إهداء إلى الصحافية نورا. ف

بين الفينة والأخرى تخرج قوى الظلام من كُهوفها لتصدر فتاواها ذات اليمين وذات اليســـار، وتُكفّر المجتمع والدولة في نوع من التعالي وإقصاء الأفراد وحقهم في الاختلاف، بل تذهب إلى حد شيطنة "الآخر".

إن مثل هذه الأحكام الجاهزة عن الآخرين تشكل خطرا على الأمن الاجتماعي، وتزرع بذور الفتنة والتفكك والدعوة إلى الكراهية، بل هي دعوة مضمرة متطرفة إلى التحريض على القتل وهدر الدماء.

فماذا يعني أن تقوم القيامة على صحافية كتبت مقالا حول "فوضى التراويح" وتتكالب عليها الأقلام المسعورة ممن يضنون أن لهم غيرة على الإسلام زائدة عن باقي المغاربة؟

نعم، لكل فرد الحق في الاجتهاد في التعبد في هذا الشهر المبارك أو غيره، ولكن ليس له الحق أن يفرش سجادته أمام باب بيتي لأن ذنبي الوحيد أنني أقطن بجوار المسجد، أو أن تُحتل الشوارع باسم صلاة التراويح أو غيرها.

إن هذه المناسبات الدينية والتعبدية لا يجب أن تتحول إلى نوع من استعراض القوة، ونوع من الرياء والتباهي الذي يبطل الأعمال الصالحة، واستفزاز الآخرين المتدينين وغير المتدينين (حرية المعتقد)، ولكن يجب أن تكون محطات نستحضر فيها قيم الدين الإسلامي السمح التي أساسها "إنما الدين المعاملة".

وفي مشهد آخر، ولنفترض جدلا، إذا سُمح للمسيحيين المغاربة بأداء صلاتهم داخل الكنائس وضاقت بهم وخرجوا للشارع العام، فهل سيسلمون من المضايقات؟

عبد الرحمان شحشي