكون  بهوس الحرب  من  أجل  الحرب ...  فهل  أعطوه  الفرصة  لخنق   ثوار 22 فبراير  2019  ؟  فهناك  قاعدة  ذهبية  في  تاريخ  الحروب  البشرية  تقول :  لا تنشب  الحرب  بين  جانبين  إلا  من  أجل  ضمان سلام  دائم  بعد  هذه  الحرب ، إلا  عند  شنقريحة  فهي  حرب أزلية  يجب  أن تؤدي  كل  حرب إلى  حرب  أخرى  وأخرى  وهكذا  إلى  يوم القيامة  والعياذ بالله .

عود  على بدء :

بالأمس أي في صائفة  1962  وبعد ما  يسمى  الاستقلال  المُزَوَّرُ المَشْبُوهُ  كانت  القوة العسكرية  بيد  عصابة بومدين  الذي  حسم  بها  الخلاف  على السلطة  بالهجوم  على الجزائر العاصمة  بالدبات  قادما  من  غرب  الجزائر  وحسم الأمر  لصالح  المدججين  بالسلاح ، ومنذ  ذلك الوقت  والمدججون بالسلاح  هم الحاكمون  ،  حكموا بالسلاح  فانحازت  إليهم  شردمة  من الانتهازيين  والشياتة  يصبغون  تصرفاتهم  بالديمقراطية  والشعبية  والعدالة  المزيفة  ، فوجد  الفسادُ  ضَالَّتَهُ  في  دولة  بناها  المجرمون بالأكاذيب  وتضليل  الشعب  وتخديره  بالأكاذيب  والأساطير  وسياسة  (  اسْرَقْ  واهْرَبْ  )  طيلة  30  سنة  وفي أكتوبر  1988  اسيقظ  الشعب وثار  فوجد  دبابات  خالد نزار  له  بالمرصاد وقتل  الآلاف  ولا يزال  عدد  المفقودين  الذي  يقال  أنهم  رموهم  في  البحر  بالمئات ، ولم  يسكت  الشعب  فكانت  الانتخابات  فأفرغ  الشعب  حقده ونقمته  على الحزب  الوحيد  فهزمه  هزيمة نكراء   في  انتخابات  دجنبر  1991  ولما  وجدت  مافيا  الجنرالات  أنها  على شفا  حفرة من  الهلاك ، لم يكن  لمافيا الجنرالات  مفر من  الاستعداد  لذبح  الشعب  الذي  ذبحهم  في الانتخابات  فقتل  الجيش   250  ألف  جزائري  وجزائرية  ليبقوا  في  السلطة  لينهبون  خيرات  البلاد  والعباد ،  وجاء  عصر  بوتفليقة  فكان  مشروعه  أكبر أكذوبة  بل  خرافة  أخرى  لا تصدق  عاشها  الشعب  الجزائري  بمشاريع  على الورق  وتوسعت  دائرة  الفرص  لكل  من  يكره  الخير  للشعب  الجزائري  ليتقدم  لنهب البلاد  حتى ولو  كان  من  أجبن  الجبناء  فقد  نهب  وسلب  لأنه  وجد  المال  سائبا ،  حتى الجبناء  اغتنوا  في  زمن   بوتفليقة وكأنه  عاد  للجزائر عام  1999  لينتقم  من  الذين  حرموه  من خلافة  بومدين ، فقد  فتح  كل  خزائن  البلاد  لكل  من هب  ودب  واغتنى  المجرمون  بل  اغتنى  حتى عصابات  خطف  حقائب  النساء  اليدوية ، تاجروا في عهد  بومدين  بالجزائر كل  الجزائر  ولم  يتركوا  - بتآمرهم  مع  مافيا  الجنرالات – لم  يتركوا  شيئا  لم  يتاجروا فيه ، تاجروا  في  الشباب  ورموه  في  البحر  لقمة  سائغة  لسمك  القرش ،  تاجروا  في السلاح  على  الحدود  في منطقة الساحل  والصحراء  والدليل  أنهم  يرفضون  كل  تعاون  أمني معهم  لمعرفة  ما يجري  هناك  حتى  يهيمنوا  على المنطقة  ويفعلوا  فيها  ما  يريدون  ، وتاجروا  في  المخدرات  القادمة  من  أمريكا  الجنوبية  والذاهبة إلى  أوروبا  عن  طريق  الصحراء  الفاصلة  بين الجزائر  ومنطقة الساحل و الصحراوي   التي  يسيطرون  عليها  بوساطة  ما يسمى ( الإرهابيين ) وهؤلاء  ليسوا  إلا  وكلاء  لمافيا  جنرالات  الجزائر الحاكمين  الذين  يعبدون المال  كيفما  كانت  الطريق  للوصول  إليه  ،  وكانت  ضربة  عين أميناس  هي  قاسمة  ظهر  مافيا  الجنرالات  لأن  الإرهابيين  فضحوهم  بالفيديو الشهير  الذي  سجل  مكالمة  بين  مختار بلعور  وأحد  الجنرالات  الجزائريين  مضمونها   أن عملية  عين  أميناس  كانت  من  تدبير مافيا  الجنرالات ...

واليوم  وبعد ثلاثة  أشهر من  صمود  شباب  وشابات  وكهول  ونساء   ثورة 22  فبراير 2019  أمام  النصب  والاحتيال  والمكر  والخداع  الذي  تسلكه  مافيا  الجنرالات  في  الجزائر  بقيادة قايد صالح  كرد فعل  على  ثورة  الشعب  ،  فمرة  يظهر  قايد صالح  وهو  مع  الشعب  ومرة  يهدده  مباشرة  أو  بصفة غير مباشرة.... واليوم  لقد  انتهى  كل  ما في جعبة  قايد  صالح  من  رقصات  بهلوانية  تحطمت على صخرة  صمود  الشعب وإصراره  على مواصلة  المسيرة النضالية  حتى ( يتنحاو قاع )  فهل  سيركب  الجنرال  شنقريحة  صهوة  غروره  ونرجسيته  ليهاجم  بجيوشه  الجزائر العاصمة و تبسةو عنابة و المسيلة وسطيف وقالمة و جيجل و بجاية و تيزي وزو ، والبويرة، وبومرداس وتيارت وغليزان  وبرج بوعريريج  ووهران و تلمسان  وورقلة ووووو كل المدن  الجزائرية .....

لن تستطيع  كل  جيوش  مافيا  الجنرالات  وليس  الجيش البري  لسعيد  شنقريحة  أن  توقف  مسيرة شعب  أراد  اليوم  الحياة  بعد حوالي  قرن من  الزمان  ( 1930 – 2019 )  من  العبودية والاستغلال .... ودون  ذلك  مسيرات  سلمية  حضارية  وعصيان مدني  سلمي  حتى  يصبح  للجزائر  جيش يحمي  الحدود  فقط   و حتى لن تعود  الجزائر  ملكا  مشاعا  لمافيات  الجيش  أبدا ...

سمير  كرم  خاص  للجزائر تايمز