في الوقت الذي كانت فيه الامثال الشعبية المغربية ,تمارس عنفا رمزيا على المرأة ,وتختزلها في صورة معينية وذلك من قبيل : (كيل زرع بلادك وخا يكون شعير ) (قلب لبرما على فمها تخرج البنت تشبه لمها) (لمرا بلا ولاد بحال الخيمة بلا وتاد), اصبحنا اليوم امام منطق جديد ,بحيث أصبحت المرأة تختزل في هذا الشهر (8مارس ),وهذا النوع من الاحتفاء لايجب علينا ان ننظر اليه على انه نوع من الإنجاز التاريخي, الذي ننتصر فيه لقيمة المرأة ,وانما هو تشيء لكرامتها ولإنسانيتها على وجه الخصوص ,فالمرأة المغربية عطاؤها ممتد في مختلف الأزمنة الغابرة ولاحقة كذلك, خصوصا وانها أصبحت تحظى بأدوار طلائعية في مختلف المجالات اقتصادية والسياسية والثقافية .فسيكون من العار أن نتحدث عنها في هذا اليوم, ونخصص لها لقاءات مطولة مع ان عطاء المرئ لا يقاس باليوم, ولا يقدر بأي ثمن ,واذا اردنا فعلا أن نقوم بتكريم المرأة, يجب علينا الى نستمع الى مشاكلها الحقيقة ,وان نعمل على معالجتها قصد تحسين من وضعيتها الاجتماعية ,خاصة وان طبيعة المرأة المغربية تتسم بصمت والصبر والتضحية والمكابدة والإصرار والعزيمة ,يكفي فقط أن نلقي نظرة بسيطة على وقعنا المجتمعي, سنجد أن المرأة هي التي تساعد اطفالها وتسهر على راحتهم وتربتيهم ,وتعمل جاهدة على مساعدتهم,فهناك نساء في قمم الجبال لم يسبق لأي احد ان استمع الى معاناتهم الحقيقية .فهل هناك حركات نسائية في العالم القروي تنتصر لحقوقهم وتدافع على مشاكلهم ؟ ام ان هؤلاء النساء لا يندرجون ضمن اهتماماتهم الحقوقية ؟ دعوني أتساؤل معكم عندما نرى ان الحقوق المرأة تختزل في جوانب ضيقية,هذا لا يعني انني انتقص من قيمة الدور الذي تبذله الحركات النسائية في الدفاع عن وضعية المرأة, ولكن يجب علينا ان نمارس نقدا مزدوجا اتجاه هذه الحركات, التي نسيت او انها تناست, ان هناك نساء في العالم القروي لديهم مشاكل كثيرة لم يحسم فيها على حد الساعة .وعلى الرغم من ان اليوم العالمي للمرأة له رمزية من الناحية التاريخية ,الا اننا لا يجب علينا ان نتجاهل المشاكل الحقيقة, التي تعاني منها المرأة المغربية في مختلف الأماكن والمداشر,لان النهوض بوضعية المرأة هو في حد ذاته انتصار حقيقي لمفهوم الديمقراطية .



 زهير العوري