وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً .....عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

نصيحة : يا شياتة العصابة  التي  تصارع  من أجل الاستمرار  في التسلط على الشعب  الجزائري ، أنصحكم  أن  لاتقرأوا  هذا المقال  لأنه  سيفجر  مرارتكم ، وسيزيدكم  غصة  على الغصص التي داهمتكم  مع ثورة 22 فيفريي 2019.

أعلم أن عددا من الشياتين الجزائريين ومن الذباب الالكتروني الجزائري أعداء  الشعب  الجزائري وليس فقط  الذباب الروسي أوالإماراتي كما جاء في إحدى المقالات  المنشورة  في أحد أركان  جريدتنا  الغراء  الجزائر تايمز ، أعلم  أن هؤلاء  الذين  يرتعدون  اليوم  خوفا من  القضاء  المبرم  على  السلطة  الحاكمة  الآن في الجزائر  ونحن  في أواخر مارس  2019  ، أعلم  أنهم  مرعوبون  خوفا  من  القضاء  المبرم  على هؤلاء  المجرمين  الحاكمين في الجزائر لأنهم   كانوا بقرة حلوبا  لهم ، ويمكن أن لهم الذباب الالكتروني  أو الأفاعي  التي  ربتها  السلطة  المتسلطة على الجزائر منذ  57  سنة ، أعلم  أنهم  لن  يقبلوا  بما  سيأتي  في  هذا  المقال لذلك أنصح  كل من  لا تزال  فيه  حبة  خردل  من الحنين أو الطمع  في بقاء هؤلاء المجرمين  القتلة  في  السلطة ، أو عودة  أي سلطة الماضي  السيء الذكر في أي صفة كانت ،  أنصح كل  هؤلاء  أن لا يقرأوا   هذا  المقال لأن  مرارته  ستنفجر  فهو  مقال  موجه  لأحرار  الجزائر  من أجل  استكمال  استقلال  الجزائر الحرة  الأبية ، استقلال  وطن  الشهداء  أمثال ( وليس ذلك على سبيل الحصر )  أمثال : العقيد عميروش وديدوش مراد والعربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وغيرهم بمئات الآلاف إن لم  يكونوا  بالملايين  من مشاهير الشهداء الحقيقيين  وليس الذين  زورتهم  السلطة االتي اغتصبت الثورة ... ولست  مع  الذين  يقولون  لهؤلاء  الشياتة  الملتحقين  بثورة 22 فيفرييي 2019  عفا  الله  عما  سلف ، فهؤلاء  لو  استنسخت  السلطة القائمة الآن  من  جلدها  سلطة  أخرى  فسيزيدون  من  تعذيب أحرار الجزائر والتمثيل  بجثث أحرار  الجزائر  وسوف  يعملون  على  إدخال  القوى  الخارجية  لتحميهم  كما  فعل  بشار  المجرم  الذي  استنجد  بالروس  ويعلم الله  ماذا  سيفعل بأحرار  سوريا  حينما  يستتب  له الأمر ... نحن  لسنا  سوريا  ولا العراق  ولا ليبيا  ولا تونس ، الشعب الجزائري  من أقصاه إلى أقصاه  يد  واحدة  من أجل  طرد  آخر مجرم  من  عناصرالسلطة  القديمة  التي  حكمت منذ  1962 ..

كانت الجزائر طيلة  57  سنة  ولا تزال  ( ونحن في أواخر مارس 2019 ) كانت  تعيش  تحت رحمة  عصابة  من المجرمين  واللصوص  لاتخاف الله ولا تعرف الرحمة ،  وعلينا  أن  نؤكد  أن الجزائر  لم  تكن قط  دولة  يحكمها  نظام  ((régime –système مثل  بافي الدول  الجزائر كانت ولا تزال تتسلط عليها  عصابة  اغتصبت  السلطة   ...السؤال  هو :

أولا : هل في الجزائر نظام  حاكم  مثل باقي  الدول  أو أشباه الدول ؟ :

