أتعب العديد من القياديين، في حزب العدالة والتنمية أنفسهم، في ابتداع حجج، أكل على الدهر وشرب، من أجل حجب الشمس بالغربال، من خلال الانتقادات والتهم الأخلاقية، التي تحاصر الحزب، والذي تنكر وانسلخ عن مرجعيته الإسلامية، التي من أجلها، تصدر النتائج، التي أفرزتها صناديق الاقتراع، واحتلاله للمرتبة الأولى، إبان الاستحقاقات التشريعية الأخيرة.

هذا الجهد، في البحث عن التبريرات، الغير المجدية، كشفت وبالملموس، أن حزب المصباح، تعرض وسيتعرض، لبركان حقيقي، سيبدل لا محالة، الكثير من مبادئه.

. فأطماع صقور العدالة والتنمية، والتهافت على الكراسي الوزارية، والمناصب السامية، في عهد حكومة بنكيران، وكذلك خلال ولاية العثماني، هذه المجاعة واللهطة السياسية، ونرجسية قياداته، أنستهم مرجعيتهم الاسلامية، وشعاراتهم الرنانة، التي تعاقدوا من أجلها مع المواطنين، والتي أصبحت الآن في خبر كان.

المبادئ التي طالما كان الحزب، يتبجح بها أمام خصومه السياسيين، تنازل عليها اليوم، وخير مثال، ما صرح به الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، بنكيران، خلال كلمة له، مع قيادات حزبه في مدينة مراكش، الذي اعتبر أن هناك أمورا، ليست بالجيدة، بدأت تظهر بالبيجيدي، مشيرا بوجود حالات التحرش، بنساء الحزب.

وقال بنكيران، أنه لا يريد التدخل في الأمور الشخصية للأعضاء، قبل أن يتابع الكلام بقوله "لكننا لسنا حزبا متهتك"، مؤكدا أن النساء، يجب أن يلقين أعلى درجات الاحترام، والتقدير الممكنة، وأن المرأة يجب أن تكون مقدسة داخل الحزب، وأن تكون العلاقات مع الرجال، في إطار مصالح واضحة، شرعية ومشروعة، غير قابلة للنقاش"، حسب تعبيره.

مضيفا باللهجة العامية "واش بدينا كنسمعو حتى التحرش داخل الحزب وكلام ماشي هو هذاك".

وقبل هذا، نجد النائبة البرلمانية، أمينة ماء العينين، التي أثارت جدلا واسعا، بعد تداول صورا لها، بلا غطاء رأس، وبملابس عصرية، تتجول وسط عاصمة الأنوار باريس، وكذلك ظهورها داخل كاتدرائية، "الساكري كور"، في نفس المدينة الفرنسية، بالإضافة، إلى ظهورها وهي تستمتع بأوقاتها، في الشارع، بملابس وصفت، بأنها غير محتشمة.

وبعد ماء العينين، ظهور وزير التشغيل، في حكومة سعد الدين العثماني، والقيادي بحزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، رفقة شابة، تصغره بأربعين سنة، وهما يتجولان ليلا، بأحد شوارع العاصمة الفرنسية، يدا في يد.

هذه الخرجات الغير المسؤولة، لأعضاء حزب العدالة والتنمية، التي ستعمق أزمته الحقيقية، بشكل مباشر، فهو الآن، أمام امتحان صعب، ونفق جد ضيق، بسببه استنزف جزء مهم، من نضاله السياسي، ورصيده الشعبي، من خلال وقوعه، في غرام المناصب، والسفريات الخارجية الغير المحدودة، والملذات الدنيوية، التي كانت في الماضي القريب، خط أحمر لقياداته، عندما كانوا في المعارضة.



مصطفى طه جبان