كم عدد الأقفاف اللازمة لإطعام جميع الفقراء المغاربة؟ من المؤكد أنه تم إجراء إحصاءات وتم تخطيط عدد الأقفاف المطلوبة بدقة كبيرة. ولهذا نرى في جميع أنحاء المغرب حملة واسعة لتوزيع الأقفاف الرمضانية على كل فقرائنا. الله أكبر! الله أكبر!

لكنني مجرد غبي وأحب الغباء لأنه يسمح لي أن أطرح أي سؤال غبي وفي هذه الحالة عن حملة توزيع قفة رمضان هذه، أطرح عددا من الأسئلة. لكنني في نفس الوقت أبذل جهوداً سخيفة مثل أسئلتي، لإعطاء إجابات تبدو لي ذكية للغاية، لأنه في بعض الأحيان  غبي ذكي! نعم إنه أمر متناقض، لكنه أمر طبيعي لأني أنتمي إلى مجتمع غارق في المفارقات.

سؤال: هل يحتاج فقراءنا إلى قفة التغذية خلال شهر رمضان فقط ؟

جواب: بالتأكيد، لأنهم يصومون عن الأكل 11 شهرًا في السنة ويحتاجون إلى الطعام مدة شهر واحد فقط.

سؤال: ألا يكون فقراءنا من النوع الذي يسبت 11 شهرًا في السنة؟

جواب: بديهي، لأنهم يحتاجون فقط إلى قفة واحدة في السنة.

سؤال: هل قفَّة رمضان لها تأثير متأخّر وتطلق مرة واحدة في اليوم، في جسد الفقراء، قدرا من الطعام فيه بركة كافية طوال النهار والليل وخلال 12 شهرًا؟

جواب: هذا واضح لأنهم يأكلون فقط بين غروب الشمس والفجر لمدة شهر ولا شيء آخر خلال الـ 11 شهرًا المتبقية

سؤال: هل الفقراء مثل بعض الزواحف التي يلزمها عدة أشهر لهضم الفريسة الواحدة التي بلعوها؟

جواب: هذه النظرية لا يزال يتعين التحقق منها. لكن من الممكن أن هضم قفة رمضان يستغرق عامًا كاملا.

سؤال: ألن تكون هذه القفة اختراعاً مغربياً جميلاً للقضاء على الجوع والفقر وإنقاذنا من المتاعب اليومية للعمل بحثا عن قوتنا اليومي، وحلا لجميع مشاكل البطالة؟

جواب: هذا هو بالضبط، حيث أن الفقراء يتغذون شهرا واحدا فقط في السنة بفضل بركة قفة رمضان، وبالطبع لا حاجة لهم للشغل طوال السنة بما في ذلك شهر رمضان. ولكن هل الذهاب بمشقة للحصول على قفة رمضان لا يعتبر عملا؟

سؤال: وإذا قمنا بتعميم هذه القفة على جميع المواطنين؟

الجواب: ستكون الحياة بهجة والجميع سعداء ولن يحتاج أحد إلى العمل أو إلى السرقة أو الرشوة أو "تشرميل" للحصول على لقمة العيش!

سؤال: وإذا اخترعنا أيضًا قفة شتوية لإيواء الفقراء والمشردين؟ 

جواب: الأمر بسيط، بركة قفة رمضان التي تغذي الفقراء 11 شهرًا على التوالي، ستكون بمثابة سقف. بمجرد وضعها فوق الرأس وبأعجوبة تتحول القفة المعجزة إلى سقف بيت. وهكذا سيكون كل المواطنين تحت السقف ولن نشاهد أبدا أي مواطن في الشارع نائما على الأرض وسقفه من كرتون.

سؤال: وإذا اخترعنا قفة شتنبر لتعليم جميع أطفال الفقراء؟

جواب: بالطبع، فقط املأ قفة رمضان المباركة بالكتب وهكذا وببركتها نقضي على الجهل ونغلق المدارس ونحل جميع مشاكل الإضرابات والمدرسين بمن فيهم المتعاقدين!

سؤال: وإذا اخترعنا قفة الصحة لعلاج جميع الفقراء؟

جواب: هائل. ما عليك سوى ملء القفة الرمضانية بعقاقير تعالج كل الأمراض بفضل بركتها. وبالتالي سيصبح جميع المواطنين في صحة جيدة، ونغلق المستشفيات، ولن نحتاج إلى الأطباء أو إلى كليات الطب والصيدلة، ونقضي نهائيا على الإضرابات ونحل جميع المشاكل الصحية.

سؤال: أعلمُ أنني غبي، لكن في الأصل وفي البداية ألم تكن قفة رمضان عبارة عن رسالة إلى المسؤولين؟ 

جواب: بكل غباء أعتقد ذلك. توزيع قفة رمضان يعني أن لدينا فقراء في المغرب ويجب القضاء على الفقر لأنه أمر غير طبيعي. حسنًا، سنساعدهم خلال هذا الشهر المبارك، ولكن يجب علينا أيضًا أن ننهض لتغيير الوضع حتى لا يحتاج أي شخص لقفة رمضان في العام التالي. لكن مع الأسف، بدلاً من القيام بذلك عن طريق فهم الرسالة الخفية وراء حملة قفة رمضان في بدايتها، أصبحت تقليدًا سنويا واسع النطاق في جميع أنحاء المغرب ويتم توزيع الأقفاف تحت أعين كاميرات الإعلام في حالة من النعيم والبهجة وكأن الموزعون يرددون " انتبهوا جيدا، كم نحن كرماء وكيف نعتني بفقراءنا!".



 جواد مبروكي