فعلا  لقد كان أقوى شعار بلغته  الجماهير الجزائرية التي انتفضت  منذ يوم 22  فيفريي 2019  ولا تزال مستمرة  هو شعار ( الشعب يريد تغيير النظام )  و الذي كان الأقوى منه  هو شعار ( الشعب يريد إسقاط  النظام ) ، ولما  سمعتُ أنا  هذا الشعار  الذي كان في  زمن مضى من الأحلام  وها  قد أصبح  حقيقة  منبعثة من  حناجر أحرار الشعب الجزائري  بكل أطيافه  ،  وخاصة  حينما  ترى  الرجل  الجزائري  وهو يعبر للصحافة  بلهجة  عامية اختلطت  فيها الأمازيغية  بالعربية  والفرنسية وقد  خنقته  دموع  الفرح وهو يردد  : بأنه لا يستطيع  التعبير عن  أحاسيسه  في هذه  اللحظة  الفارقة  في  تاريخ  حياته ، وقد  يختنق وهو  يقول : " أنا  لست  مُصَدِّقاً  لما  أرى  وأسمع ، بل رأيت  كهلا  يخطو نحو  الشيخوحة  يقول "  والله  أنا  وسط  هذه  الأمواج  من  الثوار لا  زلت  لم  أستوعب  أين  أنا  وماذا  يخرج من  فمي "  وقال  آخر  حقا  كم  انتظرنا  هذه اللحظة  لنستكمل  استقلالنا  الذي  اغتصبته  العصابة  التي  كانت  قدرنا "

لم يكن الشعب الجزائري أبدا قد عاش تحت سلطة نظام  معين ، إنه عاش 57  سنة من الاحتجاز في ثكنة  عسكرية مساحتها 2.381.741  كلم مربع ، وكان الشعب  يرزج تحت أنواع  من التسلط :تسلط العسكر، و تسلط المخابرات العسكرية وتسلط  شياتي العسكر ، وتسلط  شيياتي المخابرات وتسلط  سوناطراك وجاء  بعد ذلك  تسلط أصحاب  الشكارة ، وكان الشعب  كالقطيع  يتقاذفه  كل  هؤلاء  ويمارسون عليه  شتى أنواع  الاحتقار والتعذيب  والقهر الاقتصادي والاجتماعي  حيث  لم  يكن هناك  " نظام حاكم " (régime -système)حتى نقول إنه  يمارس عليهم قهرا  سياسيا ، أبدا كانت الجزائر  كلها  عبارة عن  (  دشرة  أو ثكنة )  يحكمها  قانون  الغاب أو قانون الأقوى : ففي  زمن  بومدين كان يحكمها  بيد من حديد  وبكل  عجرفة  الجاهل  الجهول ، لأنه استولى على السلطة  بانقلاب  عسكري  مسلح  وبقي  كل الذين  بيدهم البندقية أو يملكون  دبابات  أو غيرها من  القوة العسكرية  تحت  سيطرته  وهم  الذين  يمارسون  على الشعب  الجزائري  كل أنواع  القهر  والتسلط  ، وحينما  اشتد  الضغط  بعد موت  بومدين  ( خرج  ليها  العسكر بالطاي طاي )  واستعمال القوة  المفرطة  التي  بيده  ليمارس  قهر الشعب في أبشع  مناظره  في تاريخ  البشرية   ( أحداث  أكتوبر 1988 – العشرية  السوداء 1992 – 1999)   ، ولما  جاء  بوتفليقة  عام  1999  حاول أن يخلق  توازنا بين تسلط  العسكر  والمخابرات  وتسلط  أصحاب الشكارة  لكنه  أصبح  مسخرة  بيد  الجميع ، فقد سحبوا  منه  السلطة  وتركوه هو  وأخوه  السعيد البليد وكل الذين  يحيطون  بالرجل  المحنط  ، تركوهم  يعيشون في وَهْـمِ  ( السلطة )  ، وفسحوا لهم المجال  ليضربوا بعضهم  ببعض ، ويكتبون  للعشب باسم  المحنط   رسائل  مثيرة للشفقة  لأنها تدل  على  ضحالة  في التفكير مع  الجهل  المطبق  بما  يجري  وسط  الشعب  من  غليان قبل  قيام  ثورة  22  فيفريي 2019 ....لقد كان المشمول بغضب الله  حاكم  الدشرة  المدعو بوتفليقة  لعبة  في يد كل أولئك  وخاصة  أن  المخابرات  قد  قطعت عنه  وعن أخيه كل  الأخبار  الحقيقية لما  يجري  وسط المجتمع  الجزائري من  غليان  حتى  أصبح  المسكين كما  يقول  إخواننا  المصريين ( كالأطرش في  الزفة ) ...

