القى العالم بنفاياته البشرية (ارذل انواع البشر) في سوريا في محاولة منه لواد الامة العربية بعد ان تمكن من اسكات صوت مصر التي كنا نعدها قلب العروبة النابض. على مدى سبع سنوات عاث هؤلاء في الارض السورية فسادا، قتلا وتدميرا، لم تسلم منهم حتى الاحجار التي يعدونها نوعا من الشرك بالرب والإسلام منهم براء، انه اسلام الاطلسي.

اخذت الدولة التركية على عاتقها القيام بالمهمة، فكانت المهد لكافة العمليات الاجرامية. استوطن هؤلاء المناطق القريبة من الحدود لتمتعها بالحماية الكاملة واختيرت ادلب لتكون بؤرة الفساد والخاصرة الرخوة لسوريا ومنها انطلقت جحافل المغول والتتار الجدد رغم اختلاف اعراقهم فهم يحملون نفس الفكر الداعي الى تدمير كل ما له صلة بالتحضر والمدنية وقيمة الانسان. كاد هؤلاء ان يبسطوا سيطرتهم على كامل التراب السوري بما قدمه لهم الغرب وأذنابهم العرب من مختلف انواع الاسلحة والأموال التي تفوق كل تصور، ولكن الشعب السوري وقيادته الحكيمة وأصدقائه القلائل ابوا إلا مواجهة العدوان وتحرير البلاد والعباد من هذه الشراذم البشرية شكليا، المتحجرة فكريا. انهم مجرد بيادق ينفذون اجندات اسيادهم.

مع التدخل الروسي انقلبت موازين القوى، أصبح الارهابيون يفقدون مواقعهم الواحد تلو الاخر. كم هو منظر جميل ورائع ونحن نشاهد الحافلات ذات اللون المميز التي اعدت لنقل هؤلاء (الذين وجدوا في برنامج اقامة مناطق خفض التوتر ضالتهم لإنقاذ ارواحهم) الى حيث اختاروا او لنقل اختار لهم اسيادهم الذهاب، ليكونوا على مقربة منهم وتحت المراقبة، فهؤلاء لا يؤمّن جانبهم، وقد ينقلب السحر على الساحر، ويحدث ما لا يحمد عقباه وقد شاهدنا بعض اعمال هؤلاء بأوروبا عندما تسللوا اليها وضاقت بهم السبل وقد خذلهم صانعوهم والمشرفون على اعاشتهم.

الرقعة التي يسيطر عليها المرتزقة وشذاذ الافاق آخذة في الانحسار وقاربت على الانتهاء، المؤكد ان ادلب وما حولها لم تختر بنفسها بان تكون ملاذا لهؤلاء، بل هي ارادة اعداء الوطن، لتنال النصيب الاكبر من الاذلال والتحقير والتدمير.

عما قريب سيحشر هؤلاء بادلب، بعد ان ضاقت بهم الارض بما رحبت، المؤكد انه غير مرحب بهم في المدينة سواء من السكان او الحكومة السورية او الدولة العثمانية الجديدة، لما يمثله هؤلاء من خطر مستمر، انهم يمثلون ارذل انواع البشر (قمامة العالم)، يتخذون من الدين مطية لتحقيق اهدافهم في اقامة دولتهم التكفيرية.

الذي لا يختلف عليه اثنان انه مع تراكم القمامة في مكان ما فلا بد من وضع حل لها لما تسببه من اضرار صحية للسكان والبيئة، اما بإعادة تدويرها في حال وجود فائدة من التدوير (اعادة تأهيل البعض)، او احراقها رغم ما يسببه من تلوث للبيئة ولكن اهون الشرّين. وبذلك يتم التوجه نحو اعادة اعمار البلاد التي اصبحت شبه خاربة، نتمنى ان يكون ذلك في اقرب الاجال.

المؤكد ان الاسلامويين الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في كل من ليبيا وتونس، ينتابهم نوع من الهلع والخوف وهم يشاهدون اخوانهم في العقيدة يستقلون الحافلات المكيفة المزودة بكافة سبل الراحة الى ادلب (راحة ما قبل الموت) حيث مصيرهم السيء. فهل يسارع هؤلاء الى انقاذ انفسهم بالتوجه الى الدول التي جلبتهم، قبل ان يغمرهم الطوفان؟ ويكفي ما ارتكبوه في حق الشعبين الليبي والتونسي من مآسي فاقت كل تصور.


ميلاد عمر المزوغي