هل بالفعل ريف دير الزور هو المعقل النهائي والأخير لداعش وتحديدا الباغوز ؟ لا قطعا فإختزال داعش في التنظيم الإرهابي المكنى بهذا الإسم هو  تعبير عن قصر نظر فاضح وعن تبرئة لجماعات أخرى داعشية المعنى والمبنى ومرتبطة بالتنظيم عضوياً ليست جبهة النصرة سوى عنوانها الأبرز  ثم أنه ليس سراً  أن داعش شارك فعلياً في حملة إحتلال عفرين وإن مواربة وتحت مسميات تمويهية ضمن الفصائل والكتائب الإرهابية التابعة للإئتلاف "السوري" المتكنية بما يسمى الجيش السوري الحر.

وحسبنا هنا إلقاء نظرة سريعة على خطاب هذه الجماعات المسلحة المحتلة لعفرين وعلى ممارساتها وسياساتها وحتى على محيا عناصرها بلباسهم الجهادي الأفغاني ولحاهم ومجمل هندامهم القاعدي الذي بات صنو الكاركتر الإرهابي الجهادي حول العالم ولعلنا نتذكر جيداً صبيحة إحتلال عفرين قبل نحو عام من الآن كيف كان يقف أحد الإرهابيين منتشياً بهدم تمثال كاوا الحداد وسط المدينة وهو يرتدي الجلباب الأفغاني ما يعني أن الترويج لنهاية داعش وإطلاق العنان لنظريات قبر الاٍرهاب ودفنه في صحاري دير الزور تنم عن كم كبير من الإعتباط والتعجل وتجاهل وكره العفريني العلني.


ففي إحتفائنا وإحتفالنا ككرد خاصة بهزيمة داعش الجزئية في ريف دير الزور  ينبغي أن لا ننسى ولو للحظة أن داعش وأشباهه يحتلون عفرين وأن إغفال هذه الحقيقة إسهام في تجميل قبح محتلي عفرين من دواعش ظاهرين ومستترين وتبرئتهم من داعشيتهم المبرمة فالهزيمة النهائية والحقيقية لداعش تكون في عفرين وليس في دير الزُّور.


لا يختلف عاقلان على أن عفرين باتت مرتعاً ومقراً لبقايا الدواعش ومن شابههم من تنظيمات تكفيرية وإرهابية تمارس شتى صنوف إرهابها وساديتها بحق العفرينيين الذين أقله إحتراماً لدمهم وتضحياتهم ومعاناتهم الوجودية علينا التخفيف من نبرة النصر المبرم على داعش ففي هكذا نبرة وهكذا إعلان قفز على حقيقة أن داعش حي يرزق في عفرين فعن أي نهاية وهمية نتحدث؟ علاوة على أننا بهكذا موقف لا مسؤول نرفع جهاراً نهاراً التهمة الداعشية عن محتلي عفرين بدلالة إعلاننا أن الباغوز آخر معقل لداعش في حين أن معقلها الأكبر الآن هو عفرين ثم أن إختصاص التحالف الدولي وحملته ضد الاٍرهاب يفترض بداهة ألا يقتصر ا على داعش فقط فجبهة النصرة وهي فرع تنظيم القاعدة السوري مثلت جنباً إلى جنب داعش الهدفين الرئيسيين لهذا التحالف ولعل الرجوع لأدبيات التحالف الدولي التأسيسية ومواقفه وبياناته تثبت هذه الحقيقة وتاليا فالنصر الناجز على داعش وأخواته ومن يقف خلفهم ليس في الباغوز  وإنما في عفرين.


شيرزاد اليزيدي