إن من يعتبر السلطة  التي  كانت في الجزائر في الفترة ما بين  1962 و 2019  ( نظاما )حاكما  فهو ساذج  لا يفقه في السياسة   شيئا  أو إنه  يريد  تسمية  ذلك  التسلط  على الشعب  الجزائري ( نظاما )  نكاية  في الشعب  الجزائري لأن  الحقيقة  هي أنه  منذ  فاتح  نوفمبر 1954  والجزائر  تعيش  في  القتل  والتقتيل والاغتيالات  ، لكن  العصابة الحاكمة  كانت  تتبجح  بأن في  الجزائر  مؤسسات !!!  فقد  قلنا  ورددنا  أنه  لم تكن في الجزائر مؤسسات ، كانت  جماعة  واحدة  يمكن أن  نطلق عليها  تجاوزا  اسم مؤسسة  وهي  مؤسسة  ( العسكر )  لأنها  كانت  تُـنَـفِّـذُ  شروطا  مقررة  في تصريحات  19 مارس  1962  والتزام  عصابة بومدين  مع  المستعمر الفرنسي  بنتفيذها  حرفيا   وهي  تلك  الواردة  في  قسيمة الاستفتاء ليوم  فاتح  جويلية  1962  التي  منحها  الجنرال دوغول  لعصابة بومدين  تحت مسمى  ( تقرير مصير الشعب الجزائري )  وكانت تقول  قسيمة الاستفتاء  المسموم  حرفيا : "  هل تريد  أن  تصبح  الجزائر دولة مستقلة  متعاونة  مع  فرنسا  حسب  الشروط   المقررة  في  تصريحات  19  مارس 1962 (  نعم –oui ) ...لقد كانت جماعة ( الحلوف ) من العسكر  الجزائري تسهر على تنفيذ  ما ورد  في قسيمة  الاستفتاء  المسموم وخاصة  شرط  أن  تكون  الجزائر : " متعاونة مع فرنسا حسب  الشروط  المقررة  في تصريحات  19 مارس 1962 "  وقد  صوت الشعب  المخدوعُ  والمُخَدَّرُ  بفرحة  المِنْحَةِ  التي  تبرع  عليهم بها  الجنرال دوغول  بعد  المفاوضات  التي  كانت  تديرها  في  الخلف عصابة بومدين بعد الانقلاب على  الحكومة  الجزائرية  المدنية المؤقتة  في جويلية 1961 ...  فجماعة  ( حلوف ) العسكر هي التي كانت  مُـتَّحِـدَةً  ومتراصة  ضد  المصالح العليا للوطن ، فأول  خدمة  قدمتها  للشعب الجزائري  بعد نجاح  مخططها في 05  جويلية  1962  هي  عمليات  تصفية الحسابات وهي كثيرة جدا نذكر منها  مثلا :

1) إعدام محمد شعباني عام 1964 رميا بالرصاص لأنه كان يعارض إشراك ضباط  فرنسا في السلطة

2) اغتيال  محمد خيضر في  مدريد عام 1967  لأنه كان يتوفر على  ملفات  سرية تفضح  تواطؤ عصابة  بومدين مع الجنرال دوغول في نسج  مهزلة  خدعة   تقرير مصير الشعب  الجزائري ، ويقال إن الذي أوعز  للمخابرات باغتياله  هو عبد العزيز بوتفليقة  عندما أصبح وزيرا  لخارجية  بومدين .

