نقول في مستهل هذه القراءة العامة والشاملة بعد تقديم الحصيلة الحكومية المرحلية من طرف رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني يوم الإثنين 13 ماي 2019بقبة البرلمان. وما نعيشه اليوم مع الأسف الشديد من أوضاع غير صحية في أكثر من قطاع حيوي، إذ نعتبر بأن الموروث الحكومي كان سلبيا للغاية و ثقيلا في نفس الوقت، بشهادة جل الراسخين في علم السياسة من أساتذة جامعيين و محللين و متخصصين ومفكرين متميزين بهذا الوطن العزيز، كعبد الرحيم منار السليمي وعمر الشرقاوي وغيرهم، ولعله الإرث الثقيل نفسه الذي قد تنتظره أي حكومة مستقبلا خلال التشريعات القادمة..لقد كان كل شيء الأفضل خلال سنة 2011/2012إذا ما قورن بالوضع الحالي ، لما اجتاح بعض البلدان العربية الربيع العربي، وحمل معه الإسلام السياسي لأكثر من قطر، والمغرب يعتبر نموذجا عاش التجربة وما زال يعيشها بكل تراجعاتها ومطباتها وضعفها الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي ويبقى الشارع المغربي أكبر حكم وأكبر مجيب عن كل واحد يقول العكس ..!!؟؟ 

وعندما نطرح سؤالا سياسيا محضا كي نحصي ونذكر بأهم الإنجازات الكبرى التي استشعرها المواطن والمواطنة في حياتهما الخاصة والعامة ، وذلك في عهد هاتين الحكومتين، وفي ولايتين متتاليتين منذ2011/2012 إلى الآن، وفي حق شخصيتين عموميتين مختلفتين، وبأيديولوجية حزبية واحدة هما (عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني ) ؟؟؟

ولكي نجيب عن سؤالنا بعد تلاوة الحصيلة المرحلية للحكومة بقبة البرلمان، في شخص رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني عن تلك الإنجازات وبالأرقام و بأغلبية حزب العدالة والتنمية

سؤال قد تكون إجابته أولا في حصيلة القروض الخارجية من صندوق النقد الدولي والمديونية العامة و التي فاقت كل التوقعات تبعا لما جاء به المجلس الأعلى للحسابات من أرقام برئاسة إدريس جطو: المديونية العامة وصلت 970 مليار درهم.. وتجاوزت 91.2% من الناتج الداخلي الخام كما جاء في مقال خاص (بموقع لكم ) بتاريخ 24-10-2018،وذاك ما لم تقترضه أي حكومة مغربية سلفا ، والعمل كتلميذ نجيب في تنفيذ إملاءاته وشروطه.. وهي قروض تجاوزت كل الخطوط والتكهنات لذوي الاختصاص الاقتصادي والمالي، ولما تصل مديونيتك العامة ل970مليار، فهذا يعني بأنك قد تجاوزت السكتة القلبية ودخلت للموت الاكلينيكي والسكتة الدماغية.. والمغرب اليوم في طريقه إن لم نقل قد وصلها وهي طريق تخليه عن سيادته الاقتصادية لتصل المديونية العمومية بالمغرب إلى هذا الرقم المخيف والذي ينطوي على العديد من السلبيات و الخبايا في مجال التدبير الاقتصادي والمالي بهذا الوطن. وما لها من أثار مباشرة على الاختيارات الاجتماعية للدولة المغربية..أما الشارع المغربي وما يعيشه من غليان لم يسبق له مثيل تؤثثه وقفات ومسيرات وتجمعات واحتجاجات أكثرها بباب الأحد وشارع محمد الخامس أمام قبة البرلمان بالعاصمة وباقي الوزارات المعنية وخاصة وزارتي التعليم والصحة..!!؟؟والكل اليوم يعاني في صمت قاهر، سواء بالنسبة  للطلبة في كليات الصيدلة أو الطب بكل من مدن الرباط وطنجة والدار البيضاء و هناك قضية أساتذة الزنزانة 9 وأساتذة العقدة والإضرابات المسترسلة في غياب الحلول التي ترضي جميع الأطراف أضف إليها المتصرفون الممرضون الأطباء

 

أما الإصلاحات، فهي مباشرة من جبين الطبقة الكادحة ( والمزلوطة ) ومنها يخرج فائض قيمة الإنتاج ،أما إصلاح صندوق التقاعد أو ما أمسى يعرف بين أهل الاختصاص بالإصلاح المقياسي للمعاشات، ومن طبيعة الحال من جيوب الموظفين والموظفات لمدة أربعة سنوات متتالية من الاقتطاع، وزيادة في النقط والسن القانوني بثلاثة سنوات وكان ذلك سببا مباشرا في مغادرة وهروب الأطر والكفآءات من قطاعي الصحة والتربية والتكوين قبل إتمام السن القانوني للتقاعد لأنه إذا ما بقي ذاك الموظف سيحمل مباشرة إلى القبر. وهناك أيضا إصلاح الماء والكهرباء بالكيفية والطريقة المعلومة وذلك من جيوب الطبقة المتوسطة والهشة والفقيرة وتغيير التسعيرة والأشطر و تحرير الغازوال والبنزين وعينهم على البوطا ولعلها هي الأخرى في الطريق، وذاك ما لا نتمناه أبدا في ظل العجز البين للادخار الأسري بسبب غلاء متطلبات الحياة من صحة وتعليم وكراء وفواتير القروض ، الخضر والمواد الغذائية والأسعار التي تلهب جيوب الطبقة المتوسطة و الهشة والفقيرة فقدان الشغل ارتفاع نسبة العطالة بالنسبة لحاملي الشواهد العليا والدبلومات..وخلاصةالقول ؛ فلقد شهد شاهد من أهل مكة عن فشل هذه الحكومة لما أدلى وصرح به عبر فيديو بعض البرلمانيين بعد نهاية التصريح الحكومي،لموقع زنقة 20  والأيام، على أننا بدأنا نسمع عن أمراض قد نقول بأنها انقرضت لتعود في هذا العهد الذي حكم فيه من رفعوا راية محاربة الفساد والريع والتنمية والإصلاح الشامل (السل والجذام ).. نعم ؛ إننا نعيش اليوم بحق أزمة اقتصادية واجتماعية وتعليمية خانقة، ولا مثيل لها وبشتى الألوان في ظل أسوء الحكومات التي مرت منذ عهد الاستقلال إلى اليوم ..وكما قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عبد الرحيم منار السليمي إننا  اليوم نحتاج لتعديل حكومي عاجل قبل فوات الأوان. ولا نحتاج لانتخابات قبل الأوان لأن البديل غير موجود ، ويمكن أن يصعد نفس الحزب والسبب هو أن الساحة السياسية المغربية بأحزابها التقليدية تعيش هذه السنين الأخيرة خريفها العاصف بأجوائه المتقلبة..!!؟



عبد الرحيم هريوى