النفاق الاجتماعي وما أدرك ما النفاق ظاهرة أصبحت جزءا من حياتنا؟؟ ظاهرة المناصب ظاهرة المنافع ظاهرة التملق ظاهرة الصعود للمناصب بسرعة البرق إنها ظاهرة أصبحت ساعات حياتنا تدور في فلكها يوميا كيف لا وقد جعلنا كل حياتنا نفاق في نفاق= إنحلال الأخلاق وإنحلال القيم والمبادئ ثم الفساد آفة المجتمع القاتلة التي تربينا عليها لتصبح حياتنا لا تستقيم إلا بها للأسف كم من منافق بين ظهرانينا وكم من متملق يدفع مبالغ طائلة من أجل النفاق( إعلانات- تهنئة-..إلخ) وكم من أمور حياة لا تسير إلا بنفاق مخجل غريب.

أقول أمامك شيء ومن خلفك أشياء أقول ن فلان ذو أخلاق ممتازة ومن خلفه أطعنه بكل سكاكين النفاق، إن النفاق الاجتماعي يتجسد بالدعايات الكبيرة والتهاني الأسبوعية وشكر الشخصيات الاعتبارية البارزة ذات الشأن والتأثير بحجة إننا نقدر ونجلهم، عدا مظاهر البذخ في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة عملا بالقول "شوفوني يا ناس" أنا فلان ابن فلان.

ما يجري في مجتمعنا هو أمر مؤلم وشيء محزن ومقلق، فقد خدعتنا المظاهر، وشدتنا المفاتن واستبدت بالناس الأنانية، وإختفت روح الجماعة، وتلاشت المحبة والمودة الخاصة، وغاب الوفاء، واستشرى حب المال، وبات النفاق أمرا طبيعيا عند أغلب البشر في أسلوبهم في الحياة، بينما صار الصدق مرفوضا وعملة نادرة، ومن يسلك طريق الحق ويتبع الصدق نهجا في عمله وتعامله وسلوكه و أفكاره وقيمة ومبادئه هو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة وليس من أبناء العصر "الموديرن"، فليس كل ما يلمع ذهبا، وأمام هذه الكارثة الأخلاقية الاجتماعية وهذا الواقع الاجتماعي البائس المتردي كم نحتاج إلى الجرأة والمصداقية والمواجهة العنيدة ومحاربة كل مظاهر النفاق واجتثاثه من جدوره.

لقد آن لمجتمعنا النهوض من سباته، بمثقفيه وأكاديمييه، بالتنوير والتثقيف والتوعية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة بهدف التخلص من العادات والظواهر الاجتماعية الضارة التي تفتك به وتهدد مستقبله، والعمل على بناء حياة مدنية عصرية على أسس جديدة بحكمة والعقل والتفكير العلمي وقائمة على الصدق والنقاء والقيم الأخلاقية الحضارية والتعاليم الدينية الحقيقية.

قال الله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم"28" كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة هو الخاسرون"29"الثوبة).

يقول تعالى واصفا حال المنافقين إن حالكم أيها المنافقون كحال أمثالكم ممن سبقوكم إلى النفاق والكفر، وقد كانوا أقوى منكم وأكثر أولادا وأولادا، استمتعوا بما قدر لهم من حظوظ الدنيا، وأعرضوا عن ذكر الله وتقواه، وقد هتك الله سبحانه وتعالى أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلا لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر.

عم ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله "ص": (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغانمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع) صححه الألباني.

فهل هذه الظاهرة من الحضارة بشيء وهل نحتاجها كل يوم أم أن الأمور أصبحت من المسلمات التي لا يمكن لنا أن نغيرها فتتغير أنفسنا وسلوكياتنا بها.

ولعل في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عبرة لمن يعتبر بأن هذه الظاهرة ليست من أخلاقنا أن النبي قال (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) رواه البخاري.

فكيف بالمنافقين إذا حشروا إلى جسر جهنم؟ وهو أدق الشعرة، وأحد من السيف،وهو دحض مزلة، مظلم لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطئ الأقدام.



 عمر دغوغي الإدريسي