3) كريم بلقاسم الذي شنقته  المخابرات العسكرية الجزائرية  بغرفته  في فندق  برانكفورت عام 1970 لأنه  جاهر بمعارضة  عصابة بومدين المتسلطة على الشعب .

4) علي مسيلي الذي اغتالته المخابرات العسكرية  الجزائرية لأنه  كان  عضوا  في  المخابرات  أثناء الثورة  ويعرف  الكثير عن  خبايا  مؤامرات  عصابة بومدين أثناء الثورة ، ولما  هرب إلى  فرنسا  تبعته  المخابرات العسكرية  الجزائريةواغتالته  هناك عام 1987 ..

5) الرئيس محمد  بوضياف الذي اغتيل أمام كامرات العالم  يوم 29 يونيو 1992  لأنه  كان من المعارضين الأوائل لعصابة بومدين  وفَطِنَ للهاوية التي تسير نحوها  الجزائر حيث كان أول من أسس حزبا اسمه ( حزب الثورة الاشتراكية )في سبتمبر 1962  أي  بعد  شهرين  من  مهزلة 05 جويلية  1962  وهو  أول  حزب  خارجَ  ما يسمى جبهة التحريرFLN لأنه كان يعتبر أن جبهة التحرير قد انتهت مُهِمَّتُهَا  وعليها أن تسلم  السلطة  للشعب  ليحكم  نفسه  بنفسه عن طريق التعددية  الحزبية .. لكن  العصابة  الحاكمة  سجنته  عام 1963  وحُكِمَ عليه بالإعدام  لأنه  خرج  عن طوع عصابة  بومدين ، وبعد أن قضى ثلاثة أشهر في السجن  يقال إنهم أطلقوا  سراحه  لكن المؤكد أنه  فَـرَّ من السجن وقصد تونس ومنها إلى باريس ثم سويسرا  إلى أن استقر  بالمغرب الأقصى  حيث  قضى فيه حوالي 30  سنة إلى أن  استدرجته  عصابة بومدين  لاغتياله  فاستدعته إلى  الجزائر  ليترأس المجلس الأعلى للدولة  يوم 16 يناير 1992  أي في عز  الانقلاب  على  الشرعية  الشعبية  لانتخابات  دسيمبر 1991  وفي عز  التهييء  للمجازر  التي  سوف يقودها  المجرم  الجنرال  خالد  نزار  وهو  من  دفعة لاكوست ، ولما اطمأنت  العصابة المتسلطة على الشعب الجزائري  لوقوع  الرئيس محمد بوضياف  في الفخ  وقضائه خمسة أشهر ونصف الشهر لأنه  بعد تردده  حضر إلى الجزائر تلبية  لنداء  الواجب الوطني يوم 16  جانفيي 1992  ليكون على رأس المجلس الأعلى للدولة ،فاغتالته  العصابة  بدم بارد أمام كامرات العالم  يوم 29  جوان 1992  لأنه  كان ضمنفي  لائحة  أكبر أعداء عصابة بومدين  فاغتالوه  رحمه الله  وارتاحوا  من  شخص  كان  شوكة  في  حلق  العصابة  ومن  لا يزال  منها  على  قيد الحياة  إلى  اليوم ، ولا يفوتنا  الذكر أن بوضياف سبق المرحوم  الحسين آيت أحمد  في الخروج  عن  عصابة  بومدين  حينما  تمرد  عنهم  المرحوم  آيت أحمد  وخرج  من  تنظيمهم الإجرامي وأسس  هو أيضا   حزب ( جبهة القوى الاشتراكية ) عام  1963  فقد كانت لهما  رؤيا  موحدة  نحو موضوع : ( الجزائر بعد الاستقلال ) أي أنهما  فَـطِنَا  معا بأن الجزائر  تتجه إلى  الهاوية  بسبب  سقوطها  في  يد  مافيا  عصابة بومدين التي تجهل أدنى قواعد  تسيير شؤون  ولو  ( دشرة )  من مداشير  الجزائر فما بالك  بتسيير شؤون  ( دولة ) بحجم  الجزائر ..

