اعتادت أغلبية الشعوب على ملامسة النزعة الدينية في حياتهم اليومية حتى ألبس المتطرفون غلوهم في أغطية عقول الناس وأصبح المكروه محرم بشدة والحلال محرم والحرام حلال بمخارج اخرى حتى تغذت عقول البشر على معتقدات واعراف لم تكن في القوانين الدينية فنشأت معظم المجتمعات العربية على اجندة دينية سياسية حتى غزت جماعات الفكر الضال هذه الدائرة التي تعلم أنها محور الدين الاسلامي عبر دعاة المنابر لاكتضاض وحدتهم وخلق ترهيب لمرتكبي صغائر الذنوب وتكفيرهم من خلال عقيدتهم الفاسدة.

فلنعد إلى الوراء قليلاً ونتذكر الدعاة الذين عظمناهم وجعلناهم رسول على حياتننا وكأننا جهله بدونهم ، فكانت فتواهم واجبة من واجبات الحياة وغرنا التزامهم الذي أعاق الشباب وخلق فيهم انتكاسه بعد أن عانوا من التشدد القمعي الذي كانوا يمارسونه علينا من خلال ، موجة الصحوة التي انغمرت في فكر جماعة الاخوان الارهابية هدمت الفنون وأعاقة التقدم، خلقوا في أرواحنا أن هذا التدين هو الدين الصحيح والضحية هم الشباب الذي تعلق قلبه في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل .

كانت الوسيلة إقامة محاضرات عن الجهاد وإذابة لذة الحياة والزهد من خلال "هلموا إلى الجهاد الشيشان .. افغانستان .. واخيراً سوريا حتى وقعوا شبابنا فريسة وضحية لجماعات ضالة متصلة بالدعاة المجرمة .

جيل وراء جيل حتى ورث الأب أبنه اعتقاداته والعرف في دينه حتى كنا نعتقد أن قيادة المرأة حرام وفساد وسماع الموسيقى تكفير وعمل ودراسة المرأة فسوق ومن كبائر الذنوب ، أجيال وقعت ضحية فكر ضال طغى حتى على التعليم والمضحك المبكي أن مع الوقت تبين انخداعنا بالصحويين الذين حرمونا اشياء كثيرة وهم يستمتعون بها اليوم فيا ما مضى من وقت هل يعود ويعود معه شبابنا؟    

عقول ذاك الجيل الذي نعاشره اليوم يحتاج إلى تصفية ما علق به ويحتاج لإعادة صياغة لكل شيء فعقيدتهم تغذت بالمحرمات حتى أصبحت فاسدة من خلال دعاة الفتن المقبوض عليهم بتهمة الارهاب والاخلال بأمن البلد، فهناك تلاميذهم مازالوا يؤمنون بفكرهم ومعتقاداتهم الهدامة.

مايحصل اليوم في الوطن العربي هو استشعار للفكر واهميته فحتاج تشريع الاعتدال الاسلامي الذي أمر به رسولنا الكريم عبر اعادة النظر في كل شيء فمن خلال ذلك يتحقق انتشار الدين الاسلامي الوسطي الذي يعرف عنه انه دين سمح لا فيه اذى ولا أرهاب.


نورة شنار