تسبّبت معارك عنيفة دارت الثلاثاء في شمال غرب سوريا بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية من جهة ثانية، بمقتل 45 مقاتلا من الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت الاشتباكات إثر شنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف قوات النظام السوري داخل بلدة كفرنبودة الواقعة في ريف حماة الشمالي الملاصق لمحافظة إدلب، وفق المرصد.

وأدّت الاشتباكات إلى مقتل 18 عنصرا من هيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية، بينما قتل 26 عنصرا من قوات النظام، خمسة منهم جرّاء الهجوم الانتحاري، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد بأن مقاتلات سورية أغارت على عدة مناطق في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات روسية طالت مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي.

وتسبّبت قذائف أطلقتها فصائل إسلامية متمركزة في ريف حلب الغربي على مدينة حلب بإصابة ستة مدنيين بجروح، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وتدور منذ الاثنين اشتباكات بين هيئة تحرير الشام والفصائل من جهة وقوات النظام من جهة أخرى، رغم إعلان مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سوريا الأحد أنّ قوات النظام بدأت منذ منتصف ليل 18 مايو/أيار وقفا لإطلاق النار "من طرف واحد".

وتخضع محافظة إدلب ومناطق محيطة بها لاتفاق هدنة روسي - تركي تمّ إقراره في سبتمبر/ايلول ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين طرفي النزاع، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه.

ونجح الاتفاق في إرساء هدوء نسبي في إدلب ومحيطها، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير/شباط وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا.

ومنذ نهاية أبريل/نيسان، بلغت وتيرة القصف حدّا غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، وفق المرصد الذي أحصى منذ ذلك الحين مقتل أكثر من 180 مدنيا.

ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 180 ألف شخص إلى النزوح، وفق الأمم المتحدة التي حذّرت خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الجمعة الماضي من خطر حصول "كارثة إنسانيّة" في إدلب إذا تواصلت أعمال العنف.