من كل  هذا  نستنتج  أن  على المتظاهرين اليوم أن لا يرفعوا شعار(الشعب يريد إسقاط النظام)  وأن  يتم تعويضه  بشعار ( الشعب  يريد طرد  العصابة المتسلطة علينا ) لأننا  إذا اعتبرنا  هذه كانت  تشكل  ( نظاما  حاكما )   مثل بقية دول  العالم فذلك   يعتبر  تجني  على الشعب الجزائري  وزيادة في احتقاره   وظلم  في حقه  لأنه  لم يعرف  قط  حكم  نظامٍ  معين   بل  كان  يعاني  من تسلط  عصابة  مَصَّتْ  دماءه  وخربت  بلاده  بالتواطؤ مع  الاستعمار  الفرنسي  حتى بعد رحيل  المستعمر  ...

ما يسمى بالمؤسسات  في الجزائر هي عبارة عن دكاكين ومواخير تتجمع فيها العصابات :

لقد  ظهرت  مؤخرا   قضيتان  أكدتا  أن  الجزائر  ترزح  تحت  وطأة  سلطة  غير شرعية  ولم  يكن  يحكمها  نظامٌ معين  قط  ، الفضيحة  الأولى  هي  سكوت  المجلس الدستوري  على  الحالة  الصحية  للمحنط  بوتفليقة  وقبلت ملف  ترشيحه  للعهدة الرابعة  في  2014  ، كيف  سمح هذا المسمى  بالمجلس الدستوري  لنفسه  أن يقبلضمن  ملف  ترشيح  بوتفليقة  الشهادة الطبية  لبوتفليقة  وأعضاء  المجلس  يعرفون  كلهم  أن بوتفليقة  بدأت  علاقته  بالمستشفيات  منذ  2005 ، إلى أن عاد من  مصحة ليزانفاليد  في 16 جويلية 2013  على كرسي متحرك ، ثم يعود إلى  مستشفى فال دوغراس  ما  بين 13 و 16  جانفيي 2014  وقد تدهورت  صحته  تدهورا  خطيرا  ، فلماذا  يقبل  ما يسمى  المجلس الدستوري  الشهادة الطبية المفروض أن تكون  ضمن ملف  ترشحه للعهدة  الرابعة  وهذا  المسمى  المجلس الدستوري  يرى بعيونه  حالة  بوتفليقة  الصحية  التي  تـتستر عنها  الدولة  الفرنسية  وتفرضه  على الشعب  بتآمر مع  عسكر  الجزائر ؟  لا شك  أن  المسمى  بالمجلس  الدستوري  متواطؤ  مع  المستعمر  الفرنسي  الوصي الأبدي  على الجزائر ومن  يمشي على  أرض  الجزائر ( حسب  الشروط  المقررة  في تصريحات  19 مارس 1962 ) .... أما  القضية الثانية  فهي  فضيحة  700  كيلوغرام  من الكوكايين  على متن  باخرة  برازيلية  قاصدة  ميناء  وهران  والتي  كشف أمرها  الأمريكان  وبلغوا  الدولة الإسبانية  التي  اعترضت  هذه  الباخرة  في  المياه الدولية  ولما  تأكدت البحرية الإسبانية  من الخبرية  الأمريكية  اشترطت  تسليم  هذه  الباخرة  للبحرية  الجزائرية  بالطبل  والمزمار أي  بحضور  الصحافة  المحلية والدولية  حتى  لا تتسر  العصابة  الحاكمة  في الجزائر  على هذه الفضيحة  ، وكانت  ربما  هي  القشة التي  قصمت ظهر  العصابة الحاكمة في الجزائر ، لأنه من  تاريخ هذه الفضيحة ( نهاية  شهر ماي 2017 )  بلغ  السيل الزبى بالنسبة للشعب  الجزائري الذي  كان  مستعدا  للثورة  ، فكانت  - ولله  الحمد -  الثورة  بعد  سبعة  أشهر ونيف  بعد فضيحة  الكوكايين ....

