هنيئا لك بعندك السيد الوزير, أنت الذي لم تكن عندك عند في سالف العهد, حينما كنت تجد الوقت الكافي لحمل لافتات المطالبة بالملكية البرلمانية واللهاث بشعار  محاربة الفساد والاستبداد..., الآن وقد تغير الحال والزمان, ولم يعد رميد اللحظة كرميد الأمس, الآن من حقك السيد الوزير أن تحرص على وقتك الثمين, وأن تحذر من إضاعته في الحديث مع الغوغاء الذين لا يستحقون جملة مفيدة, وأظن أنك كنت كريما وأنت تضيف كلمة عندي إلى كلمة القطار التي لو لم تكن كذلك لنطقت بها وحيدة دون تكرار, لأن تكرار شبه الجملة (عندي القطار) كلفك نفسا أنت في حاجة إليه.

بعد أن تأخذ قطارك وتتخلص من المتطفلين اشرب قهوتك وتمل بصفة الوزير ذات الرنين الجميل, واغلق أذنيك وأغمض عينيك عن كل مشهد صراخ أو عويل أو سحل لمواطن في الشارع, فأنت وزير وكفى, أما حكاية حقوق الإنسان فهي متبل فقط, والحمقى والنوكى هم من يتممون الجملة ولا يتوقفون عند الكلمة الأولى.

لك بريق الوزير وامتيازاته وحظوته ومكانته, أما حقوق الإنسان فلاهي لك ولا أنت لها, ربما ليس في هذا الوطن إنسان لأن تكون أنت وزيرا لحقوقه, وربما هناك إنسان لكنه لم يرق لأن يحظى بعناية السيد الوزير وبتدبر حقوقه, وفي انتظار أن يتشكل الإنسان فينا لك أن تتملى بصفتك الوزارية وأن تنسى ما دون ذلك وما فوقه, وإن حدثوك عن خرق لحقوق الإنسان فلا تعر كلامهم اهتماما ولذ دائما ب "عندي القطار" "عندي الطائرة" "عندي الوليمة", واترك من لا عند لهم في غيهم يعمهون.

ظلموك السيد الوزير, تكفيك سنوات القهر والحرمان التي عشتها وأنت في حضيض الهامش الاجتماعي والسياسي, لماذا يحاولون إقحامكم في حنظل   حياتهم دون أن يتركوا لجلالة شخصكم أن تتمتع بنعيم اللحظة المقيم؟ لا شك أنهم حساد من النوع الأول الراسخ في الحسد, يسعون إلى إفساد حلاوة عيشك بترهاتهم وعلقم حياتهم, فلا تقترب منهم بعد اليوم  حتى لا يمسك طائف  من عذابهم.

 

بالأمس ما في راسكش, واليوم عندك القطار, وغدا عندك حساب عسير ستؤدي فيه الثمن غاليا, أنت الذي استمرأت المنصب ولم تلتفت لمرارة نتائجه وللأمانة الثقيلة جدا جدا. فامرح وتمتع كما تتمتع الأنعام, وتأكد أن اليوم خمر وغدا أمر



 نورالدين الطويليع