تشهد محاور القتال في المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس، هدوء حذرا منذ أكثر من ثلاثة أيام، وسط مواجهات متقطعة خاصة في محور طريق المطار الذي حيث تسعى قوات حكومة الوفاق الوطني استعادة السيطرة على المطار.

وتشهد المحاور الأخرى في المقابل هدوء حذر باستثناء بعض المواجهات التي تحدث ليلا دون إحراز أي تقدم لكلا الطرفين. ويرجح أيضا أن يكون صيام المقاتلين وراء إبطاء وتيرة القتال من الجانبين.

وتشهد العاصمة الليبية كل يوم بعد غروب الشمس تحليقا مكثفا للطيران الحربي دون تحديد لأي جهة يتبع. واستهدف طيران حربي يوم الأربعاء، منزلين في مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) دون تسجيل أي إصابات.

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما على طرابلس أكدّت أنه يأتي لتحرير العاصمة من الميليشيات الإرهابية.

وتمكنت قوات حفتر من دخول أربع مدن رئيسية تمثل غلاف العاصمة وهي صبراتة وصرمان وغريان وترهونة. وتوغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس.

وتوقفت العملية العسكرية على مشارف العاصمة فيما تجري اتصالات مع عدة مدن للاستسلام دون قتال. وتقول قوات الجيش الوطني الليبي إن السبب وراء تباطؤ العملية هو حرصها على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وتسوق حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج لرواية لعجز قوات الجيش الوطني الليبي في اختراق الدفاعات حول العاصمة.

إلا أن قوات حفتر أكدت مرارا أن الأمر تكتيكي بالأساس ولتجنب الحاق الضرر بالمدنيين وأملاكهم.

وتعتمد قوات حكومة الوفاق على دعم ميليشيات وجماعات متشددة بعضها موال لجماعة الإخوان وبعضها موال لتنظيم القاعدة.

وتنفي حكومة السراج صحة تلك الاتهامات، لكن قوات الجيش الليبي نشرت صورا وأذاعت لقطات فيديو مؤكدة لعناصر متشددة تقاتل في صفوف قوات طرابلس.

وتؤكد تقارير محلية ودولية أن جماعات متشددة تدعم بالفعل قوات السراج وأن هذا هو السبب وراء التردد الغربي في وقف أو إدانة هجوم الجيش الوطني الليبي على طرابلس.

وتعاني ليبيا منذ 2011 صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة في الشرق.