سنبدأ  بما يسمى ( المجلس الدستوري ) من أين جاء  بهذه الصفة  الفارغة ؟  فهي جماعة من اللصوص  تتخذ من  دكان  في مكان ما  بالعاصمة  الجزائر تجتمع فيه  وتغتني من خيرات البلاد  بحجة  حماية  تطبيق ما يسمى ( الدستور )  الجزائري الذي  يلعب  بمضامينه  رئيس العصابة  بوتفليقة  كيفما  أراد بل  كان يدوسه  بقدميه  يوم  كان  سليم  الصحة  واليوم  يدوسه  بعجلات  الكروسة  التي  يركبها ، سلوك  هذه  العصابة هو  احتقار كل  ما  في  وجه  تسلطها  ومواجهته  بالعنف  بل  وتكسير عظامه  بالقوة  القاهرة  ، فمتى كان للجزائر  مجلس  دستوري  حتى نقول  كان عليه  أن يفعل كذا  وكذا ؟  كان  هذا  الدكان  وكرا  لصياغة  المقالب  والمناورات  الإجرامية  الخارجة  عن الدستور حتى  يدوم  الحال على ما هو عليه  في  يد  عصابة  بومدين لتستمر في  تعذيب  الشعب  الجزائري  وتمديد  معاناته ، إنه  مجرد  ديكور لا قيمة له لأنه  مشلول الفعالية  والنجاعة  القانونية ، ومتى كان  للعصابة  فعالية ما عدا  نجاعتها  في  مص دماء  الشعب  الجزائري  طيلة  57  سنة  الإمعان  في تقتيله  في العشرية السوداء .

ونثني بالدستور ، ونسأل هل  للجزائر دستور  يتحكم  في سلوك العصابة ؟  معروف  في  العالم  أن  العصابات هي  فوق  الدساتير والقوانين  بل وجودها  مبني على  البندقية  والدبابة  والصاروخ ، ومن  يعتبر ذلك الحبر على  الورق  المسمى ( دستور) الجزائر بأن له القوة  الزجرية  على  هذه العصابة فهو  مغفل  بليد لأن  عمل العصابات  لا علاقة له  بالدساتير  المتعارف عليها  في  العالم  بل  العصابة  تضع  دستور الجزائر على  عتبة أبواب  دكاكينها وتدوس على أوراقه  إمعانا  في  احتقار كل  شيء  مكتوب على الورق  الذي  سموه ( دستورا ) ما  قيمة دستور لن  تجد له أثرا  في  الحياة اليومية  للشعب  الجزائري ، لا يسمع  الشعب  بهذه الوثيقة  إلا  عندما  يلعب  بوتفليقة  بصياغة  مدة  تسلطه  على الشعب ، فمرة  يطبع  هذه  الوثيقة  بالمَلَكِيَّة  الأبدية الخالدة  التي يحلم بأن يكون ملكا  على  الجزائر بهذا  الدستور، وأحيانا  يطبع  في  المسمى الدستور  كل  ما يؤدي  إلى  التسلط  الأبدي  على رقاب  الشعب  وهو  ما فعله  ومارسه  دون  أن  تحرك  العصابة  المنزوية  في  الدكان  الذي  كُـتِبَ على بابه  ( المجلس الدستوري ) دون أن يحرك  ساكنا  لأنه  عبارة عن ماخور  للفساد الأخلاقي  وأعضاؤه  لهم  مشاغل  لا تختلف  عن مشاغل  عصابة الجنرالات  ومافياتها  من الفاسدين  المفسدين ..

