في زيارتي للرباط، مؤخرا، لسحب شهادة للمشاركة من وزارة الثقافة بمناسبة بعض التظاهرات العلمية التي أسهمت فيها أثار انتباهي، وأنا أمر من أمام مقر البرلمان بشارع محمد الخامس، تجمع بعض الأشخاص، لا يصل عددهم العشرين نفرا، ما بين نساء ورجال يحملون شارات حمراء على أذرعهم، وبعض الفتيات يتعانقن ويأخذن صورا للسيلفي مع لافتة وهن يبتسمن لكاميرا الهاتف النقال.

أثار فضولي هذا الحدث وجلست أتفرج كباقي المارة، وكان كل شخص ينضم إلى المجموعة إلا ويوثق حضوره بأخذ صورة سيلفي مع بناية البرلمان مع مناضل صديق أو بصورة فردية، بعدها جاء أحد رجال الشرطة وطلب من المجموعة بأدب الانصراف من أمام باب البرلمان وكذلك كان؛ لكن المناضلين والمناضلات لم ينصرفوا، بل تجمعوا في الحديقة قبالة البرلمان مباشرة وسحب أحدهم مكبرا للصوت ورفع بعض الشعارات وبدأت المجموعة تردد وراءه ما يقول، وسارع أحدهم لتوثيق الحدث مرة ثانية وهذه المرة ليس فقط بالصورة ولكن بالصوت والصورة.

كل ذلك حتى إذا عادوا في المساء إلى بيوتهم نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى حساباتهم "الفيسبوكية" هذا الحدث العظيم !

وأنا أتابع ما يقع تبادرت إلى ذهني صور شخصيات عالمية ووطنية في تاريخ النضال من أمثال المهاتما غاندي وتشي غيفارا وماو تسي تونغ والمهدي بن بركة والزرقطوني وغيرهم وغيرهن من المناضلين والمناضلات من أمثال مليكة الفاسي أو سعيدة المنبهي.

فهل كان هؤلاء يأخذون صورا للسيلفي لنضالاتهم، أم أن التاريخ هو الذي كان يأخذ لهم صورا؟

عبد الرحمان شحشي