ونذهب  لسوق تسمى ( البرلمان الجزائري) لإنتاج  القاذورات  القانونية  ويتكون  من  سوقين  هما  سوق المجلس الشعبي الوثني الذي لا علاقة له لا بالشعب ولا بالوطن ، والسوق الثانية هي مجلس الأمة  أو حاشاكم  مرحاض  العصابة المتسلطة على الشعب الجزائري ،  لكن من  أي  مخلوقات  يتكون هذا  السوق  ومرحاض  السوق ، وحاشاكم  تعرفون  مراحيض الأسواق ودرجة  عفونتها  ونتانة  روائحها  الكريهة  التي  تفوح من على مئات  الكيلومترات ، هذه  السوق المسماة ( حاشا  برلمانات  العالم الشريفة )  بالبرلمان هذه السوق  تتكون  من أعفن  وأفسد  المفسدين  في الدنيا من  لصوص  المال والذين يحتقرون البلاد  والعباد ، هذه  المخلوقات تجتمع  في  تلك السوق  ومرحاضها  لإعطاء  العصابة  صفة  الوجود  التسلطي  الخبيث ، وكلما  تراءى  لهذه  المخلوقات  التي تؤثثهذا السوق أن  في  الأمر  خطر  على وجودها  دست رؤوسها  في  الرمال  من شدة  الجبن لأن  غالبيتهم  جاءت  من  الوكر  الكبير  للعصابة الحاكمة  المسمى جبهة التحرير الوثني ( رحم الله عبد الحميد مهري ) الذي  توفي  وهو يتحسر على ما آل إليه  الحزب  العتيد  ومصير  بلاده  برمتها .

هل في الجزائر أحزاب  ونقابات كمؤسسات  لتأطير الشعب ؟ أكبر دليل على انعدام وجود أحزاب أو نقابات  في الجزائر كمؤسسات  تعتبر أعمدة  من أعمدة  الدولة  أن الشعب الجزائري  يعيش يوميا  منذ  ثورة  22 فيفريي  2019  بقوة  الفطرة  وصفاء  السريرة  ويسير  في  شوارع  كل  المدن الجزائرية   وبكل أطيافه  المجتمعية  في حالة  انشراح  من جراء  تكسير  كل  القيود  الديماغوجية التي  كان  بعضهم  يُصَدِّقُهَا ،  كل  ذلك  بدون  تأطير لا من طرف  أجزاب  معروفة أو نكرة ،  بل أصبح الشعب  الجزائري  كيوم  ولدته  أمه : صافي  الذهن  بصفحة  بيضاء  ناصعة ، تسري  المودة  والإخاء والمحبة  بين الجميع وبين  كل أطيافه  وبين كل الأعمار ، نساءا  ورجالا  ،  فقد  تخلص الشعب  من  وَهْمِ  القيود  التي كانت  تعتبرها  الأحزاب  بمثابة  البَيْعَةِ  الشعبية لها  ولديماغوجيتها  الوهمية  التي  قيد  بها  الشعب  وصارت تتلاعب  بمصيره  كيف تشاء  ، فالشعب  لم  يبايع  أحدا  قط  ، أعيد  وأقول : الشعب  لم  يُبَايِعْ  أحدا  قط  ولن  يبايع  أحدا  قط  في  المستقبل فهو اليوم  كما  يعيش  حالة  ما قُبَيْلَ  ثورة  الفاتح  نوفمبر 1954  أي  تجمعه  قضية  واحدة  وهي سفينة الوطن الواحد  التي  يركبها  الشعب  الواحد  يحافظ عليها  برموش  عيونه  بل بدمائه  الزكية ، فهذا  هو الشعب  الجزائري  الذي  كان  قبيل  اندلاع  ثورة  فاتح  نوفمبر 1954  حيث  كان  مشحونا  يثوق  للحرية  ومستعد  لأن يدفع  دماءه  من أجل  ذلك  ،فاليوم  بعد ثورة  22 فيفريي 2019  ،  فلا  أحزاب  ولا نقابات  ولا منظمات  مجتمع تفرض  عليه  نمطا أو تصورا ، إنه  اليوم شعبٌ  خارجَ  أيِّ إطار يُـنَمِّطُهُ ،  فقد  وحدته  الحُكْرَة  والبطالة  وهزالة  المعيشة  وارتفاع  الأسعار  وانعدام  مواد  الغذاء  في أبسط  شكلها  ونوعها  وسوء  العناية الصحية  ونشر  الجهل  التعليمي والإصرار  على تفقيره  رغم  البحبوحة  المالية  للسلطة  المتسلطة ووو .. هذا  ما  وحده  في  هبة  واحدة  وكأنه  رجل  واحد  ، فمتى  كان للأحزاب  سلطة  على الشعب  حتى  نعتبرها  مؤسسات  ومن أي  سلطة أخذت  مرجعيتها  وسلطتها  للتأطير ،  كانت  مجرد  غطاء  لعصابة  اغتصبت  السلطة  يريد الشعب  اليوم  ونحن  نعيش  ما بين  أواخر  فيفريي  ومارس  2019 ... انتهى  أمر  العصابة  ورفعت الأقلام وجفت الصحف  وخرست  الألسن  البخراء  ، فالآن  يُصِرُّ الشعبُ أَيَّمَا إِصْرَارٍ على أن يَسْـتَرِدَّ سُلطته التي اِغْـتَصَبَتْهَا منه عصابة بومدين .. كانت ما تسمى  الأحزاب  مجرد دكاكين  تفتح  أبوابها لتغطية جرائم اللصوصية والنصب  والاحتيال على الشعب وما تقوم بها  العصابةالتي  كانت متسلطة على رقاب الشعب الجزائري.

عود على بدء :

ليس في  الجزائر  اليوم من مؤسسة  سوى  مؤسسة  الشعب  الجزائري  الحر  بكل  أطيافه،  ومؤسسة  الأرض التي ورثها عن أجداده  والتي  سيموت  من أجلها  عشرات  المرات  ويُبْعَثُ  من  الرماد  كلما  أحرقوه  لِـيَحْرِقَ  المجرمين ، حاول  المستعمر أن يَحْرِقَ  الشعب  الجزائري  فخرج  الشعبُ  من رَمَادِهِكَالمَارِدِ وأحْرَقَ  الاستعمار ،  واغتصبت  عصابةُ  بومدين  السلطةَ  من يد  الشعب  عام  1962  وأحرقوا الشعب  لكن  في  صباح  22 فيفريي  2019  خرج  الشعب  مرة أخرى  من  رماده كَالمَارِدِ وها هو اليوم وغدا  وبعد غدٍ  على استعداد تام   لِيْحِرقَ  كل  عناصر  العصابة  واحدا  واحدا  ويثوق  ليومٍ  يحكمُفيه  نفسه بنفسه  وإذاك  يمكننا  أن  نقول  بأن  في  الجزائر  مؤسسات  صنعها  الشعب  من  عرقه  ودمائه  وإخلاص  أبنائه  الأحرار الشرفاء ... وها هو  الشعب اليوم  يناضل من  أجل  استقلال  هذه  الأرض  من  العصابة  التي  كانت متسلطة عليه  طيلة  أكثر من  نصف  قرن  والتي أكلت آلاف  الملايير من الدولاراتمن  خيراته  طيلة  هذه المدة  وهي  ... وسيتخلص من هذه  العصابة  من  الجرمين  إن لم  نقل  لقد  تخلص  منها  بعد أن  كسّر  الأغلال  النفسية  والمادية التي  كانت  تُـقَيِّدُهُ  بها  ، وأخيرا  ليعلم  الجميع  أن الشعب الجزائري  قد  أحرق  كل  مراكب  العودة  إلى  أرض  الذل  والمهانة  والحكرة  والفقر والتخلف ،  فاليوم  لن  ينظر  الشعب  إلى الوراء  أبدا ...

فإلى الأمام  نحو  جزائر جديدة  ، جزائر الأحرار  ولكل  الجزائريين  ...والخِزْيُ والعارُ  للشياتة  الذين  يحلمون  بعودة  جزائرهم  التي  دمر  الشعب  كل  قواعدها  وسيبني  قواعد  لا مكان  فيها  للشياتين .

سمير كرم  خاص للجزائر  تايمز